الداعية أحمد جدو ولد أحمد باهي: الخلق الحسن أساس استقرار المجتمع وتماسكه
السبت, 22 يونيو 2013 17:04

altقال الأستاذ والداعية أحمد جدو ولد أحمد باهي إن الأخلاق أساس بناء الأمم والمجتمعات وهي مناط رفع المنزلة في الآخرة  والقرب من الرسول صلى الله عليه وسلم في الجنة مؤكدا أن من أسماها الأخلاق الايجابية التي يتعدى نفعها إلى المجتمع وتدفع إلى الإيثار ومشاركة الناس همومهم وأتراحهم.

وحث الأستاذ أحمد جدو أمام العشرات من رواد جمعية المستقبل في لكصر على أهمية التحلي بالأخلاق الحميدة بعد التخلي عن نواقضها مضيفا أن المقصد الأسمى من الرسالة الخاتمة كان إتمام الأخلاق وإكمال الفضائل والمكارم، كما في الحديث: إنما بعثت لأتم مكارم الأخلاق.

وحول مكانة الأخلاق في الإسلام استعرض المحاضر النصوص القرآنية والأحاديث التي تحث على التحلي بالخلق الفاضل والسمت الحسن من ذلك ما وما ورد في صفات المؤمنين والمتقين من صفات أخلاقية كالوفاء العهد وحفظ الأمانة والقيام وأداء الشهادة والجود والصبر وغيرها ..وفي الحديث : "إن الرجل ليبلغ بحسن الخلق درجة الصائم القائم " وإن من أقربكم مني منازل يوم القيامة أحاسنكم أخلاقا...الخ " حيث علق المحاضر أن حسن الخلق يؤلف القلوب ، ويسهل التعامل بين الناس ويجعل الشخص مأمون الجانب .

وفي الحديث " من تواضع لله رفعه " فالمتواضع لا يتكبر على خلق الله ولا يرد الحق كما في الحديث "الكبر بطر الحق وغمط الناس "

وفي وصف عباد الرحمن قال تعالى :" وعباد الرحمن الذين يمشون على الأرض هونا وإذا خاطبهم الجاهلون قالوا سلاما .." أي تعاملوا بما هو سلام في القول والفعل والسلوك .

وتابع المحاضر حول أهمية الأخلاق "إن المسلم من سلم المسلمون من يده ولسانه " والمؤمن من أمنه الناس على أمولهم ودمائهم " وفي الحديث "والله لا يؤمن والله لا يؤمن من لا يأمن جاره بوائقه "أي شروره.

 

الأخلاق وتماسك المجتمع.

وأوضح الأستاذ أحمد جدو أن الأخلاق ضرورية لتماسك المجتمع وتعزيز لحمته وشيوع المعروف فيه وبالتالي انتفاء الشحناء والبغضاء وما يؤدي إليهما كما في الآية "وقولوا للناس حسنا" فهي أمر بإحسان القول وتأليف القلوب، كما في الآية الأخرى " وقل لعبادي يقولوا التي أهي أحسن .." لأن الشيطان حاضر في التعاملات والأحاديث وهو جاهز لإيقاع العداوة والشحناء في أي قول بخلوه من الحكمة واللين. فالقول الحسن يعلق المحاضر وقاية من غواية الشيطان "

وفي موضوع آخر قال تعالى "ادفع بالتي هي أحسن السيئة فإذا الذي بينك وبينه عداوة كأنه ولي حميم " فهذا دواء لمن أراد أن يكسب قلوب الناس إلى الخير وهو دواء لمن أراد السلامة وليس الأصل ما استقر في عرف المجتمع من أمثال "كمن عضك ولم تعضه ظنك بلا أنياب " وإنما "واصبر على ما أصابك إن ذلك من عزم الأمور "

وحتى في جدال غير المسلمين " وجادلهم بالتي هي أحسن " وعندما أرسل الله موسى وهارون إلى ألد أعداء الموحدين قال تعالى لهما "فقولا له قولا لينا لعله يتذكر أو يخشى ".

فتذكر الحق لا يتأتى إلا مع لقول الحسن ومن أراد التاثير والوصول على مشاعر الناس وقلوبهم لا بد أن يختار القول اللين كما قال تعالى :"ولمن صبر وغفر إن ذلك من عزم الأمور "

ولبيان قيمة الأخلاق في تماسك المجتمع –يضيف المحاضر –ينظر إلى خطورة أضداها ونواقضها من لكذب والخيانة والسرقة وما تبذره من بذور العداوة ولبغضاء وتقوض من عرى المودة والإخاء.

ومن هنا كان الأمر بملازمة الصدق "وعليكم بالصدق فإنه يهدي البر .." فالبر اسم جامع لكل خير في المقابل فإن لكذب يؤدي على الفجور.

وفي المعاملات لما ذكر عند النبي صلى عليه وسلم امرأة تكثر الصلاة والصيام لكنها تؤدي جيرانها قال هي في النار، فالعبادات تزكي النفس وتذهب الشعور وترقق القلب فالصلاة تنهي عن الفحشاء والمنكر "وفي الحديث :" من لم يدع قول الزرو والعمل به فليس لله حاجة في أن يدع طعامه وشرابه.."

الحمد والمجد

وأوضح الاستاذ ولد جدو أن لناس في الأخلاق مراتب فهناك من يكتفي بمجرد كف أذاه عن الآخرين لكن أفضل منه من يكف أذاه ويحسن ما استطاع إلى الآخرين وأفضل من كل ذلك من لا يكتفي بمبدأ المعاملة بالمثل بل يصل من قطعه ويحسن إلى من أساء إليه وهو ما يليق بالداعية وبالأخذ بالعفو في التعامل مع الآخرين .

ولذا لما ذكر احد لصحابة أن له قرابة يصلهم ويقطعونه ويحسن إليهم ويسيؤن إليه قال له رسول الله صلى الله عليه وسلم "فكأنما تسفهم المل ..ولا يزال لك من الله عليهم ظهيرا" وهو المبدأ الذي اخذ به أبوبكر الصديق في تعامله مع قريبه مسطح رغم خوضه في حديث الإفك فلم يقطع عنه صلته وظل يحسن إليه.

ومن الأخلاق الايجابية المبادرة وتحمل المسؤولية كما كان يتمثل الإمام البنا:

إذا القوم قالوا من فتى خلت أنني

عنيت فلم اكسل ولم أتبلد

فقد عانت الأخلاق من قصرها على الترك فقط بل لا بد من الايجابية والتحرك وهو ما وصفه المحاضر بتبدل في المفاهيم يجافي حقيقة الأشياء كما في الحديث "سَيَأْتِي عَلَى النَّاسِ زمان يُقَالَ لِلرَّجُلِ مَا أَجْلَدَهُ! مَا أَظْرَفَهُ! مَا أَعْقَلَهُ! وَمَا فِى قَلْبِهِ مِثْقَالُ حَبَّةٍ مِنْ خَرْدَلٍ مِنْ إِيمَانٍ، فالأصل أن للمسلم رسالة في الحياة يتحرك في نواميسها ويبادر ويفعل الخير ويشارك الناس همومهم فلا وقت فراغ لديه للخوض مع الخائضين.

وفي هذا السياق كان دعاء أحد الأعراب كما في البيان والتبيين "اللهم إني أسألك حمدا ومجدا فلا حمد إلا بالفعال ولا مجد إلا بالمال "

فلا بد من الانتباه إلى أخلاق البذل والعطاء ولتضحية كما في الحديث " من نفس عن مؤمن كربة من كرب الدنيا نفس الله عنه كربة من كرب يوم القيامة ..والله في عون العبد ما دام العبد في عون أخيه " والدعاة يقول الأستاذ أحمد جدو في حاجة لتحقيق السيادة والمروءة  ولا سيادة دون أخلاق ولا مروءة بدون حلم وعقل.

وكان الأحنف بن قيس سيد قومه لما عرف به من الحلم والأناة. وكذا معاوية بن أبي سفيان رضي الله عنه .فالحلم الصبر والأناة التحكم في النفس.

وقد الناس في دين الله بسبب أخلاق الرسول صلى الله عليه وسلم الذي كان يعطي عطاء من لا يخشى الفقر كما في حديث لرجل الذي جاء قومه وقال لهم اسلموا فإن هذا الرجل يعطي عطاء من لا يخشى الفقر "

وخلص المحاضر إلى الجميع يحتاج الخلق الحسن لرفع منزلته عند اله وحتى يكون قرب رسول الله صلى الله عليه وسلم في الجنة ومن أجل تأليف الناس من حوله ..ومن هنا كان خطاب الله تعالى لرسوله صلى الله عليه وسلم ولو كنت فظا غليظ القلب لانفضوا من حولك "

فالحق إذا قدم مع خلق رديء تركه الناس كما يجفون الماء البارد في الوعاء الوسخ أو غير النظيف.

 

الداعية أحمد جدو ولد أحمد باهي: الخلق الحسن أساس استقرار المجتمع وتماسكه

السراج TV