الإمام الحسن ولد حبيب الله يحاضر عن "خطة رمضان" |
الثلاثاء, 09 يوليو 2013 14:15 |
إن منادي الله قد نادى أن "يا باغي الخير أقبل ويا باغي الشر أقصر" وأن هذه أبواب الله فأقبلي على الله واطرقي أبوابه بصدق وإخلاص فذاك رجل قد جعل الله جزاءه على قدر نيته إذا هبت رياحك فاغتنمها فعقبى كل خافقة سكون. فهذا الشهر عبارة عن مجموعة فرص والبخيل هو من أدركه فلم يغفر له أو كما قال رسول الله "رغم أنف امرئ أدرك رمضان فلم يغفر له" . ( من قام رمضان إيماناً واحتساباً غُفر له ما تقدم من ذنبه ) متفق عليه . (من قام ليلة القدر إيمانًا واحتسابًا، غُفر له ما تقدَّم من ذنبه))؛ متفق عليه. وقد ذكر لنا النبي أنه في شهر رمضان تفتح أبواب الجنان ذكر ذلك وهو على يقين أنه ما من مؤمن سيعلم فتح الجنة لأبوابها إلا زارها ورأى ما فيها وإذا ما زارها فلا شك سيعمل ليدخلها والمؤمن يزور الجنة ويراها في تلاوته للقرآن وحفظه وتهجده به في الليل.
شهر فتح الأمصار وفتح القلوب: وأضاف :إن رمضان شهر الفتوحات والنصر فتح الأمصار وفتح القلوب التقت فيه 300 مؤمن بألف مشرك فكان النصر العظيم والفتح المبين نسأل الله أن يكون أهل مصر على موعد قريب مع النصر وأن يسمعنا عنهم في القريب العاجل ما يثلج الصدور ويحق بالإخوان الحق ويعز بهم الأمة والدين وهو أيضا شهر فتح القلوب يؤيد الله فيه دعاته فيفتحون القلوب القاسية التي ران عليها الران وطال عليه الأمد.
شهر تطهير القلوب وقال: إن القلب إذا طهر تفاعل مع الخير ومع بركات هذا الشهر إما إن كان منكسا "وقلب أسود مرباداً كالكوز مجخيا..." فإن الخير ينصب عليه صبا دون أن ينتفع به "حتى تصير القلوب على قلبين..." فالقلب الميت لا يصل إليه الخير ولا ينتفع به وإذا طهر وزاره الإيمان استقر فيه وتمدد . فهل هيأت قلبك ليفتح في رمضان بترك ما نهى الله عنه "ما نهيتكم عنه فاجتنبوه"
رمضان محطة لزيادة الإيمان وقال: ولأن الأعمال فيه تضاعف فقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يركز فيه على أربع واجبات :القيام والقرآن والإنفاق والصيام فينبغي أن يكون هذا الشهر فرصة لإحياء الدورات القرآنية التي كان جبريل يحييها مع النبي صلى اللله عليه وسلم. شهر الصيام صوم العبادة لا صوم العادة صوم وصون فصوم يكون عن المباحات مؤقت وصون عن المحرمات مؤبد. فأقوام يفهمون "إذا فرغت فا نصب" بالعقول فيستقبلون رمضان وهم مشتاقون فيزداد إيمانهم، وآخرون يفهمونها بالبطون فيستقبلونه وهم يساقون فتزداد أجسامهم.
لله في كل ليلة عتقاء وأصفياء وقال : ولو أن الحجاب كشف لك ورأيت لائحة المعتوقين في ليالي رمضان تباعا وإذا بك لا ترين نفسك بينهم ما حبسك عن اختيار الملائكة لك إلا عملك. ورمضان شهر تصافح فيه الملائكة الناس ويعانق القرءان فيه السماء فأين أنت من الركب المسبح القائم فلا تملي إنما يعطى الأجير أجرته بعد تمام عمله. وفي كل ليلة من رمضان يتفضل الله على عباده فهذه لائحة من تبت عليهن ليتوبوا ثم تقبلت منهن، وهؤلاء اللاتي ربطت على قلوبهن وثبتهن على الحق، وهؤلاء غفرت لهن ما تقدم من ذبهن.وهذه لائحة اللاتي أحللت عليهن رضواني فلا أسخط عليهن أبدا هي جوائز لا ينالها إلا من حبس الأنفاس وشد المئزر فهذا مثال المتسابقين في الدنيا ومثال من اشتغل بنضرة الدنيا وزينتها حتى سبقه المفردون أأبيت سهران الدجى و تبيتـه نومـا و تبغي بـعد ذاك لحاقي!!
شهر الفرحتين فهذا شهر المنافسة في الخير وشهر الفرحة أو الفرحتين؛ فرحة عند الفطر في الدنيا بالدعاء وفتح أبواب الاستجابة، وهو ما يليق بالمؤمن تأدبا مع الله أن يفرح به، وفرحة في الآخرة بالجزاء "فالعندية" في قوله "عند الفطر" لا تقتضي البعدية بالضرورة لذلك ينبغي أن تكون لك دقائق قبل الفطر للدعاء.
خطة لرمضان: وأكد ولد حبيب الله على أهمية وضع مسطرة برامج في رمضان وقدم نموذجا على النحو التالي 4:00 للقيام والتهجد "ومن الليل فتهجد به نافلة عسى أن يبعثك ربك مقاما محمودا" وفي الحديث ما معناه "من لم يقم من الليل أصبح خبيث النفس كسلانا" ثم وقت الاستغفار "كانوا قليلا من الليل ما يهجعون وبالأسحار هم يستغفرون" ثم فقرة التلاوة "وقرآن الفجر إن قرآن الفجر كان مشهودا" وفقرة الصلاة وانتظار الإشراق ثم راحة قدر ساعتين، بعدها الورد المحفوظ لليوم "...يتلون كتاب الله وأقاموا الصلاة" ثم وقت لعمل البيت، ثم تأتي فقرة تكرار المحفوظ "إنَّمَا مَثَلُ صَاحِبِ الْقُرْآنِ كَمَثَلِ الْإِبِلِ الْمُعَقَّلَةِ" ووقت لنومة القيلولة. وقال: لتشكل هذه الفقرات لك تحديا ولا تبقى مجرد تخطيط على الورق. إنه شهر التسابق والرحمات إذا أنت لم تزرع وأبصرت حاصدا ندمت على التفريط فى زمن البذر وفيه العون من الله على النفس وتصفيد شياطين الجن والإنس، فتذكري جيرانك بالمودة اطرقي بابهم وأدخلي عليهم السرور وأشعريهم أن لهم في مطبخك نصيبا في رمضان لأن الله استقرضك قرضا حسنا فهذا النبي يشجع عائشة على البذل "بقيت كلها إلا كتفها.." وفي نهاية المحاضرة قسمت الجمعية مصاحف على بعض الحاضرات، ليكون المصحف شعار رمضان. |