إنا لله وإنا إليه راجعونانتقل إلى رحمة الله تعالى العلامة الشيخ أحمد ابن أحمد الجكني، نزيل المدينة المنورة، عن عمر تجاوز التسعين، قضى جله في خدمة العلم والعلماء، إضافة إلى مشاركته في البعثات الديلوماسية الموريتانية - ضمن الرعيل الأول للدولة الموريتانية -.

درس الراحل في مدرسة أبي تلميت وتخرج منها متفوقا مع بداية الأربعينيات قبل أن يتفرغ لطلب العلم الشرعي، ويلتحق بالعلامة آب ولد اخطور رحمه الله تعالى بالمملكة العربية السعودبة منتصف الخمسينيات، لينهل من معين علمه على فترات تتخللها أعمال دبلوماسية كلف بها الراحل مع سفراء موريتانيا في كل من باريس وداكار وتونس.. لازم العلامة آب ولد اخطور حتى وفاته عام 1974م، وكان يكتب له كتابه "أضواء البيان في إيضاح القرآن بالقرآن"، وهو الذي غسله ودفنه بمقبرة المعلاة بمكة المكرمة. درّس الراحل في الحرم المكي 18 سنة، ثم لزم المدينة المنورة ودرّس في المسجد النبوي، وكان قبلة لطلاب العلم، أسند إليه الفقه المالكي والسيرة والتاريخ الإسلامي وعلوم اللغة العربية، وبقي يدرسها إلى أن أقعده المرض قبل وفاته بشهر أو يزيد قليلا، وهو صاحل كتاب "مواهب الجليل من أدلة مختصر الشيخ خليل". وكانت أمنيته أن يتوفاه الله تعالى بالمدينة المنورة ويدفن بالبقيع مع الذين أنعم الله عليهم من والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا، وقد أناله الله ما تمناه رحمه الله تعالى وأسكنه فسيح جناته.