في منبر الجمعة : وقفات مع سورة "يس"
الجمعة, 03 يناير 2014 21:23

في منبر الجمعة : وقفات مع سورة قال الأستاذ والداعية محمدن ولد يحظيه إن الاستماع للقرآن الكريم وتدبره منة عظيمة ، فالسعيد من أذن الله له في الدعوة إليه وجعل قلبه معلقا بالقرآن يتألم لهموم المسلمين وأتراحهم ويعيش من أجل رفع الظلم والتمكين للحق والعدل.

وأوضح ولد يحظيه في تقديمه لدرس منبر الجمعة الأسبوعي بمسجد الذكر بتنسويلم والذي كان عنوانه وقفات مع سورة يس إن الورد اليومي من القرآن يخاطب المرء في مختلف أحواله ويوفر له فرصة للتدبر والتأمل في آيات الله . وبشأن سورة يس فهي مكية وفي فضلها كما في الأثر أنها قلب القرآن الكريم ويستأنس بما ورد في فضائل الإعمال من قراءتها في أذكار الصباح والمساء.

وقد بدأت السورة بأحرف مقطعة على قول أو بأن "يس" من أسماء الرسول صلى الله عليه وسلم وقد اقسم الله بعمره في موضع آخر من القرآن "لعمرك إنهم لفي سكرتهم يعمهون" "والقرآن الحكيم " قسم آخر وجواب القسم "إنك لمن المرسلين "، و"تنزيل " بالرفع خبر لمبتدأ محذوف تقديره هو..

ثم تطرق السياق وصف حالة أولئك الذين لا ينتفعون بالموعظة ولا الذكرى ولا يتاثرون بالوعد والوعيد فهم مثل المغلول المقمح المحاصر من بين يديه ومن خلفه فهو فاقد حرية التصرف وللقدرة على التفكير السليم منساق وراء أهوائه وعاداته معرض عن كلام الله...ومثل هؤلاء لا يفيد معهم إنذار أو وعيد فقد كتب الله في أزله أنهم لا يؤمنون ، لكن الإنذار يكون "إنما تنذر من اتبع الذكر وخشي الرحمن بالغيب .."

وتناول المحاضر سبب نزول "إنا نحن نحي الموتى ونكتب ما قدموا وآثارهم " وما ورد عن نزولها في بني سلمة الذين هموا بالانتقال قرب المسجد النبوي فتلى عليه الرسول صلى الله عليه وسلم هذه الآية. وتوقف المحاضر مع الصراع الأزلي بين الحق والباطل والمتمثل في موقف المكذبين من رسلهم وهو مثل ضربه الله لكفار قريش في صدهم عن الإسلام وملاحقتهم للمسلمين بالأذى وفي جدالهم بالباطل "واضرب لهم مثالا أصحاب القرية إذ جاءها المرسلون ".

ولفت المحاضر إلى نكته التعبير "بعززنا " والتي تدل على عزة المعان والزيادة له في العزة. وفي رد المرسلين عندما قالوا : ربنا يعلم أنا إليكم لمرسلون " وهو أسلوب قسم يدحض دعوى الخصم ويشهد الله على الواقع والحق البين.

وبالتالي لم يكن أمام الملأ سوى تغيير موضوع المحاججة إلى القول بالتطير والتشاؤم وهو ما رد عليه المرسلون "إنما طائركم معكم " . ولما ضاق الموقف بالمكذبين تغير خطابهم إلى التهديد والوعيد "..لنرجمنكم وليمسنكم منا عذاب أليم ". ثم ينتقل المشهد إلى تسجيل موقف عظيم لرجل عظيم جاء من أقصى المدينة يسعى " لنصرة الدين واعلنها مدوية خالدة "أني آمنت بربكم فاسمعون " بعد ما ندب قومه على اتباع الرسل ونصرة الدين الذي لا يطلب أصحابه منهم أي منفعة أو أجر فهم جاؤوا ليصلحوا لهم دينهم ولا يرزئونهم شيئا من دنياهم. والحذف في سياق الآيات يقول المحاضر يختصر الكثير من المعاني كإخلاص الرجل في طلب الشهادة، وخروجه وعينه على الجنة لا يخاف وعيدا ولا تهديدا وسرعة البشارة والتهنئة بالجنة "قيل ادخل الجنة .."

فتفاصيل مشهد الشهادة والقرص الذي يتعرض له الشهيد لا يمثل شيئا في مقابل نعيم الجنة. وبين المحاضر ما في قوله تعالى :"ياليت قومي " من دلالة على الصفح والعفو وعدم المؤاخذة بالغلط فيما يختم السياق بمشهد آخر لنهاية المغالبة بين الحق والباطل وهو صرف النظر نهاية الطغاة المحتومة فهم تافهون لا يحتاجون أكثر من "صيحة واحدة" فإذا هم خامدون.

وأورد المحاضر ما نبه له أحد المفسرين من مناسبة بين التعبير بالخمود الذي يشبه انطفاء النار بعد اشتعالها وحال اندحار الطغيان وانكساره بعد انتفاشه وجبروته.

وبالتالي كانت نهاية الباطل مدوية وهزيمته ساحقة أمام الباطل طال الزمن أو قصر فأما الزبد فيذهب جفاء وأما ما ينفع الناس فيمكث في الارض.."

في منبر الجمعة : وقفات مع سورة

السراج TV