الإسلاميون ودروس الربيع العربي |
الخميس, 06 فبراير 2014 00:41 |
قال الأستاذ أكناته ولد النقرة إن الثورات العربية أظهرت خطأ المقولة الماركسية من إن الثورات لابد أن تسبق بحالة ثورية ،وأكدت محورية موقف المؤسسة العسكرية في نجاح أي حراك ثوري، وأثبتت ترابط الأوضاع في البلدان العربية وكان الطابع الاجتماعي هو الأبرز في مطالب الثوار على حساب الطابع الإيديولوجي والهوياتي . واعتبر الأستاذ اكناته في ندوة للمنظمة الشبابية لحزب تواصل إن من أسباب نجاح الثورة في تونس :كسر حاجز الخوف لدى الثوار والتجانس الاجتماعي للشعب التونسي إضافة إلى حياد المؤسسة العسكرية فضلا عن طبيعة النخبة العلمانية واستقلالها عن السلطة وإيمانها بالتعايش مع الآخر . وتوقف الباحث ولد النقرة مع المشروع السياسي والإصلاحي لحركة النهضة والذي وصفه بالتركيز على القضايا الاجتماعية حيث كتب النهضويون مشروعهم في المنفى فيما كتب الإخوان بمصر مشروعهم الإصلاحي في الزنازين. وعقد المحاضر مقارنة بين الثورتين التونسية والمصرية موضحا أنه رغم كسر حاجز الخوف من القمع لدى الشعبين إلا أن الشعب المصري ليس متجانسا والعسكر فيه منغمس في السياسة منذ ثورة 1952 ثم هناك غلبة الهم الأيدلوجي على حساب الهم المجتمعي منبها إلى مجموعة من الأخطاء التي سهلت عمل مناوئ الثورة من قبيل الابتعاد عن مطالب الثورة في العيش والحرية والعدالة والكرامة والانشغال بالجدل حول الهوية ومرجعية الدولة وهو ما اعتبره فخا وقع فيه الإخوان إلى جانب التردد في الموقف من أعداء الثورة والذين كانوا يتربصون بها الدوائر من الفلول والعسكر والعلمانيين والأقباط ثم الفشل في تأسيس شراكة مع مختلف أطياف النخبة في مصر. سيناريوهات ودروس أما الكاتب والإعلامي احمدو ولد الوديعة وفي مداخلته حول بعض دروس الربيع العربي وسيناريوهات المستقبل فقد قال أن لا مجال للمقارنة بين الثورة في تونس ونظيرتها في مصر بالنظر إلى التركيز العالمي على مصر لموقعها الاستراتيجي وباعتبارها أحدى دول المواجهة وأكبر بلد عربي، وقاطرة أي تغيير في المنطقة. وعدد ولد الوديعة من دروس الربيع العربي : أن القوة لله ثم لإرادة الشعوب وللأمة التي أثبتت أن لها تأثيرا ودورا في الإطاحة بالديكتاتوريات. كما أظهرت أن أعداء الحرية في كل مكان أمة دون غيرهم من الناس، وأن الإسلاميين اثبتوا أنهم الأكثر ديمقراطية في السياق العربي ومناوؤهم الأقل إيمانا بها. من دروش الثورات أن العسكر عقبة كؤود أمام الديمقراطية والتغيير وحتمية تحرير الأمة من هذه العقبة. من ذلك الدور المحوري والمؤثر للإعلام في كل ما جرى ويجري من جدل حول الثورات ثم مركزية القضية الفلسطينية في الحراك الثوري وردود الفعل عليه . وعن السيناريوهات المستقبلية قال ولد الوديعة إن مستقبل الربيع تمكين للحرية وللمشروع الذي يمثل خيار الأمة وهو منتصر لتحصنه في الأمة وهوما يتجلى في صمود الشعب المصري ضد الانقلاب وفي المصادقة على الدستور في تونس والتجربة الرائدة للثوار في اليمن مؤكدا أنه لا بديل عن الشراكة مع القوى الأخرى المؤمنة بالديمقراطية حيث لا يمكن لفصيل واحد مواجهة تحديات المرحلة. وقد اشفعت الندوة بنقاشات وتعقيبات حول الموضوع. |