ولد أحمد باهي يحاضر عن "حقيقة الصدق"
الجمعة, 28 مارس 2014 17:59

الأستاذ أحمد جدو ولد أحمد باهيالأستاذ أحمد جدو ولد أحمد باهيقال الأستاذ أحمد جدو ولد أحمد باهي إن حقيقة الصدق هي مجافاة الكذب، ومجانفته في كل عمل، وفي كل فكر، وفي كل سلوك، وقال الأستاذ إن من أهم واجبات المسلم تجاه دينه الصدق، وقال الأستاذ إن هذا الصدق يدخل في كل أبواب الدين، وفي كل أعمال الإنسان سواء كانت متعلقة بالله أو بالناس.

أنواع الصدق:

وعدد ولد أحمد باهي من أنواع الصدق:

الصدق مع الله:

وقال إن من مقتضياته عبادة الله حق عبادته، والتصديق الجازم بما جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم، التصديق العملي الذي تزيكيه الأعمال قبل الأقوال، وقال إن أي تصديق للنبي صلى الله عليه وسلم فيما يقول إذا لم يثمر العمل بما جاء به من عند الله، يبقى دعوى يحتاج صاحبها إلى إثباتها.

الصدق مع النفس:

بأن يعرف الإنسان مواطن ضعفها وقوتها وشهواتها الظاهرة والخفية، فيصدها عنها ابتغاء مرضاة الله، ولا يترك لنفسه العنان في العمل بما تهوى، والشرود عن الرقابة والمحاسبة.

الصدق في العهد والوعد:

وذلك بأن يفي الإنسان بكل عهد قطعه على نفسه، لا يعارض شرع الله ودينه، لأن الله يقول: "فمن أوفى بما عاهد عليه الله فسيؤتيه أجرا عظيما"، ولأن خلف الوعد ونكث العهد من صفات المنافقين وليس من صفات المؤمنين، فمن كان مؤمنا حقا وفى بعهده ووعده، وقد مدح الله نبيه إسماعيل بذلك في قوله: "إنه كان صادق الوعد".

الصدق في المعاملات:

إذ هو مجلبة للبركة والخير، فالنبي صلى الله عليه وسلم يقول: "..فإن برا وصدقا بورك لهما في بيعهما وإلا محقت بركة بيعهما"، والصدق في المعاملات إحسان وإتقان، ولذلك قال الصحابة للنبي صلى الله عليه وسلم حين أرادوا أن ينبهوه على صدق عملهم، "إنا لصدق في الحرب، صبر عند اللقاء"، والله "يحب المحسنين"، ويحب العبد "إذا عمل عملا أن يحسنه".

الصدق في الدعوة:

وذلك بتبليغها للناس والتعب فيها احتسابا للأجر على الله، والصبر على الأذى الذي يلحق الدعاة إلى الله سبحانه وتعالى في سبيل الدعوة إليه سواء كان من الكافرين أو المنافقين، لقول الله تعالى: "يا أيها النبي إنا أرسلناك شاهدا ومبشرا ونذيرا وداعيا إلى الله بإذنه وسراجا منيرا، وبشر المؤنين بأن لهم من الله فضلا كبيرا، ولا تطع الكافرين والمنافقين ودع أذاهم، وتوكل على الله وكفى بالله وكيلا"، وقال الشيخ إن جماع القول في الصبر على الدعوة أنه: "رغبة في الآخرة، ورغبة عن الدنيا، وصبر في المحن، وصبر عن اللذات، وانتظار للأجر عند الله".

الصدق في النية:

وبه يكتب الأجر لمن لم يستطع العمل؛ لأن الله تعالى، قال: "ليس على الضعفاء ولا على المرضى ولا على الذين لا يجدون ما ينفقون حرج إذا نصحوا لله ورسوله، ما على المحسنين من سبيل والله غفور رحيم، ولا على الذين إذا ما أتوك لتحملهم قلت لا أجد ما أحملكم عليه تولوا وأعينهم تفيض من الدمع حزنا ألا يجدوا ما ينفقون"، فالذي ميز المخلفين من المؤمنين عن المنافقين هو صدق النية، لأن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "إن بالمدينة أقواما ما قطعتم واديا إلا قطعوه معكم.. حبسهم العذر"، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم للذي أعطاه من الغنيمة فأبى، فأتي به وقد استشهد كما وصف أنه يريد، قال فيه النبي صلى الله عليه وسلم: "صدق الله فصدقه الله"، ولأنه صلى الله عليه وسلم قال: "من سأل الله الشهادة بصدق بلغه الله منازل الشهداء ولو مات على فراشه، فمدار ثبوت الأجر على صدق النية.

فوائد الصدق:

وعدد الشيخ فوائد كثيرة للصدق، وقال إن منها:

-       أنه منجاة، لأن الثلاثة الذين خلفوا لم ينجهم إلا الصدق بعد أن أهلك الكذب والتحريف والمعاذير الكاذبة المنافقين، وشهد الله عليهم بالنفاق، بينما نجح الثلاثة الذين خلفوا، ونجوا بسبب الصدق، وعقب الله على قصتهم بقوله: "يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وكونوا مع الصادقين".

-       الصدق سبيل الأجر والمثوبة: لأن الله تعالى قال: من المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه فمنهم من قضى نحبه، ومنهم من ينتظر، وما بدلوا تبديلا"، ثم أردف ذلك بقوله: ليجزي الله الصادقين بصدقهم، ويعذب المنافقين إن شاء أو يتوب عليهم"، وقال الشيخ: إن ذكر المنافقين في مقابل الصادقين، وتقديم القرآن لتعذيب المنافقين على العفو عنهم دليل على عظمة الوفاء بالعهد والصدق مع الله في الدعوة إليه، ودليل أيضا على خطورة النكث، وعظيم وعيد الناكثين عن الدعوة.

وحذر الشيخ في محاضرته التي ألقاها في جامع أبي طلحة الواقع عند تقاطع الطرق المعروب بالرابع والعشرين من النفاق والكذب مطلقا، مذكرا بقول النبي صلى الله عليه وسلم: "ولا يزال الرجل يصدق وتحرى الصدق حتى يكتب عند الله صديقا، وبقوله في المقابل: "ولا يزال الرجل يكذب ويتحرى الكذب حتى يكتب عند الله كذابا".

ولد أحمد باهي يحاضر عن

السراج TV