ولد إبراهيم فال يحاضر بتوجنين عن الثبات على الحق |
الثلاثاء, 01 أبريل 2014 01:26 |
قال الشيخ محفوظ ولد إبراهيم فال إن الهجمة الحالية على الإسلام وسيلة من وسائل ثبات المسلم وصموده وتمسكه بدينه، وقال إن المسلم الصادق المخلص يكون أكثر التزاما بدينه وتشبثا به، وتصديقا للغيب في زمن الشدة منه في زمن الرخاء، لأن الله تعالى قال عن الصحابة رضي الله عنهم: "ولما رأى المسلمون الأحزاب قالوا هذا ما وعدنا الله ورسوله وصدق الله ورسوله وما زادهم إلا إيمانا وتسليما"، وقال إن النبي صلى الله عليه وسلم حين كان في بدر، كان يلح في الدعاء، ويبتهل إلى الله حتى سقط رداؤه، وكذلك ينبغي أن يكون حال المؤمن دائما في الأزمات. وقال الشيخ إن الثبات على الحق مرتبط بالحق، والحق لا يتبدل ولا يتغير، فما كان لله دام واتصل، وما كان لغيره انقطع وانفصل، فلا يمكن لمؤمن بالله عامل لدينه أن يتوقف عن العمل بسبب ابتلاء ولا امتحان. وقال إن من سنن الله أن يمتحن عباده المؤمنين دائما ليميز الخبيث من الطيب، وليعلم الله الذين آمنوا ويتخذ من المؤمنين شهداء، وليمحص الذين آمنوا ويمحق الكافرين، ومن غفل عن سنة الامتحان هذه فهو واهم جاهل بسنن الله، فإذا كنا نعلم أن امتحانات الجيل الماضي في الجامعة لا تمنع من امتحانات الجيل الحالي، وامتحانات العام الحالي لا تغني عن امتحانات العام الذي يليه فكذلك الامتحانات في الإيمان، يجدده الله كلما تجدد جيل أو موقف. وسائل الثبات على الحق: وتحدث ولد إبراهيم فال عن وسائل الثبات على الحق في هذا العصر، وقال إن أساسها في القرآن الكريم، فالعودة له، ومدارسته، والتدبر في معانيه، وأوامره ونواهيه وقصصه ومواعظه من أكبر الوسائل المعينة على الثبات على الحق، ولخص هذه الوسائل في وسائل سبعة: 1- الإخلاص لله: فهو أساس النجاح في الدنيا والآخرة، ووسيلة الثبات الأكبر، إذ من قصد وجه الله سيمتحن لا محالة، وحين يمتحن سينجح، ومن كان يقصد وجه الله، فلن يحجب عنه مقصده مغنم، ولن يستعجله عنه مغرم، وسيدوم عمله، ويستمر ثباته، لأنه ينتظر الأجر عند الله، فلا يرضى بما دون ذلك، ويعلم أن الدنيا ليست دار ثواب ولا جزاء، وإنما هي دار امتحان جزاؤه في الآخرة. 2- عبادة الله والإخبات إليه: فالعبادة معينة على الثبات، لأن العبادات هي روح الإيمان كما قال النبي صلى الله عليه وسلم: "الإيمان بضع وسبعون أو بضع وستون شعبة، فأعلاها لا إله إلا الله وأدناها إماطة الأذى عن الطريق، والحياء شعبة من الإيمان"، فكلما كان الفرد أكثر حضورا في شعب الإيمان كلما كان إيمانه أقرب، وشعب الإيمان هذه طاعات، وبالتالي فمن أهم وسائل الثبات العبادة والإخبات الدائم لله تعالى، لأن الله قال: "ولا يزال عبدي يتقرب إلي بالنوافل حتى أحبه"، وكلمة لا يزال تقتضي التكرر والدوام والاستمرار على ذلك. 3- صحبة الصالحين: فالله تعالى يقول لنبيه صلى الله عليه وسلم: "واصبر نفسك مع الذين يدعون ربهم بالغداة والعشي يريدون وجهه...."، ويقول: "يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وكونوا مع الصادقين"، والمرء قليل بنفسه كثير بإخوانه، لذلك كانت صحبة الصالحين الأبرار الأخيار الطيبين العاملين للدين، من أفضل الوسائل المعينة على الثبات على الحق. 4- معرفة سنن الله في الكون: إذ من سنة الله أن يبتلي الناس، ويختبرهم، "أحسب الناس أن يتركوا أن يقولوا آمنا وهم لا يفتنون، ولقد فتنا الذين من قبلهم فليعلمن الله الذين صدقوا وليعلمن الكاذبين"، كما أن من سننه أن يديم الصراع بين الحق والباطل، وتظل الجولات بينهما دائمة، فيسقط المستعجلون، ويهلك الكفار والمنافقون والذين في قلوبهم مرض، ويثبت المؤمنون وينتصر الصادقون، وهذه السنن لا تتغير ولا تتبدل، "ولن تجد لسنة الله تبديلا، ولن تجد لسنة الله تحويلا"، فمن عرف أن الابتلاء سنة أصحاب الدعوات، وأن الأنبياء نالوا منه، وأتباعه نالوا منه وأن الصراع دائم وأن الابتلاء يكون بالخير والشر، كان كما كان ابن مسعود يقول: "والله ما أبالي إذا ابتلاني الله بالخير أو بالشر، فإن ابتلاني بالخير لأشكرن، وإن ابتلاني بالشر لأصبرن". 5- اليقين بنصر الله ووعده: فمن سنن الله أيضا أن تكون العاقبة للمتقين، والدائرة على الظالمين، ولكن هذا لا يعني أن النصر دنيوي فقط بل النصر الحقيقي للمؤمن أن يأتيه اليقين، وهو على ما هو عليه من الصبر على الحق، وأحيانا يقع ما لا يتمناه المؤمنون لكن فيه الخير لهم، والنصر من باب لطف الله الذي ظاهره النقمة وباطنه النعمة، كما في غزوة بدر التي كرهها المؤمنون "وتودون أن غير ذات الشوكة تكون لكم"، و"يريكموهم إذ التقيتم في أعينكم قليلا، ويقللكم في أعينهم"، وكما في اختياره ليوسف ملكا عبر العبودية، ولموسى رسولا عبر المرور بعدوه فرعون... 6- الاعتبار بقصص الغابرين: فالقصص الورادة في القرآن من نصر الله لأوليائه وخذلانه لأعدائه من أهدافها تثبيت المؤمنين كما في قول الله تعالى: "وكلا نقص عليك من أنباء الرسل ما نثبت به فؤادك"، فقراءتها والتدبر فيها يساعد المؤمنين على الثبات، واليقين ويوحي لهم أن سنة الله في السابقين من تدمير المكذبين ونصر المؤمنين ستشملهم كما شملت من كانوا قبلهم من كلا الصنفين. 7- الصبر وعدم الاستعجال: فالداعية المؤمن لا يستعجل، فالنبي صلى الله عليه وسلم قص على خباب من قصص السابقين حين رأى منه عجلة، ما كانوا يلاقونه في سبيل الدعوة، ونبهه إلى أن الله سيتم هذا الأمر "ولكنكم قوم تستعجلون"، وقال إن العجلة سمة العاجز، ولما كان الله قادرا على كل شيء، كان لا يستعجل المكذبين، بل يمهلهم ولا يهملهم، لذلك على الداعية أن لا يستعجل، بل يصدق، ويعمل، فإن جاء النصر فبها ونعمت، وإلا لقي الله وهو ثابت على الحق. خطورة التخلي عن نصر الحق: وحذر ولد إبراهيم فال من التخلي عن نصر الحق، وقال إن ذلك مدعاة إلى الاستبدال، فإذا كان جيل الصحابة خوطب بقول الله تعالى: "وإن تتولوا يستبدل قوما غيركم ثم لا يكونوا أمثالكم"، فما بالنا بمن هم دونه في العمل والجهد والعبادة. وقال الشيخ إن الله تعالى بين ثلاثة أسباب تدعو المسلم لنصر الدعوة وأهلها هي: 1- أن الدنيا قليلة في جنب الآخرة، ومتاعها منقطع، فلا يمكن لعاقل أن يؤثر الدنيا على الآخرة في هذه الحال. 2- أن الله هدد من لم ينصر دينه ونبيه صلى الله عليه وسلم بثلاثة أمور: أ- أن يعذبهم عذابا أليما. ب- أن يستبدل قوما غيرهم. ت- أن من يخذل دين الله ونبيه ودعوته لن يضر الله شيئا، وإنما ضر نفسه. 3- أن الله تكفل بنصر هذا الدين والتمكين له، حتى ولو تخلى عنه كل الناس، فلن تزال طائفة من الأمة ظاهرة على الحق لا يضرها من خالفها أو خذلها حتى يأتي أمر الله وهم على ذلك" وكل ذلك في قول الله تعالى: "يَـٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُوا۟مَا لَكُمْ إِذَا قِيلَ لَكُمُ ٱنفِرُوا۟فِى سَبِيلِ ٱللَّهِ ٱثَّاقَلْتُمْ إِلَى ٱلْأَرْضِ ۚأَرَضِيتُم بِٱلْحَيَوٰةِ ٱلدُّنْيَا مِنَ ٱلْءَاخِرَةِ ۚفَمَا مَتَـٰعُ ٱلْحَيَوٰةِ ٱلدُّنْيَا فِى ٱلْءَاخِرَةِ إِلَّا قَلِيلٌ ﴿٣٨﴾ إِلَّا تَنفِرُوا۟يُعَذِّبْكُمْ عَذَابًا أَلِيمًا وَيَسْتَبْدِلْ قَوْمًا غَيْرَكُمْ وَلَا تَضُرُّوهُ شَيْـًۭٔا ۗوَٱللَّهُ عَلَىٰ كُلِّ شَىْءٍۢقَدِيرٌ ﴿٣٩﴾ إِلَّا تَنصُرُوهُ فَقَدْ نَصَرَهُ ٱللَّهُ إِذْ أَخْرَجَهُ ٱلَّذِينَ كَفَرُوا۟ثَانِىَ ٱثْنَيْنِ إِذْ هُمَا فِى ٱلْغَارِ إِذْ يَقُولُ لِصَـٰحِبِهِۦلَا تَحْزَنْ إِنَّ ٱللَّهَ مَعَنَا ۖفَأَنزَلَ ٱللَّهُ سَكِينَتَهُۥعَلَيْهِ وَأَيَّدَهُۥبِجُنُودٍۢلَّمْ تَرَوْهَا وَجَعَلَ كَلِمَةَ ٱلَّذِينَ كَفَرُوا۟ٱلسُّفْلَىٰ ۗوَكَلِمَةُ ٱللَّهِ هِىَ ٱلْعُلْيَا ۗوَٱللَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ ﴿٤٠﴾". يذكر أن المحاضرة كانت ضمن ليلة تربوية حضرها العشرات في مسجد سنابل الخير بتوجنين، ويلاحظ في الفترة الأخيرة نشاط لليالي التربوية في المساجد، ويربطه بعض الأئمة بإغلاق جمعية المستقبل للدعوة والثقافة والتعليم قبل أسابيع. |