ولد الددو يحاضر في دار النعيم عن نصرة الحق وولاية الله |
الأربعاء, 16 أبريل 2014 01:47 |
ألقى العلامة الشيخ محمد الحسن ولد الددو مساء اليوم الثلاثاء 15/04/2014 في مسجد السنة الرباني بدار النعيم محاضرة بعنوان: "ولينصرن الله من ينصره" دعا فيها إلى نصرة الحق وأهله والأمر بالمعروف والنهي المنكر. وقال الشيخ الددو إن الله غني عن الناس ولكنه خلقهم ليبتليهم فانقسموا قسمين: قسم معاد لله وقسم موال له. أنواع أعداء الله: 1- الكفار، وهم أكبر أعداء الله وأسوئهم وأخطرهم، وقد رد الله عليهم كفرهم وتجبرهم في آيا كثيرة من القرآن منها قوله تعالى: "وفي الأرض قطع متجاورات وجنات من أعناب وزرع ونخيل صنوان وغير صنوان يسقى بماء واحد ونفضل بعضها على بعض في الأكل"، فلول لم يكن الخالق لما فرق بحكمته بين المتساوين في المنبت والماء.. ولما فرق بين أبناء الرحم الواحد فجعل منهم الشقي والسعيد والجاهل والعالم والمؤمن والكافر. وأسباب الكفر ثلاثة: تقليد يجعل العاقل يعطل عقله، ويتصرف كما يتصرف غيره، ويزكي الأمور بدون تعقل بل لأنها وقعت. وجهل يجعل صاحبه مغفلا لا يفكر أن لهذا الكون إلها خالقا.. وتعنت وتكبر وهو أشد الأنواع وأخطرها... 2- تعطيل أحكام الله، وشرع ما لم يأذن به: وهذا النوع من العداوة متعلق بالحلال والحرام دون العبادة المحضة، فصاحبه معترف بالله لكنه يحل لنفسه ويرحم لها، ومنه تعطيل أحكام الله في الأرض، وتعطيل حكمة الله في العدل بين الناس، وحكمهم بالقسط الذي أمر به في غير ما آية، وأكد عليه في غير ما موقع من القرآن. فالله يقول: "وإذا حكمتم بين الناس أن تحكموا بالعدل"، ويقول: "إن الله يأمر بالعدل"، ويقول: "ولا يجرمنكم شنئان قوم على أن لا تعدلوا اعدلوا.." ويقول: "كونوا قوامين لله شهداء بالقسط". 3- معاداة أولياء الله: وهي إعلان للحرب على الله؛ لأن الله قال كما في الحديث القدسي المشهور: "من عادى لي وليا فقد آذنته بالحرب"، والناس درجوا على أن لا يقال الولي إلا لمن ظهرت على يديه كرامات مادية، والولي في الشرع كما قال الله "الذين آمنوا وكانوا يتقون"، وهو في اللغة ضد العدو، فمن عادى لله وليا فهو من أعداء الله. 4- المعادات بالمعاصي كأكل الربا: "يَـٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُوا۟ ٱتَّقُوا۟ ٱللَّهَ وَذَرُوا۟ مَا بَقِىَ مِنَ ٱلرِّبَوٰٓا۟ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ فَإِن لَّمْ تَفْعَلُوا۟ فَأْذَنُوا۟ بِحَرْبٍۢ مِّنَ ٱللَّهِ وَرَسُولِهِ".والجامع بين هذه الأقسام كلها هو معاداة الله. طبيعة الصراع: والله قادر على أن يهلك أعداءه أجمعين، كقدرته على أن لا يخلقهم أصلا، لكنه أراد لحكمته ولدفع الناس بعضهم ببعض أن يبتلي بهم صنفا آخر هم أولياؤه، كما قال: "ذلك ولو يشاء الله لانتصر منهم ولكن ليبلو بعضكم ببعض"، وفي خلق أعداء الله نعم على أوليائه، إذ لولا أعداؤه لما تميز أولياؤه، وإلا فإن الله يعبده كل شيء إلا الإنس والجن، "ولله يسجد من في السماوات والأرض والنجوم والجبال والشجر والدواب وكثير من الناس وكثير حق عليه العذاب". والحزبان في صراع أبدي، هذا يريد أن يوسع دائرة العابدين المرحومين، وذاك يريد أن يصدق قسم إبليس ليغوينهم أجمعين، ولو انتصر أحد الحزبين على الآخر لانتهت الدنيا وحق الجزاء. ومن أراد النجاح فليسع ليكون من أولياء الله، وليس الإنسان مطالبا بأن يتحقق نصر الدين على يديه، وإنما الطلب مقتصر على أخذ أسباب ذلك، إذ السبب في الإطار التكلفي والنتيجة في الإطار القدري؛ لأن الله نسب التسبب لنبي ونفى عنه التأثير في قوله: "وما رميت إذ رميت، ولكن الله رمى". وأول الانتصار لدين الله أن ينتصر الإنسان على نفسه، فيحفظها من هواها والشيطان، ثم ينتصر بعد ذلك على الكفرة أعداء الله، "وما النصر إلا من عند الله". فأصحاب الدعوات ينتصرون ولو ماتوا قبل تحقق النصر، فحمزة وأصحابه منتصرون، لأن الله قال: "ويستبشرون بالذين لم يلحقوا بهم من خلفهم أن لا خوف عليهم ولا هم يحزنون"، وهذا يدل على أن العمر الأهم عمر المشروع لا عمر الإنسان، فهؤلاء الشهداء في أحد تأتيهم البشارة بكل نصر تحقق بعد، لأنه من أعمالهم. بينما أعداؤهم من أعداء الله ماتوا ولم يطل أعمارهم جبنهم وتخاذلهم يوم أحد عن النبي صلى الله عليه وسلم، كما لم يقصر أعمار المجاهدين توجههم. لذلك فاللاحقون من المؤمنين يلحقون بالسابقين كما في قوله: "هو الذي بعث في الأميين رسولا منهم... "وآخرين منهم لا يلحقوا بهم"، إلا من غير وبدل وابتدع؛ فالنبي قال إن المبتدعين لا يسقون من الحوض كما لا يسقى منه أعوان الظلمة. درجات نصرة الدين: 1- النصرة بالمال والنفس: وهي أعلاها وأهمها لأن الله اشتراهما من الإنسان المؤمن "بأن لهم الجنة". 2- الجهاد بالكلمة: وهو لمن لا يستطيع الجهاد بالنفس والمال. 3- تكثير سواد المسلمين: فهو من الجهاد أيضا. 4- إنكار المنكر ولو بالقلب، لقول البي صلى الله عليه وسلم: "من رأى منكم منكرا فلغيره بيده فإن لم يستطع فبلسانه فإن لم يستطع فبقلبه، وذلك أضعف الإيمان". وهذه الدرجات كلها مشمولة بالخطاب الشرعي حسب الاستطاعة، وليس المقصود بـ: "أضعف الإيمان" أن المنكر بالقلب أضعف إيمانا، بل أنه من أضعف أهل الإيمان، أي على حذف مضاف. ومن نصروا الدين ينصرهم الله، ونصرته لهم تكون بأمور: 1- التثبيبت: كما في قوله والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا، وهو ضامن لصلاح الخاتمة وحسنها. 2- النصر: كما في قوله تعالى: "إنا لننصر رسلنا والذين آمنوا في الحياة الدنيا ويوم يقوم الأشهاد". 3- نصرة الملائكة: "إن الذين قالوا ربنا الله ثم استقاموا تتنزل عليهم الملائة أن لا تخافوا ولا تحزنوا وأبشروا بالجنة التي كنتمم توعدون نحن أولياؤكم في الحياة الدنيا وف الآخرة..." 4- كمال الأجر: إذ يكتب للمشارك في العمل الإسلامي الأجر كاملا سواء كان قائما أو قاعدا يقظا أو نائما تفضلا من الله، كما في تقسيم النبي صلى الله عليه وسلم للأجر والمغنم يوم بدر على بعض من غابوا. 5- تحقيق العبودية والولاية لله: كما وقع لأصحاب القرية حين أمر صالحوها بالمعروف ونهوا عن المنكر، فأنجاهم الله وأهلك –على الراجح- ما سواهم. 6- الإجارة من النار: لأن العامل للدين لا يمسه غبار النار، ما دامت قدماه اغبرتا في سبيل الله. 7- الإجارة من فتنة القبر: إذ المرابط في سبيل الله يأمن فتنة القبر كما في الحديث الصحيح، ويكتب له كل عمل كان يقوم به حيا.
|