الشيخ الددو يحاضر في بوحديدة عن الأدب مع النبي صلى الله عليه وسلم
الأحد, 27 أبريل 2014 15:37

altaltألقى العلامة الشيخ محمد الحسن ولد الددو محاضرة في مسجد الرضوان ببوحديدة تناول فيها الأدب مع النبي صلى الله عليه وسلم، وما يجب على المسلم من توقير وتعظيم وتعزير ونصر للنبي صلى الله عليه وسلم.

وقال الشيخ في محاضرته التي حضرتها جموع كبيرة من تلاميذه ومحبيه: إن الأدب مع النبي صلى الله سلم مقتضى من مقتضيات "شهادة أن محمدا رسول الله".

وحذر الشيخ في محاضرته التي تناول فيها تفسير سورة الحجرات من الخلاف بين المسلمين والفتنة في بينهم معددا من أسباب الفتنة تصديق الفساق بالأنباء قبل التأكد منها كما في السورة.

بين يدي سورة الحجرات:

نظم الله فيها شأن العباد فيما بينهم ذلك أن أحكام الشرع التي جاء بها النبي صلى الله عليه  وسلم من عند الله تنقسم إلى أربعة أقسام

القسم الأول موجه إلى الفرد يستطيع الفرد إقامته في خاصة نفسه كطهارته  وصلاته  وصومه  وحجه

 والقسم الثاني موجه إلى الأسرة لا يستطيع الفرد إقامته في خاصة نفسه  وإنما تقيمه الأسرة التي تراضى طرفاها على إقامته

 والقسم الثالث موجه إلى المجتمع ليس من شأن الفرد  ولا شأن الأسرة  وهو مختص بالمجتمع كأحكام الضيافة  والمجاورة  والدعوة  ونحو ذلك

 والقسم الرابع موجه إلى ذي السلطان  والقوة كجهاد العدو وإقامة الحدود

 وفض النزاع.

 وهذا القسم الموجه إلى المجتمع هو الذي تناولته هذه السورة الكريمة فقد ابتدأها الله بحق أَوْلى العباد بأن يؤدى حقه وهو محمد صلى الله عليه فمن حقه على جميع عباد الله أن يحترموه  ويوقروه  ويعزروه  ويحترموه وأن يمتثلوا لأمره فقد جعله الله أشرف العباد.

قال تعالى: فلا  وربك لا يؤمن ون حتى يحكموك فيما شجر بينهم ثم لا يجدوا في أنفسهم حرجا مما قضيت ويسلموا تسليما"

مقتضيات الشهادة أن محمدا رسول الله:

ومن مقتضيات الشهادة أن محمدا رسول الله صلى الله عليه  وسلم:

أ ولا: أن يصدق في كل ما جاء به فمن رد عليه شيئا مما جاء به، فقد كفر كما في الآية السابقة.

 

من حق النبي صلى الله عليه  وسلم أن يصدق في كل ما أخبر به سواء استوعبه عقل الإنسان أم لم يستوعبه فليس النقص فيما جاء به النبي صلى الله عليه  وإنما هوفي فهم الإنسان إذ لم يصل إلى فهم ما جاء به الصادق المصدوق.

 ولا يمكن أن يأتي شيء مما جاء به النبي مخالفا للفطرة الصحيحة والعقل السليم  ولذلك فكل ما جاء به موافق للعقل السليم والفطرة الصحيحة فقد يحجب بعض الناس وذلك من قسمة الأرزاق فالله جل وعلا قد يحجب الجلي عن الذكي ويفتحه أمام الغبي.

 والمقتضى الثاني : هو أن يطاع في كل ما أمر به فكل أمر أمرك به عليك أن تبادر له  ولا تتأخر عنه..  "وما أرسلنا من رسول إلا ليطاع بإذن الله".

 وهذه الطاعة قد يأتي فيها الامتحان والابتلاء ولكن الإنسان إذا بادر إلى الطاعة نجح في الامتحان فإبراهيم عليه السلام امتحن في ذبح ابنه فبادر...

 والرسول إذا أمرنا بأمر فلمصلحتنا فالرسول "أولى بالمؤمنين من أنفسهم"

 والمقتضى الثالث : أن لا يعبد الله إلا بما شرع:

لا يمكن أن يتقرب إلى الله إلا بما شرع؛ فليس لأمة من الأمم أن تتجاوز ما جاء به رسولها ويجب علنا في عبادتنا أن نكون وقافين عند ما جاء به النبي فقد قال "خذوا عني مناسككم" وقال: "صلوا كما رأيتم وني أصلي".

فمن أراد رض وان الله والجنة فعليه بما جاء به النبي صلى الله  وسلم

هذه الحقوق الثلاثة هي من حقوق النبي صلى الله عليه  وسلم وقد أجملها الله في قوله: "يا أيها الذين ءامنوا لا تقدموا بين يدي الله ورسوله".

هنا أيضا  ومن تمام تأكيده لحق النبي صلى الله أنه بدأ بنفسه فقال: "لا تقدموا بين يدي الله" لأن أصل الكلام التنويه بحق النبي صلى الله عليه وسلم.

 ولو جاء على مقتضى الحال فقط وحده لقال لا تقدموا بين يدي رسول الله ولكن أراد تعظيم ذلك الأمر ورفع درجته لذلك قال لا تقدموا بين يدي الله ورسوله"، والرسول لا يأتي بشيء من عند نفسه، "وما ينطق عن الهوى"، "ما كذب الفؤاد  وما رأى".

 واتقوا الله إن الله سميع عليم:

هنا بين أن الأدب مع رسول الله ينقسم إلى قسمين:

1-   إلى مرحلة ظاهرة: وهي الأدب الظاهر بالأفعال والأقوال.

2-   وإلى مرحلة خفية: وهي الأدب بالقلب والنية.

فبدأ بالأولى أولا: "لا تقدموا بين يدي الله  ورسوله" ثم أشار إلى الثانية فقال "واتقوا الله إن الله سميع عليم" سميع في الأم ور الظاهرة عليم بالأمور الباطنة الخفية وكل ذلك معلوم عنده سبحانه.

 

 والأدب مع النبي صلى الله عليه  وسلم يقتضي عدم رفع الصوت عليه فقال: "يأيها الذين ءامنوا لا ترفعوا أصواتكم فوق صوت النبي"

 والصوت لا يشمل فقط وته بل يشمل الحديث المروي عنه ولذلك قال الترمذي لما ألف السنن "من يوجد في بيته هذا الكتاب فكأنما في بيته نبي يتكلم".

ـــــ  ولما نهى عن هذا الخلق الذميم ذكر الخلق الحسن الذي يجب على المسلم أن يلتزم به "إن الذين يغضون أصواتهم عند رسول الله أولئك الذين امتحن الله قلوبهم للتقوى".

 وقد كان الإمام مالك يوقر رسول الله صلى الله عليه  وسلم توقيرا تاما حتى أنه لم يكن يلبس النعل في المدينة ولم يكن يحدث بحديث رسول الله في الطرقات.

 والأدب مع رسول الله يقتضى الأدب مع أهل بيته وآله فالله اختارهم لرسول الله صلى الله عليه وسلم وكذلك حفدته وورثته...

أسباب الخلاف المذموم:altalt

قال تعالى: إن الذين ينادونك من وراء الحجرات أكثرهم لا يعقلون"، فالفوضى  والخلاف مظهر من مظاهر الشرك "إن الذين فرقوا دينهم  وكانوا شيعا لست منهم في شيء"؛ فبين براءة الرسول الله صلى الله عليه  وسلم من الذين فرقوا دينهم  وكانوا شيعا فقال: "لست منهم في شيء".

والخلاف سبب للهزيمة كما قال الله "ولا تنازعوا فتشلوا وتذهب ريحكم".

 لذلك جاءت أوامر الله بوحدة الكلمة ووحدة الصف والتعاون على البر  والتقوى.. وجاء الخطاب إلى هذه الأمة بثلاث عشر سببا من أسباب التفرق والخلاف حرمها الله جميعا في هذه السورة:

التصرف على غير تثبت: فالإنسان إذا نقل إليه خبر وسمعه وتصرف على أساسه ولم يتبين فإنه سيصيب قوما بجاهلة.. "يا أيها الذين ءامنوا إن جاءكم فاسق بنبإ فتبينوا...".

 والمقص ود بالنبأ الخبر أيا كان.

وكل من تعدى طاعة الله فإنه فاسق.

 

الشيخ الددو يحاضر في بوحديدة عن الأدب مع النبي صلى الله عليه وسلم

السراج TV