الشيخ الددو يحاضر عن الابتلاءات في حياة المؤمن
السبت, 10 مايو 2014 23:52

الشيخ الددو يحاضر عن الابتلاءات في حياة المؤمن  الشيخ الددو يحاضر عن الابتلاءات في حياة المؤمن قال العلامة الشيخ محمد الحسن ولد الددو إن الابتلاء يكون بالخير والشر وعلاجه بالصبر واليقين في الدين مبينا مواقف الناس من النعم وسلوكهم إزاء الابتلاءات التي تعترض حياتهم على طريق الدعوة والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.

وبين الشيخ الددو في محاضرة بعنوان :"الامتحانات والابتلاءات في حياة المؤمن والمنظمة من طرف "شباب الخير" أن من العوائق التي تحول بين الناس والقيام بالقسط والأمر بالمعروف الخوف الذي قد يكون من العدو أو على المصالح أو من التشويه والنيل من السمعة أو من التكاليف وحتى من المجهول موضحا أن علاج الخوف تذكر خشية الله تعالى فالخوف مما دون الله نقص في العقل والتدبير .

وقد بدء الشيخ المحاضرة بالحكمة من خلق الإنسان الذي ميزه الله وشرفه بخلق آدم بيديه وجعل من عقبه الانبياء والرسل وجعل بني الانسان خلفاء في الأرض ومن مقتضيات الاستخلاف ان سخر لهم في السماوات والأرض.

وجعل الله الجنس البشري محفوف بجنسين الملائكة الذين لا يعصون الله ما أمرهم ولم يخلق فيهم الله ما يشغلهم عن العبادة ولم تسلط عليهم الشهوات.

والحيوان البهيمي والذي لم يخلق للطاعة إلا على سبيل الإكراه ولم تركب فيه أهلية لذلك بل خلقت للشهوات وحياتها من اجل التمتع والأكل والشرب " والذين كفروا يتمتعون ويأكلون كما تأكل الأنعام ..."

وبالتالي فقد خلق الإنسان وسطا فهو أدنى من الملائكة وأعلى من الحيوانات البهيمية فإن أدى التكاليف التحق بالصنف الأعلى الملائكة " الماهر بالقرآن مع الكرام البررة"

وقال تعالى :"إن الذين قالوا ربنا الله ثم استقاموا تتنزل عليهم الملائكة ألا تخافوا ولا تحزنوا وابشروا بالجنة التي كنتم توعدون..الآيات"

وإن ضيع التكاليف واتبع الشهوات كان كالبهائم بل أدنى منها لأن الحجة القائمة عليه أكبر بالوحي والعقل ."أولئك كالأنعام بل هم أضل " "واضرب لهم مثل الذي آتيناه آياتنا فانسلخ منها فأتبعه الشيطان فكان من الغاوين ...الآيات "

كما جعل الله الإنسان مبتلى بالشهوات في الدنيا والتي هي دار امتحان وابتلاء وكما يكون الابتلاء بالشر يكون بالخير "ونبلوكم بالخير والشر فتنة.." والأصل أن كل ما خلق من الخير منزل من السماء ومن بركات الجنة وكل في الدنيا من شر فأصله نار جهنم كالأوبئة والحر الشديد والأمراض والميكروبات.

وبين الشيخ الددو أن من الخير العافية والصحة والطمأنينية والشباب والقوة والعمر وكل النعم التي خولها الله للإنسان مشيرا إلى الناس من هذه النعم على أربعة أنواع :

-من لا يشعرون بالنعم إلا عند زوالها فلا يعرفونها إلا إذا حرموها وهم بالتالي لا يشكرون النعم وحظهم منها الندم حيث لا ينفع الندم.

-من يعرفون النعم بوجودها لكنهم لا يعرفون أصلها ولا موجدها ولا يشكرون الله عليها ومثل هؤلاء كقارون الذي قال "إنما اوتيته على علم عندي .."

-من يعرفون النعمة بوجودها ويعرفون أنها من الله لكنهم منشغلون بها عن شكرها وحال هؤلاء كحال المخلفين من الأعراب الذين قالوا :"شغلتنا أموالنا وأهلونا .." فالدنيا في قلوب هؤلاء وليست في أيديهم وهم مسخرون لها " قال تعالى :"يآيها الذين آمنوا إن من أموالكم وأولادكم عدوا لكم فاحذروهم .."

-من عرفوا النعمة بوجودها وأنها من الله ولا ينشغلون بها عن شكر المنعم بل يجعلوها في رضا الله تعالى وابتغاء مرضاته ويبحثون عن ما أوجب الله فيها من حقوق وواجبات فهناك حقوق للأوقات وحقوق في الأوقات ".

وهؤلاء هم الشاكرون وهم أقل عباد الله "وقليل من عبادي الشكور".

وبين الشيخ أن من أشد أنواع البلاء الابتلاء في الدين حيث يبتلى المرء في حفظ جوارحه وصرفها في ما يرضي الله تعالى موضحا أن الشبهات من الشيطان وعلاجها باليقين والعودة للوحي.

وتوقف الشيخ الددو مع جانب آخر من التكاليف الشرعية ومواقف الناس منه وهو نصرة الدين والتمكين له ومقارعة الباطل مبينا أن من الناس من لا يشعر بهذا الصراع ويرى أنه غير معني به غافلا عن بيعته مع الله ، ثم هناك من يحس بالصراع لكنه يكتفي بدور الداعم فقط وينسى أن الأمر فيه ليس على الخيار، وهناك من يحس بالصراع لكنه لا يثبت على الطريق "ومن الناس من يقول آمنا بالله فإذا أوذي في الله جعل فتنة الناس كعذاب الله .." والناجون من يعرفون استمرار الصراع ويتركون أثرا فيكون قواما بالقسط قائما بالعدل.

وخلص الشيخ إلى أن طريق الدعوة محفوف بالمكاره والابتلاء حيث يبتلى الناس على قدر إيمانهم وأكثر الناس ابتلاء الأنبياء والأمثل فالأمثل وبالصبر واليقين يكون العلاج كما كان نهج الرسل عليهم السلام في مواجهة النكبات وعوائق الطريق ومشاق الصبر على الاستقامة ومواجهة أعداء الدعوة إلى الله.

الشيخ الددو يحاضر عن الابتلاءات في حياة المؤمن

السراج TV