هند بنت اخليفة ولد الزمال، ربة بيت الدعوة الأول بمدينة امبود: "كنا نحب أن نرى الدعوة - التي كنا نسمع عنها - من قريب منذ سنوات طويلة" (السراج)خاص/ السراج الدعوي- مقاطعة امبود
تقع مدينة امبود في الجنوب الموريتاني، ورغم تذمر ساكنة المدينة من العزلة والبعد عن العاصمة، إلا أن رسل الدعوة وحملة رسالة محمد صلى الله عليه وسلم لا يزالون يصبرون على منغصات الحياة هناك، ويرابطون على ثغور الدعوة في كثير من المدن المعزولة عن العاصمة..يفضلون المتاعب على الراحة، البدو على الحضر، خدمة للدعوة المباركة، وامتثالا لأوامر المولى جل وعلا.
من بين هذه المدن الكثيرة مدينة امبود والتي وجدت حظها من شباب الدعوة المخلص الجاد، حيث شهدت منذ أربع سنوات حراكا دعويا ملحوظا قام به بعض الشباب بالمدينة والجمعيات الدعوية الشبابية الموريتانية.
موفد السراج زار مدينة امبود وأعد التقرير التالي: بيت الدعوة الأول
بيت الدوعوة الأول: هنا كان السكان يتعلمون حكم دينهم قبل أن تجتاح السيول المدينة فتهدم بيت الدعوة الأول (السراج)مثل بيت هند بنت اخليفة ولد الزمال أول بيت للدعوة بمدينة امبود منذ ثلاثة سنوات على الأقل، وذلك يوم أعرب الداعية بالمدينة والقائم على إحدى محاظرها، محمذن ولد مبارك لأحد لطلابه عن رغبته في منزل يصلح للدعوة والوعظ والإرشاد.
استمع التلميذ لطلب الأستاذ، يبدو أن التلميذ كان يحمل في نفسه حبا للدعوة والعمل الخيري الهادف فذهب التلميذ إلى هند بنت الزمال، فسألها فأبدت موافقتها واستعداداها سريعا.
من هنا أصبح بيت بنت الزمال أول بيت للدعوة بالمدينة، وحينها اتخذ محمذن ولد مبارك من أحد أيام الأسبوع يوما لإلقاء محاضرة دعوية مفتوحة يحضرها الرجال والنساء. وقد كانت أول محاضرة ألقاها حول الطهارة وكيفية الصلاة.
سألنا هند بنت الزمال عن سر استعدادها واستجابتها للطلب فأجابت بثقة تامة:" وافقت على الطلب نتيجة لحب الدعوة التي كنا نسمع عنها في الإذاعة والتلفاز، وكنا نحب أن نشاهدها من قريب منذ سنوات طويلة..".
من هذه اللحظة الموقفة بدأ النشاط الدعوي بالمدينة وانطلق بجهود شبابية جادة، حيث ظل ولد محمذن وزملاؤه يؤدون دورا دعويا أساسيا لسكان المدينة من خلال المحاضرات، حتى اقتنع الكثير من السكان بالدعوة، فكانت تنظم في المدينة خلال الأسبوع ثلاث محاضرات، أولاها ببيت هند بنت الزمال (بيت الدعوة الأول بالمدينة)، والثانية بمقر المحظرة والثالثة بالمسجد الجامع.
إغلاق المستقبل
لم يخلُ حديث سكان المدينة حول العطاء الدعوي بالمدينة من حديث مطول عن جمعية المستقبل للدعوة والثقافة والتعليم، والتي كان لها دور كبير في نشر الدعوة بالمدينة منذ بدأت نشاطها هناك منذ ثلاث سنوات على الأقل.
لقد كان لإغلاق جمعية المستقبل أثر بالغ في نفوس كثير من السكان، نتيجة لأن محمذن القائم على المحظرة التابعة للجمعية كان يقدم دروسا في الطهارة والصلاة والصوم والحج ومختلف مجالات الوعظ والذكر.
ومن خلال تلك المحاضرات والدروس التعليمية وجد السكان فرصة كانوا يحتاجونها منذ زمن، فأصبحت الفرصة سانحة للسكان كي يصححوا دينهم ودنياهم، ويعلموا أطفالهم القرآن الكريم والحديث النبوي الشريف. ورغم تأثير قرار الإغلاق على نفوس السكان إلا أنه لم يفتّ في عزائمهم وتعلقهم بالدعوة المباركة، ولا زالوا وحتى اليوم يؤكدون حبهم للدعوة ومن يحمل همها. تقول بنت هند.
اجتماع دعــــويسيد ولد نافع أحد شباب الدعوة بالمدينة في حديث للسراج: "العمل الدعوي بالمدينة كان جيدا منذ ثلاث سنوات"سيد ولد نافع شاب من الشباب المتأثر بجماعة الدعوة والتبليغ التي تقوم بدور دعوي كبير في المدينة، قال في حديث للسراج إن العمل الدعوي بالمدينة كان جيدا منذ ثلاث سنوات، حيث كانت مجموعة من الشباب مختلفة المشارب تقوم بمحاضرات دعوية للرجال والنساء، وكان على رأسها وأبرزها الشاب الداعية محمذن ولد مبارك القائم على محظرة كانت تابعة لجمعية المستقبل للدعوة والثقافة والتعليم. يقول ولد ولد نافع.
ومن بين الجهود الدعوية الجادة اجتماع دعوي سنوي كانت تعقده جماعة الدعوة والتبليغ بالمدينة، ويستمر ثلاثة أيام، وتقدم الجماعة من خلاله سلسلة محاضرات وندوات دعوية يستفيد منها الكثير من السكان الجدد على الدعوة، ويترك في نفوسهم أثرا كبيرا. محاظر المدينة
تتوفر مدينة امبود على ثلاث محاظر رئيسية، أولا هذه المحاظر محظرة تابعة لإمام المسجد الجامع عمار علي دم، أما الثانية فهي محظرة كانت تابعة لجمعية المستقبل للدعوة والثقافة والتعليم،يشرف عليها الداعية محمذن ولد مبارك، وأما الثالثة فهي محظرة اباه ولد مولاي. ويتركز عطاء القائمين على هذه المحاظر الثلاثة على تعليم القرآن وتدريس بعض النصوص الشرعية، ونشر الدعوة المباركة بين صفوف سكان المدينة الذين بحاجة ماسة إلى من يعلمهم أمر دينهم ودنياهم.
|