رمضان شهر التطوير والتغيير/ الشيخ محفوظ ولد إبراهيم فال |
الثلاثاء, 09 يوليو 2013 13:56 |
إن الإنسان يحتاج إلى تغيير نفسه دائما ، باعتبارها أصلا لكل ما يصيبه من سوء ، قال تعالى : (أَوَلَمَّا أَصَابَتْكُمْ مُصِيبَةٌ قَدْ أَصَبْتُمْ مِثْلَيْهَا قُلْتُمْ أَنَّى هَذَا قُلْ هُوَ مِنْ عِنْدِ أَنْفُسِكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ. ) تغييرها من السيء إلى الحسن ، ومن الحسن إلى الأحسن ، وقد أثبتت الدراسات العلمية ، أن الإنسان إذا استمر على خلق ما ، ثلاثة أسابيع ، صار عادة له ، وإذا زاد أسبوعا رسخت تلك العادة ، وسهل الاستمرار عليها ، فحري بكل منا أن يجلس مع نفسه ساعة صدق يبحث عن "سيء خصالها" و "جميل خلالها" ، فيعالج الأولى ويطور الأخرى . ورمضان نعم العون على ذلك ، تجتمع فيه العوامل المساعدة ، من تصفيد الشياطين ، وتقوى الصيام ، ونور القيام ، وطهارة الزكاة ، والوجهة الجماعية إلى الخير ، مما يوفر إشاعة للخير وعونا عليه ، وانحسارا للشر وإدبارا عنه . وأذكر هنا بعض الأخطاء الشائعة التي لايكاد ينجو منها أحد ، جديرة بأن يكون رمضان فرصة تغييرها ، والتخلص منها ولكل مسلم أن يضيف إليها ما يعلم من نفسه ، مما ستره الله عليه ، والله به عليم.. أخطاء شائعة: 1. إضاعة الوقت والتسويف بالأعمال . 2. ضعف الإحسان في العبادة وإغفال جوهرها وحقيقتها مع الإتيان بشكلها وصورتها . 3. عدم غض البصر عن الحرام ، وفوات الخير المترتب على ذلك واستنارة البصيرة وزكاة النفس وطهارة القلب ، وغير ذلك من الخير المشمول بقول الله تعالى : ( ذلك أزكى لهم إن الله خبير بما يصنعون ) . 4. الخوض فيما لا يعني والاستطالة في أعراض الناس وخاص أمرهم وعامه ، مما يسيء الإسلام ويشوه إحسانه ، وفي الحديث (من حسن إسلام المرء تركه ما لايعنيه ) . 5. ضعف المنافسة في الخير ، والمبادرة إلى الطاعة ، والاعتناء بأعمال البر الميسورة الموفورة بفضل الله ومنه ومن أمثلتها : - التأخر عن تكبيرة الإحرام - ضعف المحافظة على الرواتب والنوافل عموما مع قول الله تعالى في الحديث القدسي (ولايزال عبدي يتقرب إلي بالنوافل حتى أحبه ، فإذا أحبتته كنت سمعه الذي يسمع به وبصره الذي يبصر به ، ويده التي يبطش بها ورجله التي يمشي بها ، ولئن سألني لأعطينه ، ولئن استعاذني لأعيذنه ) . - عدم العناية بالسمت الحسن ، وكثرة الترخص وقلة الأخذ بعزائم الأمور ، مما يرقق الدين ويوهن التربية . - تضييع نفع الناس بالميسور من فضل الزاد والظهر وكل خير. وأذكر هنا بقول النبي صلى الله عليه وسلم ( لايزال أقوام يتأخرون حتى يؤخرهم الله ) . ومفهوم الحديث لايزال أقوام يتقدمون حتى يقدمهم الله.
أسباب معينة :
1. الحرص الصادق ثم الاستعانة بالله تعالى . قال صلى الله عليه وسلم : ( إحرص على ما ينفعك ، واستعن بالله ولاتعجز ) . 2. تحديد مجالات التغيير والتطوير ، ووضع برنامج مناسب لذلك ، يتضمن الوقاية والعلاج . 3. صحبة أهل الخير . وملازمة البيئات الصالحة بالمرابطة في المساجد والاعتكاف فيها . 4. التقليل من خلطة الناس. |