القارئ السالم:همة عالية وتعلق مبكر بحفظ كتاب الله |
السبت, 20 يوليو 2013 15:57 |
القارئ ولد محمد محمود من مواليد 1987 وقد أكمل حفظ القرآن الكريم في 2007 في محظرة التيسير بعرفات والتي منها أخذ الإجازة أيضا.
محك الاختبار كان واثقا من حفظه ولم يشعر بأي ارتباك أو خجل في أول مرة يتقدم فيها الصفوف لإمامة الناس في التراويح وكان ذلك في 2012 في أحد مساجد الترحيل بعرفات وهو يرى أن كثرة استماعه لكبار القراء من خلال أجهزة الهاتف أو التسجيل سهل عليه كثيرا الأداء وتقمص الدور وهو ما يوصي به كل الراغبين في اتقان الحفظ والتجويد مؤكدا أن الأجهزة الالكترونية الحديثة والانترنت سلاح ذو حدين حيث يمكن استغلالها في الخير أو الشر وبالتالي ينبغي الاستفادة منها في ترسيخ الحفظ وملازمة التعهد لكتاب الله وتحسين الأداء والتلاوة. وعن اقرب القراء المشارقة إلى نفسه يقول القارئ السالم إنه الشيخ محمد صديق المنشاوي لما في أدائه من سلاسة وعدم تكلف في الأداء أما محليا فهو يفضل قراءة محمد سالم ولد زين الذي يرى أن قراءته تشبه المنشاوي ومن هنا كان انجذابه لقراءته. القارئ السالم سليل أسرة من الحفاظ فشقيقه الأكبر كان من بين الفائزين بالعمرة في مسابقة القرآن الكريم ومع ذلك كان لوالدته وعمه محمد المختار ولد السالك أبلغ الأثر في توجهه وتعلقه بحفظ كتاب الله منذ نعومة أظفاره. بين طريقتين يثني القارئ السالم على الطريقة المحظرية في حفظ القرآن الكريم فاللوح أفضل في تسريع الحفظ وتثبيته بخلاف الحفظ من المصحف والذي يحتاج للكثير من التعهد والجهد على حد قوله. ومع ذلك فهو يرى اهتماما خاصا بالتجويد من لدن الموريتانيين أكثر من ذي قبل وهو ما يرجعه إلى وفرة الشرائط المسموعة أو المصاحف المجودة على شرائح الهاتف أو الانترنت ثم كثرة مسابقات حفظ القرآن الكريم وتجويده والتي ترصد لها جوائز قيمة وتشترط إتقان الحفظ والتجويد، ولا شك أن هذه البيئة قد تعوض جانبا من ضعف الاهتمام بالحفاظ والكتاتيب والذي يعود إلى الإقبال على التمدرس وكثرة المشاكل المادية وصعوبة التفرغ الكامل للحفظ "فالعلم لا يعطيك بعضه إلا إذا أعطيته كلك " كما يقال.
برنامج يومي واليوم يتعهد القارئ السالم كتاب الله تلاوة وحفظا وتدبرا بشكل يومي فلديه ختمة قرآنية كل أسبوع ما عدا يومي الجمعة والخميس وهو ما يعني تسميع حوالي 12 حزبا كل يوم حيث يبدأ التسميع من السابعة صباحا وحتى الحادية عشرة زوالا ،ليقرأ في هذه ستة أحزاب ويكمل باقي حزبه في الفترة من الثالثة مساء وحتى التاسعة ليلا. فضلا عن القراءة في صلاة التراويح. يطمح القارئ السالم في الالتحاق بمركز تكوين العلماء بعدما اجتاز الامتحان الشفهي والكتابي للمركز إضافة على امتحان القدرات والمهارات فهو يرى أن مجاله الأول القرآن وسيعمل على تحقيق التمييز والنبوغ المطلوب لذلك. عاد القارئ قبل أشهر من تركيا والتي مثل فيها موريتانيا في مسابقة فهم وتجويد القرآن الكريم، ورغم إحرازه المركز الثالث عشر يبدو متفائلا بهذه المشاركة التي كشفت له أهمية تعلم "المقامات " لتحسين الأداء الصوتي وتنغيم التلاوة. بهمة عالية وروح تواقة إلى التفوق يدشن القارئ السالم أولى خطواته على طريق التميز والنبوغ في علوم القرآن حيث يرى أهليته لذلك وقدراته الجيدة في الحفظ والاستظهار خطوات مهما تبدو قصيرة حتى الآن إلا أنها واعدة ومبشرة وكما يقال مسافة الألف مسل تبدأ بخطوة. |