كسب القلوب مقدم على كسب المواقف/ ماهر إبراهيم جعوان |
الجمعة, 24 يناير 2014 14:57 |
ووصف الإمام أحمد بن حنبل ذلك بقوله ( إذا كان هذا هو عقلك فقد استرحت ) فكل ميسر لما خلق له وكل منا له اهتمامات وميول وبيئة نشأ فيها وأهداف وغايات متعددة وهذا لا يدعونا إلي عدم النقاش والحوار وإنما يدعونا إلي (ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِوَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنْضَلَّ عَنْ سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ ، وَإِنْعَاقَبْتُمْ فَعَاقِبُوا بِمِثْلِ مَا عُوقِبْتُمْ بِهِ وَلَئِنْصَبَرْتُمْ لَهُوَ خَيْرٌ لِلصَّابِرِينَ ، وَاصْبِرْ وَمَا صَبْرُكَإِلَّا بِاللَّهِ وَلَا تَحْزَنْ عَلَيْهِمْ وَلَا تَكُ فِي ضَيْقٍ مِمَّايَمْكُرُونَ ، إِنَّ اللَّهَ مَعَ الَّذِينَ اتَّقَوْا وَالَّذِينَهُمْ مُحْسِنُونَ ) ولنتذكر أن ( كسب القلوب مقدم على كسب المواقف ) وعلىصاحب الفكرة والقضية والغاية أن يغفر ويصفح ويسامح في حقه وعرضه وماله تأليفاً للقلوب وطلباًللأجر الأخروي وترفعاً وعفةً لما في أيدي الناس وطمعاً فيما عند اللهوابتغاء مرضاته و( القلوب بين إصبعين من أصابع الله يقلبها كيف شاء) (أخرجه الترمذي) يُهيئ الله لها الأسباب والمقدمات للوصول إلى المراد فمن الناس من يقاد إلىالحق بالعلم والعمل أو بالعقل والمنطق والثقافة والحوار والنقاش أو بالتقوىوالورع أو بالحجة والبرهان والدليل الشرعي؛ ومنهم من يقاد إلى الحق ببطنه،فكما تهدي الدواب إلى طريقها بحزمة برسيم تظل تمد إليها فمها حتى تدخلحظيرتها آمنة فكذلك أصناف من البشر يحتاجون المدخل المناسب والوقت الملائمحتى تستأنس بالإيمان وأهله والحق وأصحابه وتهش لهم |