قل آمنت بالله ثم استقم/ اباه ولد بداه |
السبت, 15 فبراير 2014 02:36 |
والإغراآت أكثر لذا يجب على المسلم أن يتعلم ما أوجب الله عليه في هذهالأجزاء كلها ويعمل به ويسأل الله الثبات على ذالك دائما ويعلم علم يقين أن الله هو المثبت وحده وأن القلوب بين أصبعين من أصابعه جل وعلى يقلبهاكيف يشاء فكم من إنسان استقام ردحا من الزمن ثم واجهته فتنه من الفتن الكثيرة سواء كانت فتنة مال أو جاه أو شهوة إلخ فسقط فيها إلي غير رجعة
لأنه كان يعتمد على نفسه ولم يستعن بالله هذا لا يعني أن المستقيم لايخطئ فقد كتب على ابن آدم حظه من الخطايا وهو مدرك ذالك لا محالة لكن الفرق بين المستقيم وغيره أن المستقيم مقبل على الطاعة مبتعد عن المعصية وإذا قدر أن وقع في معصية وهو واقع فيها لا محالة بادر بالتوبةالمستكملة الشروط(الإقلاع -الندم-العزم علي عجم العودة) وعمل أعمالا صالحة يتلافى بها تقصيره أما غير المستقيم فهو يمسي ويصبح يتنقل بين الخطاياوالآثام لا يذكر ولا يتوب وكم من إنسان واجهته أقسى الفتن –شبهات، شهوات، إغراآت، ضغوطات- فثبته الله لأنه كان يعتمد عليه ومن أروع الأمثلة في ذالك ما نقل عن عبد الله بن حذافة السهمي رضي الله عنه فقد ورد أنه أسرته الروم على عهد عمر بن الخطاب رضي الله عنه ومعه بعض جند المسلمين ولاحظ قيصر الروم ما يتمتع به عبد الله بن حذافة السهمي من النجابة والفتوة فأراد ان يكسبه لدين النصارى فعرضه لمجموعة من الفتن و الابتلاءات الصعبة التي تكفي كل فتنة منها لسقوط ما لا يعد ولا يحصي ممن لم يثبته الله عز وجل.
الابتلاء الأول: المال حيث عرض عليه ما لا يحصى من الدنانير والدراهم مقابل الرجوع عن دينه فما التفت إلي شيء من ذالك. الابتلاء الثاني:النساء حيث أمر قيصر بإحضار أحسن فتاة في مملكته ووعدها بالجوائز العظيمة إن هي فتنت هذا لمسلم الشاب عن دينه فدخلت عليه وأغلق الباب عليهما وتجردت من ثيابها فعض بصره عنها وجعل يتلو القرآن ويعدو في البيت وهي تطارده فلما تعبت من المطاردة دقت عليهم الباب ليخرجوها وقالت أعلى بشر أدخلتموني أم علي مدر فو الله ما يدري أأنثى أنا أم ذكر؟ الابتلاء الثالث:التجويع حيث أمر قيصر أن يحبس هذا الصحابي في غرفة وحده وان يمنع عنه الطعام والشراب مدة أيام فلما بلغ منه الجهد مبلغه وكاد عنقه يتقطع من شدة الظمأ أد خلو عليه زق خمر ولحم خنزير مشوي وقال والله اني لاعلم ان هذا حلال لي لأن الله تعالى يقول: "وَقَدْ فَصَّلَ لَكُمْ مَا حَرَّمَ عَلَيْكُمْ إِلا مَا اضْطُرِرْتُمْ إِلَيْهِ" الابتلاء الرابع: فتنة الجاه حيث عرض عليه قيصر نصف ملكه مقابل الرجوع عن دينه فقال في ثبات منقطع النظير يا أحمق والله لو أعطيتني ما ملكت وما ملكت العرب وما ملكت العجم على أن أرجع عن دين محمد صلى الله عليه وسلم طرفة عين ما فعلت فغضب قيصر وأمر بالقدور العظيمة المملوءة بالزيت وأن تضرم تحتها النيران فلما اشتد غليان الزيت أمر بأسير من أسرى المسلمين فرمي في ذالك الزيت فما هي إلا لحظات حتى بقيت عظامه بيضاء لا لحم عليها ثم أمر بآخر ففعل به كما فعل بسابقه ثم قيل له هو إما أن ترجع عن دينك وإلا رميت كما رمي أصحابك فأبى فلما ذهبوا به ليرموه في ذالك الزيت دمعت عيناه فظنوا أنه جزع فردوه إلى قيصر فقال له أجزعت فقال لا والله لكن قلت في نفسي إن لي نفسا واحدة وأنا أتمنى أن يكون لي بعدد شعر رأسي أنفس وتلقى كلها في هذا لزيت في سبيل الله فهال قيصر ما سمع وعرف أن هذا لرجل لا يمكن أن يرد عن دينه بأية وسيلة كانت فقال له هل لك أن تقبل رأسي و أطلق سراحك فقال لا اللهم إلا إذا أطلقتني وأطلقت من عندك من أسرى المسلمين فقال قيصر لك ذالك فقال هو في نفسه عدو من أعداء الله أقبل رأسه فينجي الله على يدي من عنده من المسلمين لا أرى بأسا بهذا فقبل رأسه فأطلقه ومن عنده من المسلمين ووجههم مكرمين معززين إلى المدينة فلما قدموها وأخبر عمر بقصة عبد الله بن حذافة السهمي قال حق على كل كسلم أن يقبل رأس عبد الله بن حذافة وأنا أبدء بذالك فقبل عمر رأسه وتتابع الناس يقبلون رأسه رضي الله عنه وأرضاه وحتى لا يقول قائل هذا نموذج للرجال فأين نموذج النساء فنقول النماذج من التائبات في وجه الضغوط والمغريات من النساء كثير وحسبنا أن نذكر أنموذج ما شطة بنت فرعون الذي وردفي الأحاديث الصحيحة عن بن عباس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "مررت ليلة أسري بي برائحة طيبة فقلت: ما هذا يا جبريل؟" فقال هذه ما شطة بنت فرعون كانت تمشطها فوقع المشط من يدها فقالت: بسم الله فقالت بنت فرعون: أبي؟ قالت: ربي وربك ورب أبيك قالت: أقول له؟ قالت: قولي فقالت فقال لها: ألك من رب غيري؟ قالت: ربي وربك الذي في السماء قالت: فأحمي لها نقرة من نحاس وقالت له: إن لي إليك حاجة قال: وما حاجتك؟ قالت: حاجتي أن تجمع بين عظامي وبين عظام ولدي قال ذلك لك لما لك علينا من الحق فألقى ولدها في النقرة واحدا واحدا وكان أهم آخرهم صبي فقال: يا أمتاه فإنك على الحق". وهناك نقاط نذكرها إجمالا تعين على الاستقامة: -1 الدعاء المأثور-اللهم يا مقلب القلوب ثبت قلبي على دينك اللهم يا مصرف القلوب صرف قلبي علي دينك- -2الابتعاد عن أماكن الفتن والمعاصي -3المحافظة على صلاة الجماعة -4الصحبة الصالحة 5 -دعاؤك لإخوتك بها لأن الملك يؤمن على دعائك ويدعو لك بمثله
المستقبل |