المستقبل لهذه الدعوة../د.المفيدة بنت سيد المختار |
الأربعاء, 12 مارس 2014 00:13 |
وانتشر منها الإسلام عبر الدعوة و الرحلات العلمية التي جابت مشارق الأرض ومغاربها بعدما أرست معالمها وشيدت محاظرها على هذه الأرض ,فكانت شاهدة على حب أهلها للعلم و نشره والدعوة إليه, ولو على ظهر العيس: قد اتخذتنا ظهور العيس مدرسة بها نبين دين الله تبيانا فكيف لا تستبشر أرض كانت مهدا للمرابطين ومربعا للعلماء بإحياء مجدها ورفع رايتها وحمل لواء دعوتها في عصر امتزج فيه الغث بالثمين وكثرت فيه الدعوة لغير الله.. نعم استبشرت بلاد شنقيط بميلاد جمعية المستقبل للدعوة و الثقافة و التعليم لتحيي معالم و تصحح مفاهيم وتنشر علوم , فقامت شجرة المستقبل على أرض خصبة وامتدت فروعها الى نواحي الوطن يستظل أبناءه بظلالها وينهلون من معينها الطاهر,, شجرة طيبة تؤتي أكلها كل حين بإذن ربها.. وغراسها قوم صدق : أحبوا الملة البيضا فكانوا عليها من مراودها غيارى قبلوا هدي رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي جاء به فنفعوا وانتفعوا وفي الحديث عن أبي موسى رضي الله عنه قال : قال رسول الله "إن مثل ما بعثني الله به من الهدى والعلم كمثل غيث أصاب أرضاً فكانت منها طائفة طيبة ، قبلت الماء فأنبتت الكلأ والعشب الكثير ، وكان منها أجادب أمسكت الماء ، فنفع الله بها الناس فشربوا منها وسقوا وزرعوا . وأصاب طائفة منا أخرى ، أنما هي قيعان لا تمسك ماء ولا تنبت كلأ . فذلك مثل من فقه في دين الله ، ونفعه بما بعثني الله به ، فعلم وعلم ، ومثل من لم يرفع بذلك رأساً ، ولم يقبل هدى الله الذي أرسلت به" متفق عليه
فكان لعلماء المستقبل الدور المشهود في الارشاد والتربية وتعليم الناس أمور دينهم , حدثت بذلك المساجد والمنابر وحلقات العلم , كما عرفتهم الساحة انعاشا وترشيدا احقاقا للحق وحماية للأمة من الانزلاق ووقوفا في وجه الملحدين والمنحرفين والمستهترين ,, فجزاهم الله خيرا وأعانهم على عوائق الطريق , ولتسع الجمعية الجميع وتحمل هم القانع والمعتبر, فقد فتحت الأقسام للطلاب ومنحتهم من وقتها ووقت أساتذتها ما يغنيهم عن انتهازية المدارس الخصوصية في زمن قل فيه المعين على النائبات. . إنها بحق دعوة خير غرست جذورها في هذه الربوع منذ حين وستظل تثمر الطيبات وترمي أهل هذه الأرض بأطيب الثمر مهما رموها بالحجر حتى يرث الله الأرض ومن عليها { فأما الزبد فيذهب جفاء و أما ما ينفع الناس فيمكث في الأرض } وسيظل لسان حال هذه الربوع يردد: عزي وتيهي وجودي بالهدى وعدي بالحق يرفل في ثوب من الرشد يا دعوة الحق لا تخشي مزاحمة أنت البقاء فدومي فالعطاء ندي
|