الـتوبة تغسل الحوبة/ميمونة بنت سيدي
الاثنين, 07 أبريل 2014 01:55

altaltهي ملاذ المذنب ونجاة الحائر وفك الأسير من ربقة الخطايا والذنوب فلنتأمل الحديث القدسي التالي:

( يا بن آدم إنك ما دعوتني ورجوتني غفرت لك على ما كان منك ولا أبالي .يا بن آدم لو بلغت ذنوبك عنان السماء ثم استغفرتني غفرت لك ما كان منك ولا أبالي. يا بن آدم لو أتيتني بقراب الأرض خطايا ثم لقيتني لا تشرك بي شيئا لأتيتك بقرابها مغفرة) .

قال تعالى: [ إِنَّ اللهَ يٌحِبٌّ التَّوَابِينَ وَيٌحِبٌّ الْمٌتَطَّهِرِينَ] .

وقال تعالى: [ وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلٌوا فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمٌوا أَنْفٌسَهٌمْ ذَكَرٌوا اللهَ فَاسْتَغْفَرٌوا لِذٌنٌوبِهِمْ وَمَن يَّغْفِرٌ الذٌّنٌوبَ إِلَّا اللهٌ وَلَمْ يٌصِرٌّوا عَلَى مَا فَعَلٌوا وَهٌمْ يَعْلَمٌونَ] .

وتفرح روح المؤمن عندما تستشعر قوله تعالى: [ قٌلْ يَاعِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفٌوا عَلىَ أَنْفٌسِهِمْ لَا تَقْنَطٌوا مِن رَّحْمَةِ اللهِ إِنَّ اللهَ يَغْفِرٌ الذٌّنٌوبَ جَمِيعًا] .

وقد ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم: ( التوبة تجب ما قبلها)، و( التائب من الذنب كمن لا ذنب له) ، والله سبحانه يفرح بتوبة عبده فرحا كبيرا تأمل الحديث التالي: ( الله أفرح بتوبة عبده المؤمن من رجل نزل في أرض مدوية مهلكة معه راحلته عليها طعامه وشرابه فوضع رأسه فنام نومة فاستيقظ وقد ذهبت راحلته فطلبها حتى إذا اشتد عليه الحر والعطش، وما شاء الله فقال أرجع إلى مكاني الذي كنت فيه فأنام حتى أموت ...فوضع رأسه على ساعده ليموت، فاستيقظ فإذا راحلته عنده عليها زاده وشرابه، فالله أشد فرحا بتوبة المؤمن من هذا براحلته) .

 

والتوبة حقيقتها تذلل للمولى عز وجل وخضوع بين يديه وإقرار بالذنب وإقلاع وندم، وقد أحسن ابن عاشر  في قوله في صفة التوبة:

 

وتوبة من ذنب يجترم

تجب فورا مطلقا وهي الندم

بشرط الاقلاع ونفي الاصرار

وليتلافى ممكنا ذا استغفار

 

ومن أهم مقومات التوبة النصوح الندم وترك المعصية في ساعتها والندم عليها في المستقبل، ولا ينس المؤمن القول المأثور "التائب من الذنب كمن لا ذنب له"

 

كفى يا نفس ما كــــــــــانا    

          كفاك هوى وعصيانا

كفاك ففي الحشى صوت 

          من الإشفاق نادنـــــا

أما آن المـــــــــــــــــآب بلى       

          بــــلى يا نفس قد آنا

 

 

تب إلى الله قبل بغت الممات       

          لا يغرنك ما ترى من حياة

تب إلى الله لا تكـن ذا تراخ

          فالتراخي من موجبات الفوات

واقض ما فات من صلاة وصوم     

          وحقوق ضيعتها وزكـــــــاة

 

 

دم تائبا أخي القارئ وليكن شعارك في الحياة: [ وَعَجِلْتٌ إِلَيْكَ رَبِّي لِتَرْضَى] .

 

 

 

الـتوبة تغسل الحوبة/ميمونة بنت سيدي

السراج TV