في مصارع الغابرين عبرة لأعداء الدين/الإمام أحمد ولد أحمد طالب
الثلاثاء, 15 أبريل 2014 15:29

الإمام أحمد ولد أحمد طالبالإمام أحمد ولد أحمد طالبالحمد لله الذي قال: "إن الدين عند الله الإسلام"، وقال: "ومن يبتغ غير الإسلام دينا فلن يقبل منه وهو في الآخرة من الخاسرين"، وأشهد أن لا إله إلا الله قاصم الجبارين ومهلك الملحدين وأشهد أن محمدا عبده ورسوله خاتم الأنبياء والمرسلين الذي قال: "بعثت أنا والساعة كهاتين".

وبعد فإني أوصي القراء الكرام بتقوى الله وطاعته وأحذرهم من معصيته ومخالفته، قال تعالى: "ومن يطع الله والرسول فألئك مع الذين أنعم الله عليكم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن ألئك رفيقا"، وفي مقابل ذلك يقول عز وجل: "ومن يعص الله ورسوله ويتعد حدوده ندخله نارا خالدا فيها وله عذاب مهين".

وإن من أعظم المعاصي والمخالفات السخرية من أهل الدين والتحريض عليهم واستهدافهم لأن الإسلام ليس كما يفهمه البعض "دين الدعاة أو الإسلاميين أو الإخوان..." لا بل الإسلام دين الله كما مر في الآية الكريمة "إن الدين عند الله الإسلام"، فمن رفع به رأسه واعتز به أعزه الله، ومن جهله وعاداه واحتقر أهله واتهمهم بالفساد والإفساد والتخريب وغير ذلك فإنه يحارب الله جل جلاله والله معلن الحرب عليه؛ ولهذا قال ربنا عز وجل في الحديث القدسي المعروف: "من عادى لي وليا فقد آذنته بالحرب".

وإذا كان من الناس ناس باعوا الدين بالدنيا واستبدلوا الذي هو أدنى بالذي هو خير؛ كلما رزقهم الله خطابة أو فصاحة أو وظيفة أو مكانة استخدموها فيما يغضب الله، وواجهوا بها أولياء الله وحرضوا عليهم؛ فليعلموا وليعلم الجميع أن معاداة أولياء الله لا تحل المشاكل الاقتصادية، لأن الله تعالى يقول: "وإن خفتم عيلة فسوف يغنيكم الله من فضله إن شاء".

والله تعالى يقول: "فاعتبروا يا أولي الأبصار"، والشاعر يقول لمن غره السلطان والجاه:

أتيت القبور فناديتها

فأين المعظم و المحتقر؟

و أين المدل بسلطانه؟

و أين المزكى إذا ما افتخر؟

تساووا جميعا فما مخبر

وماتوا جميعا و مات الخبر

تروح و تغدو بنات الثرى

فتمحو محاسن تلك الصور

فيا سائلي عن أناس مضوا

 أمالك في ما مضى معتبر؟

وقال الآخر:

يا غاديا في غفلة ورائحا

إلى متى تستحسن القبائحا

وكم إلى كم لا تخاف موقفا

يستنطق الله به الجوارحا

فلنعتبر بأخبار الماضين وقصص الأولين.

وقال الشاعر:

فأين الأولون وقوم لوط

وأين السابقون من القرون

ملوك كانت الدنيا لديهم

بآلاف المدائن والحصون

فلنعتبر يا أولي الأبصار بمصير الغابرين، فأين أبو جهل، والوليد بن المغيرة، والنضر بن الحارث؟؟

وعلام أهلكهم الله في الدنيا وعذبهم في الآخرة؟

"فإن كنت لا تدري فتلك مصيبة

وإن كنت تديري فالمصيبة أكبر"

في مصارع الغابرين عبرة لأعداء الدين/الإمام أحمد ولد أحمد طالب

السراج TV