القناعة كنز/ميمونة بنت سيدي
الأحد, 04 مايو 2014 01:00

altaltتعد القناعة من الأخلاق التي تزين المسلم إذا تحلى بها وتمسك بقيمها، فهي ممدوحة شرعا وعرفا لما لها من دور كبير في تحسين صورة الفرد والمجتمع، وهذه بعض الأقوال التي تعكس أهمية القناعة.

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (لو كان لابن ادم واديان من ذهب لابتغى لهما ثالثاً و لا يملأ جوف ابن آدم الا التراب و يتوب الله على من تاب)[1].

 

و قال صلى الله عليه و سلم:(ليس الغنى عن كثرة العَرَض إنما الغنى غنى النفس)[2].

و قيل لبعض الحكماء: ما القناعة والغنى؟ قال: قلة تمنيك و رضاك بما يكفيك.  

و قال ابن مسعود: ما من يوم إلا و ملك ينادي:يا ابن آدم قليل يكفيك خير من كثير يُطغيك.

و قال عبد الله بن سلام لكعب: ما يُذهب العلوم من قلوب الحكماء بعد إذ وعوها وعقلوها؟ قال: الطمع و شَرَه النفس و طلب الحوائج[3].  إذا تأملنا في الأحاديث والأقوال السابقة نلاحظ أن القناعة مطلب شرعي وخلق رفيع يرفع الإنسان إذا أتصف به والعكس صحيح، والعاقل يكون قنوعا لأن من عاش والمال كل همه عاش بكدر وطمع في هذا وذاك، والله ضمن للعبد رزقه فلماذا التعب والعناء؟

 

سهرت أعين ونامت عيون

 

 

في أمور تكون أولا تكون

إن ربا كفاك بالأمس ماكان

 

سيكفيك في غد مايكون

 

 

 

 

 

 

وقال صلى الله عليه وسلم: (أرض بما قسم الله لك تكن أغنى الناس)[4].

ولقد عبر الشافعي عن فضل القناعة بقوله:

 

أعز الناس من ملك القناعه

 

 

ولم يكشف لمخلوق قناعه

وجدنا في القناعة كل عز

 

 

ولا عز أعز من القناعه

فصيرها لنفسك رأس مال

 

وصير بعدها التقوى بضاعة

 

 

 

والقناعة لا تعني عدم الأخذ بالأسباب ومخالطة الناس التي هي سنة التدافع منذ بدء الخليقة، بل إن العبد مأمور بالتوكل والقناعة والأخذ بالأسباب فالنبي صلى الله عليه وسلم قال للرجل الذي سأله في شأن ناقته أيتركها ويتوكل على الله، فأجابه صلى الله عليه وسلم:(أعقلها وتوكل على الله)[5]، وهو ما يوحي بضرورة الأخذ بالأسباب مع التوكل على الله سبحانه وتعالى واليقين بكونه هو الرازق.

وحقيقة القناعة هي الرضى بما قسم الله وعدم التعلق بما في يد ألآخرين والانكباب على طلب الدنيا إنكبابا يصرف القلب عن التعلق بما عند الله تعالى وما أعد لعباده من الخير الجزيل في الدنيا والآخرة.

وإذا توكل المؤمن على ربه ولزم القناعة عاش في سعادة وطيب نفس ورضى واطمئنان.

 

 

 

 

[1] رواه مسلم .

[2] رواه البخاري ومسلم.

[3] الغزالي، مكاشفة القلوب.

[4] رواه الترمذي.

[5] رواه مسلم.

القناعة كنز/ميمونة بنت سيدي

السراج TV