قراءة في كتاب (كيف نتعامل مع القرآن العظيم) للشيخ القرضاوي/ إخليهن ولد الرجل
الاثنين, 23 يونيو 2014 14:01

إخليهن ولد الرجلإخليهن ولد الرجليعد الشيخ القرضاوي يوسف القرضاوي واحدا من العلماء المعاصرين الأفذاذ الذين "جمعوا بين فقه النظر وفقه الأثر"[1] كما يقول الشيخ محمد الغزالي رحمه الله.
(وتمثل كتاباته مذهبا في فقه الدعوة كاملا مترابطا متناسقا موزونا بمنطق واحد في بدايته ووسطه ونهايته، وبمنهجية من التيسير الذي تشهد له الأدلة والأصول العريقة)[2]كما يقول العلامة محمد أحمد الراشد.

وقد أسهم الشيخ القرضاوي في جانب "الدراسات القرآنية" بعدد من المؤلفات القيمة التي أثرت المكتبة الإسلامية وسدت بعض الفراغ الحاصل فيها، منها كتابيه في التفسير الموضوعي : (الصبر في القرآن) و(العقل والعلم في القرآن الكريم)، ومنها كتابه القيم (المرجعية العليا في الإسلام للقرآن والسنة
)، ومنها كتابه الذي هو موضوع بحثنا : (كيف نتعامل مع القرآن العظيم؟).
قواعد التفسير عند الشيخ القرضاوي
ويرى الشيخ القرضاوي أن الفهم السوي للقرآن لا بد له من (حسن تفسيره بما يبين مقاصده، ويوضح معانيه، ويكشف اللثام عما فيه من كنوز وأسرار، ويفتح مغاليقه للعقول والقلوب)[3].
وقد اشتهر في الفكر الإسلامي منهجان لتفسير كتاب الله : منهج مدرسة النقل أو مدرسة الرواية الذي يعتمد أساسا على تفسير القرآن بالسنة والمأثورة عن الصحابة والتابعين؛ دون أن يتوسع بإحداث فهم جديد يتملى ظلال آي القرآن، ومنهج مدرسة العقل أو مدرسة الدراية الذي يعمل العقل والنظر في ضوء قواعد اللغة العربية وأساليبها لتفسير آي القرآن.
والشيخ القرضاوي لا يرى صواب الموازنة والترجيح بين المدرستين، وإنما يرى ضرورة الجمع بينهما، لأن لكلتيهما محاسنها التي لا تغني عنها محاسن الأخرى.  إذ أنه لا بد من مراعاة صحيح السنة وأقوال الصحابة والتابعين أثناء التفسير، ولكن ذلك (لا يستلزم إهمال سائر المعاني التي تفيده اللغة العربية، ولا إهمال ما يستفاد من العلوم التي تتبين بها دقائق العربية وأسرارها كعلم المعاني والبيان)[4] كما ينقل الشيخ القرضاوي عن الإمام الشوكاني.  وذلك هو المنهج الذي اعتمده الطبري وابن كثير والقرطبي والشوكاني. ويتمثل هذا المنهج كما يراه الشيخ القرضاوي في القواعد التالية :
1.     تفسير القرآن بالقرآن
ذلك أن القرآن يصدق بعضه بعضا، (فما أجمل منه في موضع فسر في موضع آخر، وما أبهم في مكان بين في مكان آخر، وما أطلق في سورة أو آية قيد في أخرى، وما جاء عاما في سياق خصص في سياق آخر، ولا بد من ضم الآيات والنصوص بعضها إلى بعض حتى يتكامل الفهم، ويستبين المقصود من النص)[5].
ومثال ذلك قوله تعالى في سورة الفاتحة : (مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ) لم يبين المراد بـيوم الدين هنا لكنه بينه في سورة الانفطار بقوله : (وَمَا أَدْرَاكَ مَا يَوْمُ الدِّينِ ثُمَّ مَا أَدْرَاكَ مَا يَوْمُ الدِّينِ يَوْمَ لَا تَمْلِكُ نَفْسٌ لِنَفْسٍ شَيْئًا وَالْأَمْرُ يَوْمَئِذٍ لِلَّهِ). وكذلك قراءة : (مَلِكِ يَوْمِ الدِّينِ) نجد تفسيرها في قوله تعالى: (يَوْمَ هُمْ بَارِزُونَ لَا يَخْفَى عَلَى اللَّهِ مِنْهُمْ شَيْءٌ لِمَنِ الْمُلْكُ الْيَوْمَ لِلَّهِ الْوَاحِدِ الْقَهَّارِ).
وفي فاتحة الكتاب أيضا : (صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ) لم يبين المنعم عليهم ولكنه بينه في سورة النساء، وهو قوله تعالى : (وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَالرَّسُولَ فَأُولَئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ مِنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاءِ وَالصَّالِحِينَ وَحَسُنَ أُولَئِكَ رَفِيقًا).
2.     تفسير القرآن بصحيح السنة
ذلك أن النبي صلى الله عليه وسلم هو مبين الوحي وشارحه، قال تعالى : (وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ وَلَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ). وقال تعالى : (وَمَا أَنْزَلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ إِلَّا لِتُبَيِّنَ لَهُمُ الَّذِي اخْتَلَفُوا فِيهِ وَهُدًى وَرَحْمَةً لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ).
ومن أمثلة بيان السنة للقرآن قوله تعالى : (يُثَبِّتُ اللَّهُ الَّذِينَ آَمَنُوا بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآَخِرَةِ)، فقد بين النبي صلى الله عليه وسلم أن هذا التثبيت موضعه هو القبر حين يسأ المرء : من ربك؟ ما دينك؟[6]
وكذلك قوله تعالى : (لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا الْحُسْنَى وَزِيَادَةٌ) فقد فسر الزيادة بأنها (النظر إلى وجه الله عز و جل)[7].
3.     الانتفاع بتفسير الصحابة والتابعين
فهم أقرب الناس للعهد النبوي، وأفقههم بالوحي، وأعلمهم بلسان العرب، وأنقاهم فطرة، فإذا صح عنهم تفسير معين واتفقوا عليه لزم اتباعهم فيه، إما إذا اختلفوا فيه فقد اتاحوا للمفسر أن يتخير من بين أقوالهم ما يراه أقرب إلى الصواب، أو (يضيف إلى أفهامهم فهما جديدا) كما يقول الشيخ القرضاوي.
وينبه القرضاوي هنا – كما نبه قبله شيخ الإسلام ابن تيمية - إلى (أن كثيرا من تفسير الصحابة والتابعين ليس تحديدا دقيقا للمعنى المراد من اللفظ، بل هو مجرد تمثيل)[8].
4.     الأخذ بمطلق اللغة
فالقرآن الكريم نزل (بِلِسَانٍ عَرَبِيٍّ مُبِينٍ)، ولذلك وجب على المفسر مراعاة دلالات اللغة العربية، واستعمالاتها، (وما يوافق قواعدها، ويناسب بلاغة القرآن المعجز)[9].
واللغة التي يجب مراعاتها – كما يقول الشيخ القرضاوي - هي اللغة المعروفة في عصر نزول الوحي، لأن الدلالات والألفاظ ربما تتطور مع تطور (العلوم والمعارف، واتصال الشعوب والحضارات بعضها ببعض) ولذلك فإنه لا يجوز لنا أن نحكم (الدلالات الجديدة في فهم القرآن)[10].
5.     مراعاة سياق النص
فالقرآن وحدة متكاملة، ومراعاة موقع الآية في سياقها من السورة أو الجملة في موقعها من الآية معين على تحديد معناها، وتأمل في قوله تعالى : (ذُقْ إِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْكَرِيمُ) كيف تجد سياقه يدل على أنه هو الذليل الحقير؟
ويبين الشيخ القرضاوي هنا أنه (لا عبرة بالآراء التي يقولها بعض المفسرين إذا كان السياق لا يؤيدها)، مثل قول بعضهم في قصة سيدنا يوسف عليه السلام، في قوله تعالى : (وَشَرَوْهُ بِثَمَنٍ بَخْسٍ دَرَاهِمَ مَعْدُودَةٍ وَكَانُوا فِيهِ مِنَ الزَّاهِدِينَ) أن الضمير في شروه يعود إلى إخوة يوسف، مع أن السياق يدل بوضوح على أن الكلام عن إخوة يوسف قد انقطع، وانتقل الحديث إلى السيارة الذين التقطوه، وباعوه بثمن بخس[11].
6.     ملاحظة أسباب النزول
فمعرفة ملابسات نزول السورة أو الآية، والواقعة التي نزل القرآن يعالجها معين جدا على فهم مدلول القرآن، وقد نقل الشيخ القرضاوي عن الإمام الشاطبي قوله (أن الجهل بأسباب التنزيل موقع في الشبه والإشكالات، ومورد للنصوص الظاهرة مورد الإجمال حتى يقع الاختلاف)[12]. وذكر الشاطبي أن مروان أرسل بوابه إلى ابن عباس، وقال: قل له: لئن كان كل امرئ فرح بما أوتي وأحب أن يحمد بما لم يفعل معذبًا؛ لنعذبن أجمعون. فقال ابن عباس: ما لكم ولهذه الآية؟ إنما دعا النبي -صلى الله عليه وسلم- يهود فسألهم عن شيء فكتموه إياه وأخبروه بغيره، فأروه أن قد استحمدوا إليه بما أخبروه عنه فيما سألهم، وفرحوا بما أوتوا من كتمانهم، ثم قرأ (وَإِذْ أَخَذَ اللَّهُ مِيثَاقَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ...) إلى قوله : (وَيُحِبُّونَ أَنْ يُحْمَدُوا بِمَا لَمْ يَفْعَلُوا)؛ فهذا السبب بين أن المقصود من الآية غير ما ظهر لمروان.
7.     التجرد من الأفكار السابقة
فالقرآن الكريم أصل حاكم على كل المناهج الأفكار، ولذلك يلزم المفسر وهو يحاول تفسيره أن يتجرد من جميع قناعاته السابقة، وأن يقف موقف المتلقي الذي يبحث عن مكنون القرآن وما تحويه آياته العظيمة من معان جليلة، بدل أن يحاول تأويل آي القرآن ليتوافق مع قناعاته ومقرراته السابقة.
مزالق الفهم والتفسير
وبعد أن يذكر الشيخ القرضاوي القواعد الأساسية التي تلزم المفسر لكتاب الله أن يتبعها، ينبه إلى مجموعة من الأمور التي قد تنزلق بالمفسر عن حقيقة مراد الله إن هو لم يحذر منها، وأهم هذه المنزلقات هي :
1.     اتباع المتشابهات
ذلك أن القرآن الكريم (مِنْهُ آَيَاتٌ مُحْكَمَاتٌ هُنَّ أُمُّ الْكِتَابِ وَأُخَرُ مُتَشَابِهَاتٌ فَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ ابْتِغَاءَ الْفِتْنَةِ وَابْتِغَاءَ تَأْوِيلِهِ وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلَّا اللَّهُ وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ يَقُولُونَ آَمَنَّا بِهِ كُلٌّ مِنْ عِنْدِ رَبِّنَا وَمَا يَذَّكَّرُ إِلَّا أُولُو الْأَلْبَابِ).
والمحكم هو (البين بنفسه، الدال بمعناه بوضوح)[13] وهو أساس القرآن ومعظمه، والمتشابه هو (ما أشكل تفسيره)، وهو ثلاثة أنواع : نوع لا سبيل للوقوف عليه، كوقت الساعة، وخروج الدابة وكيفيتها، ونوع يمكن معرفته كالألفاظ الغريبة، والأحكام المغلقة، والنوع الثالث متردد بين الأمرين، يجوز أن يعلمه بعض الراسخين في العلم، ويخفى على من هو دونهم. والواجب هنا هو رد المتشابه إلى المحكم، فهو العمدة في فهم مراد الله.
2.     سوء التأويل
فالأصل (هو بقاء النصوص على ظواهرها، دالة على معانيها الأصلية،كما وضعت في اللغة)[14]. ولا يلجأ إلى تأويلها إلا في الحالات النادرة التي دل فيها دليل أو قرينة على ضرورة تأويلها وصرفها عن ظاهرها.
أما تأويل النصوص الواضحة المحكمة، (بحملها على معان باطنة غير ما يفهم من ظاهرها)[15] فهو الإلحاد الذي تحدث عنه الآية الكريمة : (إِنَّ الَّذِينَ يُلْحِدُونَ فِي آَيَاتِنَا لَا يَخْفَوْنَ عَلَيْنَا).
3.     وضع النص في غير موضعه
ومن مزالق المفسرين اجتزاء النصوص من سياقها، ووضعها في غير موضعها، مثل ما فعل الخوارج مع الإمام علي رضي الله عنه، حيث رفضوا مبدأ التحكيم، وتمسكوا بالآية الكريمة (إِنِ الْحُكْمُ إِلَّا لِلَّهِ)، ومع أن مبدأ (حاكمية الله) مسألة مسلمة لا نقاش فيها، لأنها جزء من التوحيد، إلا أن احتجاجهم بالآية كان في غير موضعه، ولذلك رد عليهم الإمام عليه بقوله: (كلمة حق يراد بها باطل).
(فالكلمة في ذاتها حق، إذ لا حكم إلا لله، سواء فسرنا الحكم بالحكم الكوني، بمعنى: أنه لا يدبر هذا الكون ولا يتصرف فيه إلا الله تعالى، أم فسرناه بالحكم الأمري التشريعي، بمعنى: أن الآمر الناهي المشرع الذي له حق الطاعة المطلقة هو الله وحده.
ولكن هذا المعنى شيء والتحكيم في المنازعات شيء آخر، فهذا أمر قد شرعه الله تعالى وحكم به ودل عليه، فهذا من جملة حكمه سبحانه).[16]
ولذلك رد عليهم ابن عباس رضي الله عنه حين ذكرهم بما جاء في القرآن من التحكيم في بعض القضايا الصغيرة المحدودة، مثل الخلاف بين الوزجين، وقتل الصيد في الحرم.
4.     دعوى النسخ بلا برهان
إدعاء نسخ آي القرآن دون الاستناد إلى دليل أو بالاستناد إلى دليل ضعيف مسألة في غاية الخطورة، لأنها إبطال لبعض أحكام القرآن.
ولذلك يلزم المفسر التحري والتأكد من صحة نسخ الآية أو عدم نسخها حتى يكون صادرا في أحكامه من منطلق سليم، وحتى لا يعطل أحكاما هي محكمة أو يثبت أحكاما هي منسوخة.
ويرى الشيخ القرضاوي أن (الأصل في آيات القرآن: أنها محكمة باقية لازمة ملزمة لكل من آمن بالله ورسوله، ولا يجوز الخروج عن هذا الأصل إلا بيقين لا شك فيه، ولا احتمال معه. أما دعوى نسخ آية أو بعض آية بلا دليل قاطع، فهي مرفوضة)[17].
5.     الجهل بالسنن والآثار
فالسنة كما قلنا هي بيان القرآن وتفسيره، ولذلك فإن الجهل بها أو تجاهلها يوقع في أخطاء ومطبات كثيرة. وكذلك الجهل بالمأثور عن الصحابة والتابعين، فهم أفقه الأمة بالوحي، وأعلمها بلسان العرب، الذي هو لغة القرآن.
ومع ذلك فإنه يلزم المفسر الاستيثاق من صحة السنن والآثار التي يعتمدها في تبين مراد الله تعالى، إذ لا عبرة بما روي منها بأسانيد واهية أو ضعيفة.
6.     الاعتماد على الإسرائيليات
ويلزم المفسر لكتاب الله كذلك، الابتعاد عن الروايات الإسرائيلية التي لا يشهد لها أصل من الشرع أو تركها كلية والبعد عن الاستشهاد بها.
لأن يهود حرفوا التوراة وبدلوه حتى لم يعد يعرف منه ما هو وحي وما هو من كلام البشر، وعن جابر بن عبد الله قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (لا تسألوا أهل الكتاب عن شيء فإنهم لن يهدوكم، وقد ضلوا؛ فإنكم إما أن تصدقوا بباطل أو تكذبوا بحق؛ فإنه لو كان موسى حيا بين أظهركم ما حل له إلا أن يتبعني) رواه الإمام أحمد.
أما حديث (وحدثوا عن بني إسرائيل ولا حرج)[18]، فقد وجهه أحمد شاكر رحمه الله –حسبما نقل عنه القرضاوي- بأن (إباحة التحديث عنهم – فيما ليس عندنا دليل على صدقه أو كذبه– شيء، وذكر ذلك في تفسير القرآن، وجعله قولا أو رواية في معنى الآيات، أو في تعين ما لم يعين فيها، أو في تفصيل ما أجمل فيها، شيء آخر)[19].
7.     الشرود عن الإجماع
فمن المهم للمفسر لكتاب الله تعالى أن يتنبه وهو يفسر آي الذكر الحكيم لمواطن الإجماع التي استقر عليها اعتقاد الأمة وفكرها، وتأسست عليه قيمها وأصولها وتقاليدها، حتى لا يصدر حكما مخالفا لما أجمع عليه سلف الأمة.
والإجماع الذي يعنيه الشيخ القرضاوي القرضاوي هنا ليس الإجماع الأصولي فحسب، وإنما يقصد كذلك الإجماع الذي (يمثل اتجاه الأمة العقلي والنفسي، الاعتقادي والسلوكي. الذي توارثته خلال القرون، وتلقاه الخلف عن السلف، والآباء عن الأبناء، حتى أصبح جزء من كيان الأمة الفكري والشعوري)[20].
8.     ضعف التكوين العلمي
ومن منزلقات التفسير أن يتجرأ عليه من لا يمتلك الأدوات اللغوية والأصولية التي تمكنه من فهم كتاب الله تعالى، وطرق التعامل مع مدلولاته.
وقبل ذلك من لم يعش مع القرآن تلاوة وتدبر، ويستحضر (آياته الواردة في  كل موضوع، ويضم بعضها إلى بعض، فإن القرآن –كما ذكرنا– يفسر بعضه بعضا)[21].
ولذلك اشترط العلماء قديما وحديثا فيمن يتصدر لتفسير كتاب الله مجموعة من الشروط العلمية، إلى جانب الشروط الدينية الأخلاقية.


[1]- الشيخ يوسف القرضاوي : شخصية العام الإسلامية 1421 هـ - 2000 م ، ص 85 - إعداد مكتبة وهبة
[2]- الراشد، أصول الإفتاء والاجتهاد الدعوي (2/319)
[3]- القرضاوي، كيف نتعامل مع القرآن العظيم؟/217
[4]- القرضاوي، كيف نتعامل مع القرآن العظيم؟/218
[5]- القرضاوي، كيف نتعامل مع القرآن العظيم؟/220
[6]- رواه الإمام أحمد في المسند/ 17872
[7]- رواه الطبري في جامع البيان (15/68)
[8]- القرضاوي، كيف نتعامل مع القرآن العظيم؟/230
[9]- القرضاوي، كيف نتعامل مع القرآن العظيم؟/232
[10]- القرضاوي، كيف نتعامل مع القرآن العظيم؟/232
[11]- القرضاوي، كيف نتعامل مع القرآن العظيم؟/238
[12]- الشاطبي، الموافقات (3/348)
[13]- القرضاوي، كيف نتعامل مع القرآن العظيم؟/268
[14]- القرضاوي، كيف نتعامل مع القرآن العظيم؟/284
[15]- القرضاوي، كيف نتعامل مع القرآن العظيم؟/293
[16]- القرضاوي، كيف نتعامل مع القرآن العظيم؟/317
[17]- القرضاوي، كيف نتعامل مع القرآن العظيم؟/326
[18]- متفق عليه
[19]- الشيخ أحمد شاكر، عمدة التفسير (1/15)
[20]- القرضاوي، كيف نتعامل مع القرآن العظيم؟/350
[21]- القرضاوي، كيف نتعامل مع القرآن العظيم؟/364.

قراءة في كتاب (كيف نتعامل مع القرآن العظيم) للشيخ القرضاوي/ إخليهن ولد الرجل

السراج TV