وكم من نسيبة في الميادين/ بقلم: عزة مختار |
الثلاثاء, 26 أغسطس 2014 11:41 |
السراج الدعوي - نواكشوط. ـ ومن يطيق ما تطيقين يا أم عمارة ؟ إنها أم عمارة الأنصارية نسيبة بنت كعب ، كانت واحدة من امرأتين حضرتا بيعة العقبة ، بايعت النبي صلي الله عليه وسلم مع الرجال علي نصرته حتى الموت ، ثم حضرت بيعة الرضوان لتنال شرف الرضا الصريح من الله عز وجل " لَقَدْ رَضِيَ اللَّهُ عَنِ الْمُؤْمِنِينَ إِذْ يُبَايِعُونَكَ تَحْتَ الشَّجَرَةِ فَعَلِمَ مَا فِي قُلُوبِهِمْ فَأَنْزَلَ السَّكِينَةَ عَلَيْهِمْ وَأَثَابَهُمْ فَتْحًا قَرِيبًا " الفتح يوم أحد ، اشتدت المعركة بعد أن خالف الرماة أمر رسول الله صلي الله عليه وسلم والتف المشركين حول النبي ليقتلوه ، ثم جاء ابن قميئة يصرخ دلوني علي محمد لأقتله ، انفض الجمع عن الحبيب ولم يتبقي حوله إلا حوالي العشرة من الصحابة ، وكان معهم تلك المرأة العظيمة وأسرتها . يقول النبي في غزوة أحد لزيد بن عاصم: "بارك الله عليكم من أهل البيت, مقام أمك خير من مقام فلان وفلان رحمكم الله أهل البيت, ومقام ربيبك يعني زوج أمه خير من مقام فلان وفلان رحمكم الله أهل البيت" تلك هي المرأة المسلمة التي همشوها طويلا ، ولم يستمعوا لها إلا من رحم ربك ، وحين طالبوا بحقها انتهكوها وحقوقها ، ظنا منهم أن الحق هو مجرد التعري واستخدام الجسد في لهوهم ليكون لهم متاعا ، فما ازدادت إلا عبودية وامتهانا لكرامتها . إنهن أمل الأمة اللاتي يدفعن أبنائهن للاستمرار والثبات في المطالبة بالحق المسلوب ، دون خوف علي حياة ابن أو زوج حبيب إنها الصامدة في الشارع رغم اعتقال الزوج العائل ، تكمل المسيرة وتثبت ثبات الرجال ، وتعمل لاثنين ، وروحين ونفسين ، لها ولزوجها المخطوف . تعول الأسرة ، وتقضي احتياجاتها ، وترعي أبنائها ، ثم تجدها في مسيرة ثورية بغير كلل أو ملل لم تيأس يوما وأثبتت حقا أن نسيبة لم تمت فنسيبة باقية ما بقي الزمان ، فعلمي العالم يا نسيبة كيف تطيقين ، بالله عليك يا سيدتي كيف تطيقين ؟ |