أفتى الشيخ محفوظ ولد إبراهيم فال بحرمة التعامل مع المنظمات التنصيرية أو العمل معها، وقال إن هذه المنظمات التي تسعى إلى رد الناس عن الإسلام وإدخالهم في دين مندرس لم يعد يعرف منه معلم من معالمه أمر محرم شرعا، وهو تعاون على الإثم والعدوان، سواء كان هذا التعاون بالعمل معهم في الإدارة أو السياقة أو الحراسة أو الترخيص والإدخال أصلا، أو في أي وجه من أوجه العمل كان.

واستفاض الشيخ في التعليق على المنصرين، وعلى الديانة النصرانية، وقال إن الكنيسة الحالية لا علاقة لها بالدين النصراني الذي جاء به عيسى عليه السلام.

فالإنجيل عندهم أناجيل أربعة: إنجيل متى، وإنجيل مرقس، وإنجيل لوقا، وإنجيل يوحنا، ولا تعترف كنائس كثيرة بإنجيل يوحنا، بل إن دائرة المعارف البيرطانية التي تحتوي على مئات المسيحيين لا تعترف بإنجيل يوحنا ككتاب مقدس.

وقال الشيخ إن إنجيل متى الذي هو أقدم إنجيل وأصحه منسوب إلى أحد الحواريين، ولكن اللغة التي هو بها هي اللغة اليونانية، ولغة يوحنا الحواري إما العبرانية أو السريانية، ولا يعرف متى تمت الترجمة، ولا من هو المترجم، أحرى أن يتأكد من مطابقة النص المترجم للنص المترجم عنه، وما قيل في إنجيل متى يصدق على باقي الأناجيل، فكلها ليست بلغاتها الأصلية، منقطعة السند متنقاضة المضمون فلا يمكن أن تكون كتبا منزلة من عند الله.

وقال الشيخ إن أقرب الأناجيل للحق وأدناها إلى الصدق هو إنجيل برنابا، وإن ذلك الإنجيل لا تعترف به الكنائس العالمية، ولا يعتبرونه صادقا، واستفاض في شرح تاريخ هذا الإنجيل، وكيف أن القس الذي اكتشفه أسلم، لما رأى من مطابقته للدين الحق، دين الإسلام، ولما فيه من أوصاف النبي صلى الله عليه وسلم.

وقال الشيخ إن هذه الأناجيل حتى بعد تحريفها ما زالت تحتوي كثيرا من أوصاف النبي صلى الله عليه وسلم الملزمة للمؤمنين بها باتباعه، فمن كان مؤمنا بها حقا لا بد أن يؤمن بالنبي الخاتم محمد صلى الله عليه وسلم.

واستغرب ولد إبراهيم فال من واقع المسلمين وتقصيرهم في الدعوة لدينهم دين الحق، في حين يغادر المنصرون مساكنهم الجميلة، وفرشهم الوثيرة إلى أدغال إفريقيا وآسيا، ويجدون العون من حكوماتهم والتبرع من شعوبهم، في حين لا يبذل المسلمون ما ينبغي في سبيل الدعوة إلى الله، والبشارة بدين الإسلام، ولا وتساعد حكوماتهم على ذلك أي نوع مساعدة.