براءة المالكية الأخيار من تبني أعياد الكفار / د. محمد الأمين بن مزيد |
الاثنين, 15 سبتمبر 2014 15:17 |
بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله وسلام على عباده الذين اصطفى أما بعد فمما علم بالضرورة أن يوم السبت يوم يقدسه اليهود ويعطلون فيه أعمالهم ، وأن يوم الأحد يوم يقدسه النصارى ويعطلون أعمالهم فيه ، يستوي في ذالك يهود الشرق والغرب ونصارى الشرق الغرب . ومما علم أيضا أن الله عز وجل أعطى هذه الأمة يوم الجمعة الذي هو بوم تجمع المسلمين وتجملهم ، وقد خص هذا اليوم بعبادة خاصة هي صلاة الجمعة بخطبتها المتميزة ، وقد هدانا الله لهذا اليوم بعد أن ضل عنه اليهود والنصارى كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم في الحديث الذي رواه البخاري في أول باب من أبواب الجمعة : " نحن الآخرون السابقون بوم القيامة بيد أنهم أوتوا الكتاب من قبلنا ثم هذا يومهم الذي فرض عليهم فا ختلفوا فيه فهدانا الله إليه فالناس لنا فيه تبع اليهود غدا والنصارى بعد غد ." وقد كان الموريتانيون قبل الاستعمار لا يعرفون عطلة سبت ولا أحد ، وإنما كانت العطلة عندنا في الخميس والجمعة ، فلما جاء الاستعمار ورثنا عنه عطلة السبت والأحد فيما ورثناه من الموبقات ، ثم إن الله عز وجل وفق الرئيس محمد خون ولد هيداله فغسل عنا هذا العار . ثم إذا بنا بعد أكثر من عشرين سنة نجد من يحن إلى هذا العار ، ثم نجد من يبرر هذا التهويد وهذا التنصير ، ويقحم في ذلك أئمة المالكية الأبرار الأخيار الأطهار ، وإذا بمسألة عطلة السبت والأحد تبحث في غير موضعها إذ أن موضعها الحقيقي ليس في أحكام الجمعة وإنما موضعها في الردة عند قول خليل ( وشد زنار ) ولتوضيح هذا الموضوع ولتبرئة المالكية أقول وبالله التوفيق: رأى المالكية أن في ترك العمل يوم الجمعة تعظيما لليوم -لا لغرض آخر –تشبهاً باليهود والنصارى في تعظيم السبت والأحد بترك العمل فيهما فكرهوا ذلك خوفا من هذا التشبه وابتعادا عن طريق اليهود وطريق النصارى . ونصوا على أن ترك العمل يوم الجمعة للاستعداد لها مستحب ،وأن ترك العمل للراحة مباح غير مكروه وإليك نصوصهم في ذلك قال الحطاب عند قول خليل " وكره ترك طهرٍ فيهما والعملِ يومها ما نصه : " يكره ترك العمل يوم الجمعة يريد إذا تركه تعظيما لليوم كما يفعل أهل الكتاب ، وأما ترك العمل للاستراحة فمباح قال صاحب الطراز : " وتركه للاشتغال بأمر الجمعة من دخول حمام وتنظيف ثياب وسعي إلى مسجد .. فحسن يثاب عليه . " وقال محمد عليش : وكره ترك العمل يومها : " إن قصد به تعظيم اليوم كسبت اليهود وأحد النصارى ، فإن كان للراحة جاز ، وإن كان للتجرد للعبادة ندب . " وقال أبو عبد الله الخرشي في شرحه على مختصر خليل : " يكره ترك العمل يوم الجمعة إذا تركه تعظيما كما يفعله أهل الكتاب لسبتهم وأحدهم ، وأما تركه للاستراحة فمباح ، وتركه للاشتغال بأمر الجمعة من تنظيف ونحوه فحسن يثاب عليه ." وقال لمرابط ولد أحمد زيدان في النصيحة : " وكره لكل من تلزمه ترك العمل يومها استنانا تعظيما لليوم كما يفعله أهل الكتاب في السبت والأحد ، لا استراحة فمباح ، أو لاشتغال بتحصيل مندوب فمندوب . " فأنت ترى هؤلاء الشراح متفقين على أن كراهة ترك العمل يوم الجمعة إنما تكون إذا كان ذاك تعظيما لليوم تشبها باليهود والنصارى ، وأن ترك العمل للاستعداد للجمعة مستحب حسن يثاب عليه وأن تركه للراحة جائز لا كراهة فيه . وتراهم متفقين على أن سبب الكراهة هو الحذر والخوف من التشبه باليهود والنصارى في جزئية التعظيم فما رأي المالكية- إذن- في اتباع اليهود والنصارى في أعيادهم ، وتعظيم سبتهم وأحدهم ، والجري وراء أهوائهم ، وطاعة أوامرهم ؟ إن من أحمق الفقه الاستدلالَ بهذه المسألة على أن المالكية يبساندون الفكرة النصرانية اليهودية التي هي تعطيل بوم السبت والأحد . إنني أدعوا( فقهاء السبت والأحد ) إلى التوية إلى الله عز وجل و إلى أن يقولوا بالحق أينما كانوا لا يخافون في الله لومة لائم وإلى أن يقفوا بقوة في وجه هذا ( الردة العطلية ). والحمد لله رب العالمين |