الجمعة, 10 أكتوبر 2014 11:25 |
سؤال
السلام عليكم
هل يجوز شراء السيارات التي تصادرها الجمارك، ثم تبيعها بعد فترة، عندما لا يدفع أصحابها الرسوم الجمركية ؟ جزاكم الله خيرا
الجواب
لا يجور شراؤها لأنها مال مغصوب ولا يبرر ذلك كون القوانين تجيز ذلك لأن القانون إذا خالف الشرع وجب رده، فالله- جل وعلا -حرم مال المسلم ،ففي الصحيحين أن النبي صلى الله عليه وسلم قال (إن دماءكم وأموالكم وأعراضكم عليكم حرام ..) وفي الصحيح أيضا( ..فإن فعلوا ذلك عصموا مني دماءهم وأموالهم إلا بحق الإسلام وحسابهم على الله). وقد أجاز بعض العلماء المتأخرين أخذ الضرائب بشروط نذكر منها
الحاجة الماسة لتحصين الدولة من العدو وعمل المشاريع الضرورية للشعب كالمستشفيات وتعبيد الطرق ..
أن يستنفد موارد الدولة كلها
أن تصرف فيما أخذت له
أن تؤخذ بالعدل
فإن خلت من هذه الشروط فهي حرام وورد في أخذها وعيد شديد فقد قال الله تعلى ( يا أيها الذين آمنوا لا تأكلوا أموالكم بينكم بالباطل )وقال صلى الله عليه وسلم ( لا يحل مال امرئ مسلم إلا بطيب نفس منه ) رواه أحمد
وهو من المكس الذي كان معهودا في الجاهلية والمَكْسُ - بفتح الميم - هو الضريبة والإتاوة ، وهو دراهم كانت تؤخذ من بائعي السلع في الأسواق في الجاهلية أو تؤخذ من التجار إذا مروا.انظرعون المعبود
والمَكْس من كبائر الذنوب لقول النبي صلى الله عليه وسلم في المرأة التي زنت ، ثم أتت النبي صلى الله عليه وسلم ليقيم عليها الحد ( وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ ، لَقَدْ تَابَتْ تَوْبَةً لَوْ
تَابَهَا صَاحِبُ مَكْسٍ لَغُفِرَ لَهُ ) رواه مسلم، قال النووي رحمه الله في شرح صحيح مسلم فِيهِ أَنَّ الْمَكْس مِنْ أَقْبَح الْمَعَاصِي ، وَالذُّنُوب الْمُوبِقَات اهـ .
ونحن هنا نعلم أن موارد الدولة لو استخدمت استخداما سليما لاستغنت الدولة عن كل الضرائب فالشعب قليل وموارد الدولة كثيرة وغنية عندنا محيط من أغنى المحيطات وعندنا المعادن الحديدية والنحاسية والذهبية وغيرها وعندنا الأراضي الزراعية والثروة الحيوانية ولا نستورد اليد العاملة إلى غير ذلك من مكونات الاقتصاد الكبيرة لكن سوء الاستخدام وفساد الإدارة بدد هذه الثروات الهائلة ،والذي بدد هذه الثروات سيبدد محصول الضرائب لا محالة وهو ما يشهد به الجميع فأين تصرف الضرائب وهل أخذت بالعدل وعند الحاجة.. فكيف مع هذا نجيز مصادرة أموال الناس بحجة الضريبة التي لا ندري فيما تصرف وأغلب من تصادر أموالهم فقراء ينبغي أن لا تجعل عليهم الضريبة لعجزهم فكيف إذا عجزوا عنها تصادر أموالهم وكان من حقهم أن يعانوا والله أعلم
المصدر : صفحة الشيخ على الفيس بوك
|