ذهب الذين يعاش في أكنافهم/الشيخ أحمد ولد البان
الجمعة, 06 يونيو 2014 16:23

الداعية:  محمد عبد الله بن بَوبَنِّ (دلاهي) رحمه اللهالداعية: محمد عبد الله بن بَوبَنِّ (دلاهي) رحمه اللههكذا الموت ما تزال تفجعنا بغوالي الرجال، أفي كل يوم غربة ونزوح؟، ذهب الذين يعاش في أكنافهم، يذهب الفضلاء تباعا كعقد انقطع، كل يوم نودع أحد الرائعين، بالأمس ذهب صاحب هذه القسمات، ووري الثرى في مقبرة الرياض، بعيدا عن قرية "لـِمْبَيْحْرَة" حيث أهله وذووه ومواطن سعيه للخير وسيره في سبيل الله.

رحل الداعية الصادق أخونا الكريم محمد عبد الله بن بَوبَنِّ المعروف بـ"دلاهي" وكل أهل بلدية لعوينات في حاجة إلى علمه ودعوته وإصلاحه بين الناس، ستفتقده منابر مساجدها التي صعدها معلما وموجها ومرشدا للخير وستذكره ساعات الليل وهو يكابدها بآي القرآن، ولن تنسى المسالك الوعرة بين تلك القرى المتناثرة خطوَه الصابرَ وهو يجوبها حاملا ورع العالم ونجدة الحر وشفقة الداعية.
لقد ترك دلاهي لشباب لعوينات عبئا ثقيلا من الدعوة والجهاد، كان يحمله على كتفيه بلا ملل ولا ضجر، فهل سيتحمل أولئك الشباب ما كان يتحمله "دلاَّهي"!
مرات قليلة التقيت فيها الرجل، كان هم الدعوة والعمل الإسلامي مسيطرا على وجدانه وفكره، يحمل الهم ويرفع الراية أينما كان، تجده في المسجد داعية وعابدا وفي المجتمع قائدا وموجها وأيام الحملة سياسيا ومقنعا، كان يجسد الشمول في حياته أروع تجسيد.
ليس أهله المفجوعون وحدهم بموته، بل شباب ونساء ورجال الدعوة في الطينطان هم المفجوعون بموته وحدهم، لأنهم فقدوا خير دعاتهم وأخلص أبنائهم وأقوى رجالهم في الحق.
رحمه الله وأدخله فسيح جناته، اللهم لا تحرمنا أجره ولا تفتنا بعده.

نقلا عن صفحة الشاعر الشيخ أحمد ولد البان

ذهب الذين يعاش في أكنافهم/الشيخ أحمد ولد البان

السراج TV