رحيل المصطفى ولد رمظان(الداعية العصامي)/أحمد يحي المبارك
الثلاثاء, 07 أكتوبر 2014 12:18

المرحوم مصطفى المرحوم مصطفى  رحل عن عالمنا في الثامن عشر من رمضان الماضي(1435)ليلة الجمعة الأستاذ والداعية المصطفى ولد رمظان أو المصطفى ولد عبد الله حسب التسمية الأصلية لوالده قبل أن يبدأ رحلة الأسماء المتغيرة عبر الزمان والمكان .

رحلة التيه

فوالده عبد الله أو رمظان رجل من أولاد بل ،لكن يتمه وتشرده إثر استشهاد أبويه في إحدى حملات الفرنسيين على موضع لخشب في تكانت إبان العهد الاستعماري ،ولونه الأسمر وصغر سنه جعله محل أطماع غائبي الضمير  الإنساني في ذلك العهد مما جعله يخضع لعملية استرقاق واستغلال من طرف (........)لكن شهامة ووفاء صديق والده خطر ولد عبد الله من ( قبيلة الرعيان ) خلصته من تلك الورطة فرباه وملكه قطيعا من الماشية ،لكن جرت الرياح بما لا تشتهي السفن   توفي خطري وانقلب أولاده على عبد الله ونزعوا منه كل ما يملك لتبدأ رحلة التيه من جديد فسمي رمظان بدلا من عبد الله اسمه الأصلي ( تصور وتخيل .....ما وراء ذلك) .

في تجكجة

ويسير الزمن عبر محطات مختلفة ليستقر أخيرا رمظان في تجكجة محالفا للعلويين المضيافين ويطيب له المقام ويتزوج من إحدى مواليهم وينجب خمسة  أولاد نجباء كل منهم شق طريقه في الحياة حسب طموحه وقدراته وما قدر له.

اللحاق بالركب

 منهم صاحبنا المرحوم "مصطفى رمضان" كما كنا نسميه حيث كان واسطة العقد ،الذي بدأ رحلته مع الحركة الإسلامية أواخر الثمانينات وهو بائع للماء على عربة حمار في تجكجة بعد تسربه من المدرسة،وبجهود من الإخوة في ذلك التاريخ وخاصة الأخ السالك ولد سيد محمود-النائب السابق-ليبدأ رحلة جديدة مع العلم وحب المعرفة فانتقل إلى العاصمة نواكشوط،انتقل إلى العاصمة وعمل حارسا للمعرض الوطني بالميناء ،وبدأ متابعة الدراسة في مدارس الفلاح الإسلامية حتى حصل على شهادة ختم الدروس الإعدادية ،والتحق على إثر ذلك بثانوية المعهد السعودي حيث تابع فيه الدراسة حتى أنهى المرحلة الجامعية ( المتريز) ليدخل سلك التعليم الثانوي كأستاذ للغة العربية والتربية الإسلامية حيث وافاه الأجل وهو في نفس الوظيفة .

زهد وورع

كان مصطفى-رحمه الله- يتميزبصفات قل أن تجتمع في شخص واحد وخاصة في هذا الزمن الرديء منها :

الورع الزائد والتواضع الجم والطموح غير المحدود وخاصة غض البصر والعفاف عن الرذائل والقناعة المفرطة والانضباط والجندية التامين والإخلاص فيما يمارسه من قول وعمل وقصد الآخرة في ذلك كله –كما أحسبه- مما نجم عنه انزواءه وبغضه للشهرة والظهور ،حيث كان يذكرني دائما بالصحابي الجليل أبي ذر –رضي الله عنه-الذي قال فيه صلى الله عليه وسلم ( رحم الله أبا ذر يمشي وحده ويموت وحده ويبعث وحده )ومصطفى دائما كان كذلك فقد عاش وحيدا في غرفته الوحيدة أقصى غربي حي البصرة مما يلي البحر لا يعرفه أحد إلا زملاؤه وإخوته الخاصون ، ولم ينجب –للأسف- ،وتوفي ليلة الجمعة بعد معاناة من مرض عضال أجهز عليه وهو وحيد في غرفته ولم يكتشف وفاته إلا جيرانه بعد أن أضحى النهار فاتصلوا بأخيه الحرسي عبد الله وحمل إلى المستشفى بمرافقة الشرطة ووكيل الجمهورية لتحديد سبب الوفاة.لينقل إثر ذلك إلى مسجد التوبة ويصلى عليه بعد صلاة الجمعة صلاة مهيبة حضرها بعض زملائه وإخوته الخاصين ويوارى الثرى في مقبرة انواكشوط ليخلف لنا رحيله أسى وحزنا وعتابا لإخوته في ليس هذا محل بسطه.

 فرحم الله المصطفى ولد عبد الله أو المصطفى ولد رمظان رحمة واسعة ولا أذهب الله عنا بركة ورعه ودعائه وتقبله في الصالحين وجمعنا تحت ظل عرشه يوم لا ظل إلا ظله.

وفي الأخير نعزي أنفسنا وتلامذته وأهله وذويه 

وإنالله وإنا إليه راجعون.

رحيل المصطفى ولد رمظان(الداعية العصامي)/أحمد يحي المبارك

السراج TV