رمضان.. ولهفة الترقب/ الأستاذ أحمد باب ولد عبدي
الثلاثاء, 25 يونيو 2013 14:32

altما أسرع ما تمر الليالي وما أقصر ما تنقضي الأيام في زماننا اليوم إلا ما يكون من ذكر رمضان وترقب أيامه الغر ولياليه البيض فيا طول الانتظار ويا لهفة الترقب، فلعمر الله لهو أحق بقول القائل

أيام إقباله كاليوم في قصر              ويوم إدباره في الطول كالحجج

لكأننا اليوم ونحن نترقب قدومك وتشرئب أعناقنا شوقا إلى استقبالك تكاد نفوسنا تسابق الزمن لتصل إلى رياضك الخضر المورقة تتفيأ ظلالها

ننتظر نفحاتك تنشر النور والخير في كل الأرجاء وتبدد الشر والظلمة وتحيي القلوب بعد الموات

نترقب داعي الله ومناديه أن يا باغي الخير أقبل ويا باغي الشر أقصر، فنهرع يهزنا الشوق ويحدونا الحنين لنخفف ذنوبا أرهقت كواهلنا ونطهر قلوبا دنستها مغالبة الفتن وتلاحقت عليها الشهوات

أسرع يا رمضان فقد جفت المآقي وكبت الجياد ولم تعد تطيق السير فأدركها

من ناله داء الهوى بذنوبه        فليأت في رمضان باب طبيبه  

أرسل البشرى تسبقك مع هلالك لتسقي قلوب العاشقين من ماء معينك وتقر بها عيون المؤمنين فقد شق طرفها من طول ما رنت إليك وقلبت أبصارها شوقا إلى رؤيتك

فيا رمضان الله لا زلت موئلا          لخير زمان أنت خير زمان

يصرفني حال من الشوق هائما        إذا لاح برق من هواك يماني

أسير على عرج المطية منشدا       ولم أك عن سعي الحداة بوان

بها ظلعان مستبان ومن يجد         كوجدي لا يلوي على الظلعان

فعودا لعل الله يغفر زلتي            ويدني فأحظى بالمرام مكاني

لله كم من قلب يطير فرحا بقدومك الذي يحمل هذه البشرى  "إذا كان أول ليلة من رمضان صفدت الشياطين ومردة الجن وغلقت أبواب النار فلم يفتح منها باب وفتحت أبواب الجنة فلم يغلق منها باب وينادي مناد كل ليلة : يا باغي الخير أقبل ويا باغي الشر أقصر " فهيا أقبل يا باغي الخير تنسم عبير الجنة نقيا غير مشوب بزمهرير النار ولا لظاها فلن يفتح منها باب وسارع إلى الخير فمردة الجن مصفدون ولا تبخل على نفسك ولن يضيع شيء من أجرك "إنما يوفى الصابرون أجرهم بغير حساب " والصابرون عند بعضهم هم الصائمون والله تعالى يقول في الحديث القدسي " كل عمل ابن آدم له إلا الصيام فإنه لي وأنا أجزي به " يجزي به الله الغني الكريم ! يا لعظمة الأجر ويا لوفاء الكيل !

يا باغي الخير أقبل واجعل وقاية بينك وبين النار ف"الصوم جنة" و"من صام يوما في سبيل الله باعد الله وجهه عن النار سبعين خريفا"، واسأل نفسك كل ليلة هل أعتقت من النار أم لا تزال من الموبقين فيها اسألها هل شملها ذلك العتق الإلهي الذي يمن الله به على بعض عباده العاملين الذين اطلع عليهم في جنح الليل وهم يتهجدون ورآهم في السر يتصدقون "إن لله تعالى في كل ليلة من رمضان عتقاء من النار" واجتهد لتأمن من دعوة النبي صلى الله عليه وسلم "رغم أنف رجل دخل عليه رمضان ثم انسلخ قبل أن يغفر له"

 ثم إلى الذين استزلهم الشيطان ببعض ما كسبوا فركبوا ظهور النعم لينالوا بها حرمات الله... إلى الذين كانت لهم حال حسنة مع الله فانقلبت وأصابهم الفتور وغشيهم الكسل واعتراهم ضعف بعد نشاط وقوة ... هذه فرصتكم فاغسلوا صفحات الذنوب بذنوب تسكبها العين على الخدود وتقربوا إلى الله قبل أن يوقفكم للمساءلة ويدعوكم للسجود فلا تستطيعون

يارب عبدك قد أتا         ك وقد أساء وقد هفا

يكفيه منك حياؤه           من سوء ما قد أسلفا

وقد استجار بذيل عفـــــــــــــوك من عقابك مذ جفا

رب اعف عنه وعافه        فلأنت أولى من عفا

 

 

 

 

رمضان.. ولهفة الترقب/ الأستاذ أحمد باب ولد عبدي

السراج TV