وما كان الله ليضيع إيمانكم/ محمد يسلم ولد محمدن
الاثنين, 08 يوليو 2013 09:42

ما كان الله ليضيع جهود المرابطين في سبيله في أكناف أرض الكنانة، وما  كانت جهود تربيتهم وإيمانهم وتضحيتهم لتذهب سدى...

أكثر من ثمانين سنة صبر فيها الإخوان المسلمون على اللأواء والضنك، وقاسوا فيها مرارة السجن، وعاشوا فيها صنوف الإذلال، فما ثناهم ذلك عن منهجهم الوسطي، وما جنحوا يوما لغير السِّلم، وما رضوا بغير التدرج منهج حياة.

ثمانون سنة.. فارق مريح من البناء المؤسسي والتربية يتكأ عليها أبناء "البناء" في معركتهم الحالية ضد فلول النظام السابق، وأعداء الوطن والديمقراطية، الذين كرهوا أن يشغل الكرسي أو يدير سدة الحكم غيرهم فقرروا الانقلاب على الشرعية.

حشد كبير يذكر بغزوة الأحزاب وتألب أعداء الدين على الإسلام، تماما كتألب أعداء النور على أصحاب الفكرة والمشروع، ذلك التشابه في الكيف والأطراف يدفع إلى استخلاص جملة من المعاني لعل من أبرزها:

أ‌.      منحة لا محنة:

كثير من أصحاب العاطفة يحسبون أن الأمر قضي، وأن الجولة انتهت، وأن فرصة الإسلاميين قد فاتت، بانقلاب السيسي على الرئيس مرسي، بل يصل بعضٌ إلى التشكيك في بقاء الإسلاميين في مناصبهم التي وصلوها عن  طريق صناديق الاقتراع بعد ما منحتهم الشعوب أصواتا غير مزورة، لأول مرة... والحقيقة أن في الأ مر مبالغة وتسرعا غير مبرر، فسنن الكون أبت لأنصار الدعوة إلا تمحيصا وابتلاء يظهر حقيقة صبرهم وتضحيتهم وثباتهم وثقتهم في الجماهير التي خرجوا من رحمها وستعيدهم إلى منطلقهم. وفي ذلك إعادة ربط للعلاقة مع الله، وتجديد للبيعة معه، وكل ذلك يسهم في صقل صورتهم وزيادة معينهم وكبت عدوهم، وفضح خصومهم.

ب‌.تمايز وتمحيص:

لا يخفى على ذي بصيرة ما آل إليه المشهد المصري من تمايز حقيقي بين أهل الحق وأصحاب الباطل، بين حملة النور وأعداء الحرية، بين صوت الشرعية، والانقلابيين الجدد.. وفي ذلك درس مهم مفاده أن التعاون الذي كان يرمي إليه الإسلاميون من خصومهم عائقه الأول الخصم، وأن أعداء الإخوان لا يريدونهم إلا أتباعا وذيولا يأتمرون بأمر الحاكم بعيدا عن مواقع القرار.

أضف إلى ذلك انكشاف بعض الذين كانوا يتملقون للإخوان وأولئك الذين كانوا يدعون تزلفا أنهم شركاء، وقد سقط القناع وبانت الحقيقة وامتاز الفسطاطان، وبدا الكل على حقيقته، وفي فرصة ينبغي أن لا يضيعها المصريون وأن يمضوا قدما في سبيل إعادة الشرعية وإرجاع الرئيس مرسي إلى الكرسي.

ت‌.حقائق تتكشف:

زعم أصحاب الأحذية الخشنة من العسكر ومن والاهم من أصحاب البطون المملوءة من أموال الشعب وظهيرُهم من الغرب أنهم جاؤوا لانتشال مصر من براثن الرجعية والظلاميين ليعيدوها إلى سالف مجدها!! ولك أن ترى الفرق بين الانقلابيين والإسلاميين فلم يسجن الإسلاميون طيلة حكمهم صاحب رأي، ولم يغلقوا وسيلة إعلام رغم السباب والكذب، ولم يضيقوا الحريات، ولم يصادروها بل سعوا إلى إرساء دولة العدل، وبناء أركان الحرية في أرض عطشى إلى تلك المعاني.

ولا يخفى ما فعل العسكريون لخطة انقلابهم على الشرعية من عبث بالحرية وطمس لمعالم الحضارة والتاريخ.

تلك ملاحظات سريعة تعيد شيئا من المعنويات إلى النفوس والقلوب التي بلغت الحناجر وتصدح مع المؤمنين "هذا ما وعدنا الله ورسوله وصدق الله ورسوله" في انتظار رجوع الحق إلى أهله، وعودة المياه إلى مجاريها وما هي إلا جولة وينكشفون.

وما كان الله ليضيع إيمانكم/ محمد يسلم ولد محمدن

السراج TV