خواطر رمضانية/أحمد باب ولد محمد عبدي
الأربعاء, 10 يوليو 2013 18:48

altبعد طول انتظار وترقب جاء هلال رمضان المبارك فحلت البركة والخير وتنزلت رحمة الله وارتفعت الحناجر بتلاوة القرآن.

فتسمع في الأنحاء من كل سورة

وتسمعه سبعا وتسمعه عشرا

وتسمع آناء النهار تلاوة

وتسمع ترتيلا وتسمعه حدرا

فيا من رأى هذه الجموع المسارعة إلى رضوان الله وجنته، تزدحم على بابه ترجو رحمته وتخاف عذابه، وقد جاءت ملبية نداءه، ولن تشبع من الخير في هذا الشهر الكريم، ولن يتوقف عنها عطاء الله وهداياه ما دامت مقبلة عليه.

ولو كشف لنا المستور من الغيب في هذه الليلة لرأينا الجنة وأبوابها المفتحة، وأنهارها الجارية، وحورها الحسان... ولرأينا أبواب النار موصدة قد أحكم إغلاقها في مشهد رهيب ولرأينا الشياطين في أغلالها مصفدة، وهي ترى بني آدم يقومون الليل ويصومون النهار وكلما تحرك مارد لإكمال مهمته في إغواء البشر، تثر بقيده فلا يستطيع الحركة.

ثم هو يتميز من الغيظ أمام مشهد من صنوف المسلمين يقرؤون سورة البقرة، فتحدد لهم معالم منهجهم، ودستور دعوتهم الخالدة، وتطلعهم على جانب مما يكيده أعداؤهم من اليهود والمنافقين في المدينة لدعوتهم الناشئة.

تعرض لهم الناس في ثلاث طوائف:

1-              مؤمنون صرحاء، أخص ما يميزهم إيمانهم بالغيب، وإقامهم الصلاة، وإيتاؤهم الزكاة، في جملة من الصالحات يتعبدون بها لله.

2-      كفار خلص أعلنوا عداءهم واتضح موقفهم فكان الجزاء في الدنيا ختم الله على قلوبهم وعلى سمعهم وعلى أبصارهم غشاوة، والجزاء في الآخرة، "ولهم عذاب عظيم"

3-      منافقون مذبذبون لا يملكون الجرأة على مواجهة الفئة بالمؤنة بالإنكار، وإعلان حقيقة موقفهم من الدعوة... وما أبلغ ما ختمت به الآيات التي وصفتهم، حيث ضرب الله لهم مثلين: لعل التعليق عليهما يفقد رونقهما وبهاءهما:

أ‌-                 مثلهم كمثل الذي استوقد نارا فلما أضاءت ما حوله ذهب الله بنورهم وتركهم في ظلمات لا يبصرون.

ب‌-            أو كصيب من السماء في ظلمات ورعد وبرق يجعلون أصابعهم في آذانهم من الصواعق حذر الموت والله محيط بالكافرين....

وبعد جولة توجيهية، اشتملت على الأمر، والوعد والوعيد والقصص، تأخذ السورة منحى جديدا، يبين حال طائفة من الذين كفروا، كانت أشد بغيا، وأشد عداء للذي ءامنوا من كل طوائف الكفار، والمشركين، إنهم اليهود الذين لم يفتروا لحظة من اللحظات عن مواجهة دعوة الحق والكيد لحامليها، من عهد النبي صلى الله عليه وسلم بل من قبل ذلك، كلما رسول بما لا تهوى أنفسهم فريقا كذبوا وفريقا يقتلون، إلى اللحظة الحاضرة.

وفيما يلي نعرض لنماذج من مواقف عرضتها السورة لهؤلاء اليهود، لكن قبل ذلك استوقفني أنه في ثنايا هذه المواقف نجد نداءات ربانية لهؤلاء المكذبين المستكبرين تذكرهم بنعمة الله عليهم، مما كان كافيا أن يقابل بالشكر والاتباع، لا بالإنكار والرفض، ومن هذه النداءات:

·       يا بني إسرائيل اذكروا نعمتي التي أنعمت عليكم... ثلاث مرات.

·       وإذ نجيناكم من آل فرعون يسومونكم سوء العذاب... الآيات.

·       ومن المواقف التي عرضتها السورة لهم:

1.    تلبيس الحق وطمسه ونماذج ذلك كثيرة.

2.    نقض العهد والنكث بعد أن يؤخذ منهم الميثاق.

3.    المجادلة والمخاصمة في الحق.

4.    تحريف الكلم عن موضعه، إظهارا للباطل، وتلبيسا على الحق.

5.    يزعمون أن لهم مكانة عند الله، ولن تسمهم النار إلا أيام معدودة.

6.    تكذيب الأنبياء بل والافتراء عليهم وقتلهم.

7.    مخالفتهم لشرائعهم وتركهم لما يخالف هواهم منها.

8.    الحرص على الحياة.

9.    إعلان العداء لله وملائكته ورسله.

... يتواصل.....

خواطر رمضانية/أحمد باب ولد محمد عبدي

السراج TV