خواطر رمضانية (الحلقة5) أحمد باب ولد محمد عبدي
السبت, 20 يوليو 2013 21:45

altalt  إن ظاهرة النفاق وتوغل المنافقين في المجتمع المسلم بالمدينة وما يبثونه من الفتنة في صفوف المؤمنين جعلت القرآن المدني يتحدث عن هذه الظاهرة ويتبع آثار أصحابها يفضحهم ويكشف أمرهم للمسلمين ليحذروهم ، ومن القرآن المدني الذي أسهب في الحديث عن هذه الظاهرة سورة التوبة فلم تزل تصفهم "ومنهم .." "ومنهم" حتى نعتت رؤوس النفاق وأصحاب الأراجيف ونشر الفتن ولهذا سميت بأسماء تدل على كشف أولئك وفضحهم وذكر ما ينتظرهم من العذاب ، فهي الفاضحة والبحوث وهي المبعثرة والمثيرة وهي المقشقشة والحافرة وهي العذاب ...

ونحن الآن سنحاول عرض بعض الصفات التي كشفتها هذه لسورة مما تنطوي عليه نفوسهم الخبيثة وما تجنه أفئدتهم المريضة لعل المسلمين أن يحذروها ويعالجوا أنفسهم مما قد خالطها من هذه الصفات فقد شاع كثير منها بينهم وهم لا يشعرون

من هذه الصفات

1-      المسارعة إلى العرض القريب والتباطؤ عن الجهاد :

" لو كان عرضا قريبا وسفرا قاصدا لاتبعوك ولكن بعدت عليهم الشقة وسيحلفون بالله لو استطعنا لخرجنا معكم يهلكون أنفسهم والله يعلم إنهم لكذبون"

2-      الحلف على الكذب :

"ويحلفون بالله إنهم لمنكم وما هم منكم ..."

"يحلفون بالله ما قالوا ولقد قالوا كلمة الكفر ... "

"وليحلفن إن أردنا إلا الحسنى والله يشهد إنهم لكذبون"

3-      الجبن والخور :

ولكنهم قوم يفرقون"

4-       الاستئذان في التخلف عن الجهاد وخلق الأعذار الكاذبة :

"إنما يستذنك الذين لا يومنون بالله واليوم الاخر وارتابت قلوبهم فهم في ريبهم يترددون"

" ومنهم من يقول ايذن لي ولا تفتني ... "

بل إنهم يفرحون بتخلفهم "فرح المخلفون بمقعدهم خلف رسول الله وكرهوا أن يجهدوا في سبيل الله بأمولهم وأنفسهم وقالوا لا تنفروا في الحر .. "

5-      السعي في نشر الفتنة بين المؤمنين :

"لو خرجوا فيكم ما زادوكم إلا خبالا ولأوضعوا خللكم يبغونكم الفتنة ..."

" لقد ابتغوا الفتنة من قبل وقلبوا لك الامور..."

"الذين اتخذوا مسجدا ضرارا وكفرا وتفريقا بين المؤمنين وإرصادا لمن حارب الله ورسوله من قبل وليحلفن إن أردنا إلا الحسنى والله يشهد إنهم لكذبون"

6-      الفرح بما يصيب النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ والمؤمنين من أذى والستياء مما يصيبهم من الخير :

"إن تصبك حسنة تسؤهم وإن تصبك مصيبة يقولوا قد أخذنا أمرنا من فبل ويتولوا وهم فرحون"

7-      عدم الرضى بقسمة النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ واللمز في صدقاته وصدقات المؤمنين :

"ومنهم من يلمزك في الصدقات فإن أعطوا منها رضوا وإن لم يعطوا منها إذا هم يسخطون "

"الذين يلمزون المطوعين من المؤمنين في الصدقت والذين لا يجدون إلا جهدهم فيسخرون منهم ..."

8-      إيذاء النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ والكلام فيه حال غيبته :

" ومنهم الذين يؤذون النبيء ويقولون هو أذن ..."

9-      الاستهزاء بالله وآياته ورسوله :

"ولئن سألتهم ليقولن إنما كنا نخوض ونلعب قل أبالله وآيته ورسوله كنتم تستهزؤن "

"وإذا ما أنزات سورة فمنهم من يقول أيكم زادته هذه إيمانا ..."

"وإذا ما أنزلت سورة نظر بعضهم إلى بعض هل يرىكم من أحد ثم انصرفوا .."

10-  الأمر بالمنكر والنهي عن المعروف والبخل :

"والمنافقون والمنافقت بعضهم من بعض يامرون بالمنكر وينهون عن المعروف ويقبضون أيديهم ..."

11-  خلف العهد :

"ومنهم من عهد الله لئن آتىنا من فضله لنصدقن ولنكونن من الصلحين فلما آتىهم من فضله بخلوا به وتولوا وهم معرضون "

12-  الرياء والخوف من رقابة الناس لا من رقابة الله

"وإذا ما أنزلت سورة نظر بعضهم إلى بعض هل يرىكم من أحد ثم انصرفوا .."

هذه بعض صفات المنافقين عرضتها هذه السورة وفيما يلي نماذج من جزائهم :

1.      أن الله قيدهم عن الطاعات فلا ينشطون لها :

"ولكن كره الله انبعاثهم فثبطهم وقيل اقعدوا مع القعدين"

2.      كشف أسرارهم وفضحهم :

" لقد ابتغوا الفتنة من قبل وقلبوا لك الامور حتى جاء الحق وظهر أمر الله وهم كرهون"

" يحذر المنفقون أن تنزل عليهم سورة تنبئهم بما في قلوبهم قل استهزءوا إن الله مخرج ما تحذرون"

ألم يعلموا أن الله يعلم سرهم ونجويهم وأن الله علم الغيوب "

3.      جعل جزاءهم من جنس أعمالهم

" والمنفقون والمنفقت بعضهم من بعض يامرون بالمنكر وينهون عن المعروف ويقبضون أيديهم نسوا الله فنسيهم إن المنفقين هم الفسقون"

"الذين يلمزون المطوعين من المؤمنين في الصدقت والذين لا يجدون إلا جهدهم فيسخرون منهم سخر الله منهم ..."

"فرح المخلفون بمقعدهم خلف رسول الله وكرهوا أن يجهدوا في سبيل الله بأمولهم وأنفسهم وقالوا لا تنفروا في الحر قل نار جهنم أشد حرا لو كانوا يفقهون فليضحكوا قليلا وليبكوا كثيرا جزاء بما كانوا يكسبون"

"وإذا ما أنزلت سورة نظر بعضهم إلى بعض هل يرىكم من أحد ثم انصرفوا .."

4.      أن الله لا يتقبل منهم لكفرهم وتباطؤهم في الطاعات :

"قل أنفقوا طوعا أو كرها بن يتقبل منكم إنكم كنتم قوما فسقين وما منعهم أن تقبل منهم نفقتهم إلا أنهم كفروا بالله وبرسوله ولا ياتون الصلوة إلا وهم كسلى ولا ينفقون إلا وهم كرهون"

5.      رسخ الله النفاق بما فيه من الذل والريبة في قلوبهم ومكنه منها حتى لا يستطيعون منه خلاصا ولا انفكاكا:

"ومنهم من عهد الله لئن آتىنا من فضله لنصدقن ولنكونن من الصلحين فلما آتىهم من فضله بخلوا به وتولوا وهم معرضون  فأعقبهم نفاقا في قلوبهم إلى يوم يلقونه بما أخلفو الله ما وعدوه وبما كانوا يكذبون"

" لا يزال بنينهما لذي بنوا ريبة في قلوبهم إلا أن تقطع قلوبهم والله عليم حكيم"

6.      نهي النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ عن الصلاة عليهم والاستغفار لهم بل لو استغفر لهم لم ينفعهم ذلك :

"ولا تصل على أحد منهم مات أبدا ولا تقم على قبره ..."

" استغفر لهم أو لا تستغفر لهم إن تستغفر لهم سبعين مرة فلن يغفر الله لهم .."

7.      توعدهم الله بالعذاب المقيم يوم القيامة :

"وعد الله المنفقين والمنفقت والكفار نار جهنم خلدين فيها هي حسبهم ولعنهم الله ولهم عذاب مقيم"

 

خواطر رمضانية (الحلقة5) أحمد باب ولد محمد عبدي

السراج TV