خواطر رمضانية (الحلقة6) أحمد باب ولد محمد عبدي
الأربعاء, 24 يوليو 2013 22:38

altaltالقرآن الكريم هو رسالة الله للبشرية جمعاء وهو أعظم الكتب وأجمعها وأحدثها عهدا بالله ـ جل جلاله ـ وفي هاتين الآيتين يجمل الله عز وجل ويلخص معاني هذه الرسالة بما فيها من الهداية وذكر مآلات الناس وتفاوت منازلهم في الدنيا والآخرة ، وسنتوقف عند ثلاث جمل تضمنتها الآيتان  

1 ـ "إن هذا القرآن يهدي للتي هي أقوم": وفي الإشارة هنا تعظيم لهذا القرآن والقرآن هنا عام يشمل كل أجزاء القرآن سورا وآيات ...

"إن هذا القرآن يهدي للتي هي أقوم" وهنا يتوقف المتأمل المتدبر للآية حيران أمام هذا البلاغ العجيب البليغ "يهدي" "للتي هي أقوم" هكذا يحذف المفعول والمفعول فيه مع يهدي لتذهب النفس كل مذهب في عموم المهدي في كل زمان ومكان ويحذف الموصوف قبل التي وهو الطريق أو الحالة أو الملة ...على اختلاف المفسرين في التقدير ولكن هل تجد مع تقدير أي من هذه الموصوفات تلك الحلاوة وذلك الذوق البلاغي الذي تجده مع الحذف؟ ، كلا ! ففي هذا الحذف وهذا الإبهام مزيد بلاغة وعموم ، فيه عموم يشمل كل ما يهدي إليه هذا القرآن فهو يهدي للتي هي أقوم في مجال العقيدة والتوحيد وفي مجال القيم والأخلاق وكذا العبادات والمعاملات والاجتماع والسياسة ... "ما فرطنا في الكتب من شيء"

وبعد ما وصف الله تعالى هذا القرآن بالهداية ذكر انقسام الناس حوله إلى قسمين مؤمنين به وكافرين وذكر جزاء كل من الطائفتين فقال :

2 ـ "ويبشر المؤمنون الذين يعملون الصلحت أن لهم أجرا كبيرا": ونحن دائما أمام إبهام يحيل إلى العظمة والكثرة ، أمام مسرح للخيال ليبلغ فيه أقصى حدوده "أجر كبير " بشر الله به المؤمنين الذين يعملون الصالحات وهما وصفان تسير بهما الحياة على التي هي أقوم وبهما معا تتحقق الهداية بهذا القرآن  ـ كما يقول سيد قطب ـ

3 ـ "وأن الذين لا يؤمنون بالآخرة أعتدنا لهم عذابا أليما" والعطف هنا على "يبشر المؤمنين " عند بعض المفسرين فيكون إعداد العذاب الأليم لهم مبشراً به ـ كما بشر أولئك بالأجر الكبير ـ على سبيل التهكم منهم والسخرية وهنا أيضا أبهم جزاء هؤلاء في العذاب الأليم دون تفصيل .

يتواصل.............

خواطر رمضانية (الحلقة6) أحمد باب ولد محمد عبدي

السراج TV