فضل الدعاء/المصطفى ولد بلال
الثلاثاء, 30 يوليو 2013 13:18

altaltالدعاء من أفضل القربات التي يتقرب بها العبد على خالقه سبحانه وتعالى وهو مخ العبادة ولا يستكبر عنه إلا من أراد الله به شرا، كما قال تعالى: "وقال ربكم ادعوني أستجب لكم إن الذين يستكبرون عن عبادتي سيدخلون جهنم داخرين".

وللدعاء آداب وأسباب وموانع؛

فالآداب هي:

Ø   أن يكون على طهارة

Ø   وان يكون الدعي مستقبلا القبلة.

Ø   وأن يلح في الدعاء

Ø   وأن يتيقن الإجابة.

Ø   وأن لا يتعجل أو يستبطئ الإجابة فقد قال صلى الله عليه وسلم: "يستجاب لأحدكم ما لم يتعجل.. يقول دعوت فلم يستجب لي".

وهناك أسباب وهي باختصار:

Ø   إطالة السفر، والسفر بمجرده يقتضي إجابة الدعوة كما في حديث أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "ثلاث دعوات مستجابات لا شك فيهن؛ دعوة المظلوم ودعوة المسافر، ودعوة الوالد لولده"، ومتى طال السفر كان أقرب إلى إجابة الدعاء لأنه مظنة انكسار النفس بطول الغربة عن الأوطان، وتحمل المشاق، والانكسار من أعظم أسباب إجابة الدعاء.

Ø   حصول التبذل في اللباس والهيئة بالشعث والإغبار وهو أيضا من مقتضيات إجابة الدعاء، كما في الحديث المشهور عن النبي صلى الله عليه وسلم "رب أشعث أغبر ذي طمرين مدفوع بالأبواب لو أقسم على الله لأبره"، ولما خرج صلى الله عليه وسلم للاستسقاء خرج متبذلا متواضعا متضرعا، وكان مطرف بن عبد الله الشخير قد حبس له ابن أخ فلبس خلقان ثيابه وأخذ عكازا بيده فقيل له ما هذا؟ قال: أستكين لربي لعله أن يشفعني في ابن أخي.

Ø   مد اليدين إلى السماء، وهو من آداب الدعاء التي يرجى بسببها إجابته.

Ø   الإلحاح على الله عز وجل بتكرير ربوبيته، وهو من أعظم ما يطلب به إجابة الدعاء؛ وقد خرج البزار من حديث عائشة أم المؤمنين مرفوعا "إذا قال العبد يا رب أربعا، قال الله: لبيك عبدي سل تعطه".

وأما ما يمنع إجابة الدعاء فقد أشار صلى الله عليه وسلم إلى أن التوسع في الحرام أكلا وشربا ولبسا وتغذية مانع من إجابة الدعاء.

وقد قال صلى الله عليه وسلم لسعد: "أطب مطعمك تكن مستجاب الدعوة".

وكذلك من موانعه الدعاء بالإثم على من لا يستحقه، وقطيعة الرحم.

هذه إذن باختصار هي أسبابه، وآدابه وموانعه، لا داعي فيها للاختصار، لكن هي بمثابة مراجعة لهذا الموضوع الهام في حياة الإنسان.

إذ من خلال الدعاء يتعلق بمن يستحق أن يتعلق به، وهو الله سبحانه وتعالى، ويعلم علم اليقين أنه إذا سدت أبواب الخلق دونه، أو عجز الخلق أن يعطوه ما سألهم أنه هناك باب لا يغلق وهو باب الله سبحانه وتعالى فيلجأ الإنسان إليه في السراء والضراء بعد أن يئس من الخلق فيجد الله قد يسر له ما طلبه في عشية أو ضحاها أو أسرع من ذلك.

ومن هنا نجد العلماء في شعرهم يرفعون شكواهم إلى المرجى في الشدائد كلها، يقول أحدهم:

إذا عرضت لي في زماني حاجة

وقد أشكلت فيها علي المقاصد

وقفت بباب الله وقفة ضارع

وقلت إلهي إنني لك قاصد

ولست تراني واقفا عند باب من

يقول فتاه سيدي اليوم راقد

والدعاء كما قال العلماء له حالات:

دعاء المسلم: فالمسلم إذا دعا ربه؛

-        إما أن يستجاب له في الحين.

-        وإما أن يرفع عنه بسببه بلاء كان سينزل به.

-        وإما أن يدخل له فضل ذلك إلى الآخرة، لأنه أحوج إليه في ذلك الوقت، والله يعلم وأنتم لا تعلمون.

-        وأما دعاء الكافر فهو كما قال تعالى: "وما دعاء الكافرين إلا في ضلال".

فضل الدعاء/المصطفى ولد بلال

السراج TV