معرفة الله بين وثنيتين..!!/أحمد سالم ولد زياد |
الأربعاء, 20 نوفمبر 2013 08:38 |
هي وثنية لم تتحرر منها كثير من الطوائف الإسلامية، فهي تدور في فلك التشبيه حين تنفي عن الله صفاته أو تثبت، وكل ذلك عائد إلى وثنية لازبة بمخيال الإنسان، حذرنا الله منها فقال: (ليس كمثله شيئ). ويظل الإنسان في جدال عقيم، مستدبرا هذه الآية الكريمة، يقيس الله على ما ألف من نفسه هو وعرف من أسرار هذا الكون البديع. إن خيال الإنسان الجامح لا يستطيع أن يصل أبعد من أرنبة أنفه؛ فكيف يراد له أن ينفذ من أقطار السماوات والأرض..؟!. وإنّ الخيال لهو أبعد مدى من كل الملكات الإنسانية الأخرى..!!. هناك قيود من العادة والخرافة والفهم المغلوط للدين لن نكون عقلاء إلا إذا تحررنا منها، وهناك قيود أخرى لن نكون عقلاء إذا حاولنا التحرر منها، لأنّ العقل لم يعدّ أصلا للخروج عليها، وهي ليست قيود معوقة بقدر ما هي معرفة للمدى واحترام للسعة..!. والعاقل الحق هو من يعرف الحد الفاصل بين القيود الضارة، والقيود النافعة، والقيود الواجبة!. مثل ذلك كمن وجد حصانه المسرج عالقا في قيود تمنعه الحركة، فأخذ السكين ليخلصه، فهل يقطع كل حبل وصلته إليه يده حتى اللجام والسرج! لا وألف لا..!!. لا يضير الترمومتر أنه ليس معدا لحساب الطول والعرض، كذلك ليس من الإنصاف أن نكلف هذا العقل البشري المحدود بمعرفة أمور لا تصل إليها حواسه والحسم فيها. |