الإخوان ومعركة الصمود/د.يحيى ولد محمد المختار
السبت, 01 فبراير 2014 04:31

د.يحيى ولد محمد المختارد.يحيى ولد محمد المختارحركة الإخوان المسلمين تلك الحركة التي أسسها الإمام الشهيد حسن البنا، تلك الحركة التي ملأت الدنيا و شغلت الناس  منذ تأسيسها؛ فبين معجب لدرجة الذوبان إلى حاقد لدرجة الحسد شقت طريقها وواجهت ما لم تواجهه حركة من قبل حيث قتل مؤسسها غدرا ومفكرها شنقا وزج بالآلاف من أبنائها في غياهب السجون في الحقبة الناصرية.

 

و بعد كل ذلك القمع وبعد عشرات السنوات لقادتها في سجون مبارك وبعد أول فرصة تتاح للشعوب تكلمت صناديق الاقتراع وخرجت الحركة وحزبها منتصرين. لم يستطع الغرب أن يهضم تلك الانتصارات كما فعل من قبل مع حماس وبدأت المؤامرة الكونية الكبرى للانقلاب ليس على الإخوان فقط وإنما على الديمقراطية

 

و بعد الانقلاب العسكري اصطف الغرب بشقيه أمريكا و أوربا واصطفت معه روسيا ودول الخليج ومنظمات حقوق الإنسان وإيران الأصولية والقاعدة فسجل التاريخ أن كل تلك التناقضات توحدت في عداوة الإخوان.

 

أما في الداخل المصري فتكالبت قوى عديدة ممثلة في العسكر والشرطة و القضاء والاعلام و فلول مبارك و العلمانيين و القوميين و الكنيسة و شيخ الأزهر و حزب النور السلفي  إذا لماذا كل هذا الاصطفاف؟

 

المراقب المنصف يحتار في فهم الحقيقة لماذا هذا الإجماع الدولي على خطر الإخوان رغم أنهم معروفون بالتسامح و الوسطية و عدم التشدد في الدين هذه الحركة التي تدعو لإصلاح  المجتمع انطلاقا من إصلاح الفرد مرورا بإصلاح الأسرة.

 

إن أخطر ما في فكر الإخوان و ما يمكن أن يفسر هذا التكالب هو في منهجها التربوي الذي يهدف إلى تأسيس مجتمع مسلم عبر الدعوة إلى الله بالحكمة و الموعظة الحسنة هذا المنهج خطير جدا بنظرهم لأنه سيؤسس لبؤرة مجتمعية تؤمن ( بأن الله غايتنا و الرسول غدوتنا و القرآن دستورنا و الموت في سبيل الله أسمى أمانينا ) جماعة بذلك الفكر خطيرة أيضا على الأنظمة القمعية و على عباد الرموز و أصحاب الأهواء و المصالح الدنيوية الضيقة.

 

لا يحتاج الإنسان إلى كثير علم أو طول مراقبة حتى يكتشف أنها الجماعة الأخطر في نظر الشرق و الغرب لأنها تؤمن بالجهاد و التربية و مكافحة الفساد.

 

الإخوان جماعة دعوية بدأت في المساجد هدفها المجتمع و منهجها الكتاب و السنة وأعضاؤها هم جميع أطياف المجتمع لذالك هم الأخطر على العلمانية.

 

الإخوان التي كرر رئيسها مرات عديدة أن أمة لا تصنع سلاحها و دواءها و غذاءها غير جديرة بالاحترام و كانوا يطمحون لقيادة مصر إلى مارد اقتصادي آخر كما فعل أشقاؤهم الأتراك فأراد الغرب بمكر و دهاء و عن طريق عملائه في الداخل و الخارج أن يقطع التجربة و يوقفها مبكرا.

 

إذن اجتمعت كل تلك القوى على هذه الحركة التي لم ترفع السلاح يوما و ظن القوم أن المعركة ستحسم بسهولة و  بقوة السلاح و قتل الآلاف في مجزرة القرن و زج بكل قيادات الصف الأول و الثاني و الثالث في غياهب السجون فما لانت للرجال عزيمة و سطر شباب الإخوان معارك الصمود السلمية مقدمين أرواحهم فداء للوطن و الأمة  في لوحة أبهرت العالم متقدمين الصفوف الأمامية مرددين نشيدهم (في سبيل الله قمنا، نبتغي رفع اللواء، لا لدنيا قد عملنا، نحن للدين الفداء، فليعد للدين مجده، وليعد للدين عزه، أو ترق منا الدماء).

 

من مجزرة الحرس الجمهوري  إلى مجزرة المنصة إلى  مجازر رابعة و النهضة و غيرها إلى صدور قانون التظاهر إلى اعتبار الإخوان جماعة إرهابية و قرصنة جميع أمولها و غلق جمعياتها وما زال شباب و شابات الإخوان في الشوارع يضطرون معارك  الحرية  ويدوسون على تلك القوانين واحدا تلو الآخر تحت نعالهم. و لم تبخل القيادات ولم تتوار فقدمت فلذات أكبادها في مشهد شديد الدلالة و الوضوح.

 

أما أنصاف الرجال من حركات ثورية و ما هي بالثورية في شيء و من ملؤوا الدنيا ضجيجا أيام الحرية في عهد مرسي مع قنوات الفلول و رويبضات الإعلام فاكتفوا بالصمت مفضلين السلامة و هم  يرون بحور الدماء و يتفرجون على قياداتهم التي انقلب عليها الانقلاب و هي ترمى بالسجون فلا عزاء للجبناء.

 

و في الأخير من ظن أن الباطل سينتصر على الحق فقد أساء الظن بالله فلا خوف فسينتصر الشعب المصري بإذن الله و لن تضيع دماء شهدائه و تضحيات شبابه و سيقود هذا العملاق الأمة إلى ما تستحقه من تقدم و ازدهار و ما ذلك على الله بعزيز..

الإخوان ومعركة الصمود/د.يحيى ولد محمد المختار

السراج TV