altقال تعالى: [الْأَخِلَّاءٌ يَوْمَئِذٍ بَعْضٌهٌمْ لِبَعْضٍ عَدٌوٌّ إِلَّا الْمٌتَّقٌينَ][1]

تعد الصحبة والأخوة أمرا مهما وضرورة من ضرورات الحياة التي تقتضي تواصل الإنسان مع إخوته وأقرانه، فهم يفيدونه ويستفيدون منه، ويخفف بعضهم عن بعض أعباء الحياة، وينبغي للمرء أن ينتقي من الأصدقاء والإخوان الصالح الذي يدل على الله في قوله وفعله وسلوكه فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (المرء على دين خليله فلينظر أحدكم من يخالل)[2].

إذا كنت في قوم فصاحب خيارهم

ولا تصحب الأردى فتردى مع الردي

عن المرء لا تسأل وسل عن قرينه

فكل   قرين   بالمقارن   يقتدي

ولقد أدرك أسلافنا أهمية القرين الصالح فحثوا على اختياره، يقول عمر بن الخطاب رضي الله عنه: "ما أعطي عبد بعد نعمة الإسلام خيرا من أخ صالح، فإذا رأى أحدكم ودا من أخيه فليتمسك به".

ويقول الحسن البصري رحمه الله: "إن لك من خليلك نصيبا، وإن لك نصيبا من ذكر من أحببت فتنقوا الإخوان والأصحاب والمجالس".

أنت  في  الناس  تقاس

بالذي اخترت خليلا

فاصحب  الأخيار  تعلو

وتنل  ذكرا  جميلا

والأخوة هي أجمل ما في هذه الدنيا بل هي روحها كما يقول مالك بن دينار: لم يبق من روح الدنيا إلا ثلاثة، لقاء الإخوان، والتهجد بالقرآن، وبيت خال يذكر فيه الله تعالى.

يقول الحسن البصري: إخواننا أحب إلينا من أهلنا وأولادنا، لأن أهلنا يذكروننا بالدنيا وإخواننا يذكروننا بالآخرة.

والأخوة الصادقة هي رأس مال المرء:

لعمرك ما مال الفتى بذخيرة

ولكن إخوان الثقات الذخائر

وقديما قيل: "لا تصحب من لا ينهضك حاله، ولا يدلك على الله مقاله"، لأن الطباع تسرق الطباع:

واختر لصحبتك من أطاعا

إن الطباع تسرق الطباعا

ولقد أحسن أحدهم حين قال:

نافس إذا نافست في حكمة

آخ إذا آخيت أهل التقى

ما خير من لا ترتجي نفعه

يوما ولا يؤمن منه الأذى

اختر إخوانك وأصحابك وردد دائما.....

أبدا أظل  مع  التقاة

مع الدعاة العاملين

الناشرين لواء أحـــــــ

ـمـد عاليا في العالمين

المنصفين المؤثريـ

ـن علـى النفوس الآخرين

معهم أظل مع  التقاة

مع الدعاة المسلمين

وهكذا يبقى الصاحب الصالح مرآة الأخيه يرى من خلاله وينير له دروب الحياة في عتمة دهر عز فيه القرين الصالح.

[1] سورة الزخرف، الآية: 67.

[2] رواه مسلم.