في رحاب النبوة..زيد وجه لعدل الرسالة/د.الشيخ التراد ولد محمدو |
الاثنين, 03 مارس 2014 09:49 |
الناظرفي سيرة محمد صلى الله عليه وسلم وصحابته رضوان الله عليهم يجد نفسه مبحرا في تاريخ عزنظيره، وحكايات نورتضيء سماء الكون بإشراقات جميلة، ولاغروفأنت أمام مدرسة الإنسانية ومدرسها الأول محمد صلى الله عليه وسلم،تلك المدرسة التي كان أول مفتتح لها بدارالأرقم بن أبي الأرقم، وكان من أوئل طلبتها مستضعفو مكة ، قبل أن تتسع فيما بعد لسادات القوم وعمائمهم، فيمايشبه فتحا جديداللمشروع الرسالي، الذي صار حديث القوم ،ومن هذه المدرسة النموذجية حدثتنا كتب السيروالتاريخ عن فتى من فتيانها عاش الظلم والاضطهاد في العهد الجاهلي وكان شاهدا حيا على أول انطلاقة لإعلان عالمي لحقوق الإنسان: زيد.. من قهرالاستعباد إلى متنفس الحرية تروي كتب السير والتاريخ قصة الترحال التي عاشها الفتى زيد بن حارثة قبل إسلامه، ففد كان الفتى ضحية لغارة نفذتها إحدى القبائل ، حيث تم اختطافه فيها وقدكان بصحبة أمه في زيارة عائلية، لتبدأ رحلة الفتى مع الاغتراب ، فقد بيع زيد في أسواق النخاسة، حيث اشتراه حكيم بن حزام لعمته خديجة بنت خويلد رضي الله عنها،وكان في حوزتها فترة من الزمن فلما تزوجها رسول الله صلى الله عليه وسلم،وهبته زيدا رضي الله عنه . زيد بين خيارين.. وتقص كتب السير حادثة التبني لزيد بن حارثة بعد ذلك، فما إن علم والد زيد بنبإ اختفاء ابنه ،حتى ظل يسأل عنه قبائل العرب وعيرها،وينشد أبيا حزينة على فقده هذا مطلعها: بكيت على زيد ولم أدر ما فعل... أحي فيرجى أم أتى دونه الأجل فو الله ما أدري وإن كنت سائلا... أغالك سهل الأرض أم غالك الجبل وقد جاءت بعض قوافل قبيلة زيد في موسم الحج والتقته هناك ، حيث حملهم زيد أبياتا إلى أهله وعشيرته كانت بمثابة رسالة تطمين، ولوحة مختصرة عن الاختفاء القسري الذي تعرض له ليحل فيه زيد ضيفا عزيزا على الأسرة النبوية: أحن إلى قومي وإن كنت نائيا... فإني قعيد البيت عند المشاعر فكفوا من الوجد الذي قد شجاكم... ولا تعملوا في الأرض نص الأباعر فإني بحمد الله في خير أسرة... كرام معد كابرا بعد كابر وجاء حارثة في طلب ابنه وقدم فدية لعودة ابنه إليه ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم هل لا دعوته فخيرته بيني وبينك، وعلى الفور قبل الأب هذا العرض لإحساسه أن زيدا سيفضل أباه ، ودعي زيد للتعبير عن خياره وعلى الفور خاطبهم قائلا" ما أنا بالذي أختار عليك أحدا أنت مني بمنزلة الأب والعم"، فلما راجعه أبوه في الأمر قال له "قد رأيت من هذا الرجل شيئا، ما أنا بالذي أختار عليه أحدا"، وحينها خرج محمد صلى الله عليه وسلم وأعلن تبنيه لزيد قبل إبطال التبني. إسلام زيد.. وقد كان زيد بن حارثة كما تروي كتب السير أول من أسلم من الموالي رضي الله عنه وظل زيد حب رسول الله صلى الله عليه وسلم كما يلقب ملازما لبيت النبوة، وهناك تربى على الشمائل المحمدية، وهاجر زيد بن حارثة رضي الله عنه إلى المدينة وهناك كان الفتى على موعد مع زواج لم يتصور في عرف ذلك التاريخ الأسود الجاهلي، فلم يكن يتوقع أن يتزوج مولى من شريفات القوم،لكنه زواج تمت مباركته من المولى عز وجل بقرآن يتلى إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها، ولعله أمر شهد استغرابا من جهلة المجتمع واعتبره العقلاء بمثابة ثورة إنسانية على عرف جاهلي ظالم. وقد شهد زيد بن حارثة حب رسول الله صلى الله عليه وسلم غزوات مع رسول الله صلى الله عليه وسلم قبل استشهاده رضي الله عنه في غزوة مؤتة، وكان قائد الجيش حينها رضي الله عنه، لتطوى بذلك قصة فتى سكن رأى بنفسه كيف تنتهك الأعراف الجاهلية براءة الطفولة في أبرز تجل لموت الضمير الإنساني، وفي الوقت نفسه كان شاهدا على عدل الرسالة السماوية التى حملها رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى الإنسانية. |