كلام ربي/ميمونة بنت سيدي |
الأحد, 09 مارس 2014 11:19 |
إن من قاموا بهذا الفعل الشنيع لم يفهموا القرءان ولم يعيشوا معه ولم يطمئنوا بتلاوته، فهو كتاب الله المعجز الخالد وهداية للناس أجمعين ، قال تعالى : " كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ إِلَيْكَ لِتُخْرِجَ النَّاسَ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ "[1]، والتعبد بتلاوته آناء الليل وأطراف النهارتقرب إلى الله ، قال تعالى : " إِنَّ الَّذِينَ يَتْلُونَ كِتَابَ اللَّهِ وَأَقَامُوا الصَّلاةَ وَأَنْفَقُوا مِمَّا رَزَقْنَاهُمْ سِرّاً وَعَلانِيَةً يَرْجُونَ تِجَارَةً لَنْ تَبُورَ "[2]، فيه ضبط للسلوك، وتنظيم للحياة، من استمسك به فقد استمسك بالعروة الوثقى لا انفصام لها، ومن تركه ودنسه وطلب الهدى في غيره اضله الله ضلالاً بعيداً ، ولقد أعجز الله الخلق أن يأتوا بمثله أو بسورة منه ، قال تعالى : " وإن كنتم في ريب مما نزلنا على عبدنا فأتوا بسورة ممن مثله وادعوا شهداءكم من دون الله إن كنتم صادقين "[3]، والقرآن مكتوب في المصاحف، محفوظ في الصدور، مرتل بالألسنة، مسموع بالآذان، فالاشتغال بالقرآن من أفضل العبادات، ومن أعظم القربات، كيف لا يكون ذلك، وفي كل حرف منه عشر حسنات، وسواء بتلاوته أو بتدبر معانيه، وقد عرض الله فيه علم كل شيء، ففيه الأحكام والشرائع، والأمثال والحكم، والمواعظ، والقصص ونظام الكون وسيرورته، فما ترك شيئا من الأمور إلا وبينه، وما أغفل من نظام في الحياة شيئا، قَالَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " كِتَابُ اللَّهِ فِيهِ نَبَأُ مَا قَبْلَكُمْ، وَخَبَرُ مَا بَعْدَكُمْ، وَحُكْمُ مَا بَيْنَكُمْ، هُوَ الْفَصْلُ لَيْسَ بِالْهَزْلِ، هُوَ الَّذِي مَنْ تَرَكَهُ مِنْ جَبَّارٍ قَصَمَهُ اللَّهُ، وَمَنِ ابْتَغَى الْهُدَى فِي غَيْرِهِ أَضَلَّهُ اللَّهُ، فَهُوَ حَبْلُ اللَّهِ الْمَتِينُ، وَهُوَ الذِّكْرُ الْحَكِيمُ، وَهُوَ الصِّرَاطُ الْمُسْتَقِيمُ، وَهُوَ الَّذِي لَا تَزِيغُ بِهِ الْأَهْوَاءُ، وَلَا تَلْتَبِسُ بِهِ الْأَلْسِنَة، وَلَا يَشْبَعُ مِنْهُ الْعُلَمَاءُ، وَلَا يَخْلَقُ عَنْ كَثْرَةِ الرَّدِّ، وَلَا تَنْقَضِي عَجَائِبُهُ، وَهُوَ الَّذِي لَمْ يَنْتَهِ الْجِنُّ إِذْ سَمِعَتْهُ أَنْ قَالُوا ( إِنَّا سَمِعْنَا قُرْآنًا عَجَبًا )[4]، هُوَ الَّذِي مَنْ قَالَ بِهِ صَدَقَ، وَمَنْ حَكَمَ بِهِ عَدَلَ، وَمَنْ عَمِلَ بِهِ أُجِرَ، وَمَنْ دَعَا إِلَيْهِ هُدِيَ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ "[5] هذا هو كتابنا، هذا هو دستورنا، هذا هو نبراسنا، إن لم نقرأه نحن معاشر المسلمين وندافع عنه ونتمسك به فهل ننتظر من اليهود والنصارى والملحدين وأتباعهم أن يقرؤوه، قال تعالى : " وقرآناً فرقناه لتقرأه على الناس على مكث ونزلناه تنزيلا "[6]، فما أعظمه من أجر لمن قرأ كتاب الله ، وعكف على حفظه ودافع عنه ووقف في وجه موجات النيل منه ابتغاء وجه الله ورجاء للأجر والمثوبه. [1] سورة النور ، الآية: [2] سورة فاطر، الآية: [3] سورة البقرة، الآية: [4] سورة الجن، الآية: [5] أخرجه الدارمي [6]سورة الإسراء، الآية: |