لقد كان في قصصهم عبرة/محمد سالم القرشي |
الثلاثاء, 11 مارس 2014 00:51 |
إن الدارس لسيرة النبي صلي الله عليه يجد تاريخا مجيدا وماضيا مشرقا حفل بأحداث ووقائع كانت لها بصمات في صناعة الحضارة .جسدها النبي صلي الله عليه وسلم في حياته كانت تربية الصحابة تعكس لونا من ألوان تلكم السيرة العطرة ترجمها ذلكم الجيل الذي تفاني في خدمة النبي صلي الله عليه وسلم ونصرة دينه والذب عنه بشتي أنواع التضحية والفداء اذكر بعضها لتكون ذكري لمن كان له قلب وقبسا لمن أراد أن يستضيئ بها فلقد ضربوا نماذج وصورا تستحق أن يقف عندها المسلم وقفة تأمل وتبصر فهي منهل معين وبحر زاخر مع أن كل واحدمنهم ينسيك في الثاني فهم طائفة اختارهم الله لصحبة نبيه فاصطفاهم واجتباهم له ءامنوا برسوله وصدقوا كتابه ورفعوا راية دينه وفي ذلك أسرار وحكم يحتاج اللبيب العاقل والمدكر الحاذق أن يتتبعها ليقطف دررا فريدة ويستخلص عبرا مفيدة من تاريخهم الوضاء وأيامهم النضرة.شدني أن أكتب فيها لتحفيز الشباب وتذكيرهم بأمجادهم وأنا أري أمورا مزرية تعصف بأمتنا ممايكادلها ويحاك وفتية يريدون الانسلاخ من ذلك التراث متأثرين ببعض الاراء ومنبهرين ببعض الأفكار التي يقبل منها ويرد. إني تذكرت والذكري مأ رقة مجدا تليدا بأيدينا أضعناه استرشدالغرب بالماضي فأرشده ونحن كان لنا ماض نسيناه ذلك أن الصحابة ماصنعوا تلك الامجاد وفتحوا القلوب والامصار إلا باتصافهم بصفات جعلت منهم مصابيح للدجي وقادة للعالم من الهندإلي الصين ومن المشرق إلي المغرب ومن المحيط إلي الخليج من ذلك السرالبديع نستلهم مفاهيم تكون لنا عونا في مسيرتنا الدنيوية وسيرنا إلي خالق البرية أولها أنهم عرفوا أن بينهم وبين الله بيعة فاشتغلوا بتحقيق تلك الصفقة التي تكشف عن تلك العلاقة التي بين العبد وربه فأخذوها بيعة نافذة أنهوا أمرهاوأمضوا عقدها وبذلك عاشواحياتهم للوفاء بها إن الله اشتري من المؤمنين أنفسهم وأموالهم بأن لهم الجنة ياسيدالخلق طب نفسا بطائفة باعوا إلي الله أرواحا وأبدانا قادوا السفين فما ضلوا ولا اضطربت وكيف لا وقد اختاروك ربانا ثانيا فهموا مقاصد القرءان وغايات الشريعة وفلسفة الحياة ومنه تبين لهم أنهم لم يخلقواعبثا فلم يتركوا أوقاتهم تضيع سدي وعندي آمال أريد بلوغها تضيع إذا لاعبت دهري وتذهب بل علموا الحكمة من إيجادهم ومنها عمارة الارض هو أنشأكم من الأرض واستعرمركم فيها لأجل ذلك سيروا الجيوش وقطعوا الوهاد وجابوا الامصار وفتحوا الفتوحات فأذعنت لهم الامصار وخضعت لهم الاقطار ودان لهم العباد حتي كان الواحد يقف مخاطبا ابتعثنا الله لإخراج العباد من عبادة العباد الي عبادة رب العباد فعمروا الأرض بناء الدولة وتقنين المؤسسات وسياسة الناس بميزان العدل ثالثا تحقيق العبودية المطلقة قل إن صلاتي ونسكي ومحاي ومماتي لله رب العالمين لا شريك له وبذلك أمرت وأنا أول المسلمين وكان إدارك الصحابة لهذه الغاية إدراكا عميقا وفهمهم إياها فهما دقيقا لما امتازوا به من فهم دلائل النصوص وفحوى الخطاب فلم يحصروا العبودية في العبادة المجردة كالصلاة والحج والزكاة بل نظروا إليها إلي أبعد من ذلك فجمعوا بين العبادات والمعاملات والاقوال والافعال والشكل والجوهر فكانت نظرتهم نظرة شمولية فلم يتركوا جزئية من الدين وبذلك علم أنهم فهم هذا المقصد العظيم فكانوا عبادا بالليل اسودا في النهار متئاخين فيما بينهم من الذين لبست فيهم ونحن مع النبي مجاهدونا شعارا احمرا لما استجابوا لأحمر مثله مستشعرينا رابعا تحقيق ماهية الاستخلاف في الأرض وإذ قال ربك للملائكة إني جاعل في الارض خليفة من خلال تحملهم تلك الامانة التي حملهم إياها رسول الله صلي الله عليه وسلم وهويخطب فيهم ناكتا أصحبه إلي السماء وبذلك لم تنم أجفانهم ولا ارتاحت أبدانهم وقليل منهم من مات في مهد مولده ومسقط رأسه فكان خلفاء حق لرسول الله في أمته وكان أمنة للأمة أخليفة الرحمن إنا معشر حنفاء نسجدي بك بكرة وأصيلا عرب نرى لله في أموالنا حق الزكاة منزلا تنزيلا ولأجل ذالك كان تصرفاتهم محكومة بالشريعة وقد أعطوا من الطاقات والمواهب وهيأ لهم من الأسباب والآليات ما مكنهم من أداء هذه الأمانة لما علم الله في قلوبهم من خير إن يعلم الله في قلوبكم خيرا يؤتكم خيرا بهذه العوامل وتلك الخصال تميزا لصحابة فكانوا جيلا ربانيا فريدا مثل عصرا ذهبيا في تاريخ هذه الأمة بيد أن الأمة التي أنجبتهم أمة ولودة والخير فيها باق إلي قيام الساعة والدين الذي به رفع الله ذكرهم وعلا نجمهم وسمت حياتهم هو الدين الذي أوصلوه إلينا ونهضة مقيدة بالرجوع إلي ذلك المعين الذي نهلوا منه والدين الذي أقاموه فتشبهوا إن لم تكونوا مثلهم إن التشبه بالكرام فلاح تلكم نتف يسيرة وشذرات فريدة نتاج تلك المدرسة التي تربت في حقبة النبي صلي الله عليه وسلم والتي عاشت الاسلام واقعا في حياتها عبادة وسلوكا عملوا علي تحقيق تلك المفاهيم من تسييس شؤون الدولة وتعاملهم مع الفتوحات وتشيدهم للمدن بالعمران وإدارتهم للحروب ومسايرتهم للثقافات والشعوب وآلياتهم في دعوتهم التي تتبعوها في التعامل مع المجتمعات في الغزو والفتوحات ونظرتهم الشمولية بسمو في الأخلاق وقوة في الايمان وبرمع الاهل ورحمة مع الاخوان وشدة بعدل مع الاعداء وتعدد أدوارهم في خدمة هذا الدين فحفظوا حق الله ولم يضيعوا حقوق الاخرين فكان منهم المجاهد الشجاع والشاعر الخنذيذ والعيلم المفسر والتقي الورع كل سخر جهوده ومهاراته في سبيل خدمة هذا الدين وكلهم من رسول الله ملتمس رشفا من البحر أو غرفا من الديم
|