تمزيق المصحف/محمد ولد الشيخ
الخميس, 13 مارس 2014 01:35

altalt .

 بهذه العبارات على قناة الساحل وصلني الخبر ولقدكان صادما وفوق كل المقايس وبقدر ما أغضبني فلقد أخافني ففزعت الى كتابة هذ المقال لأعرض فيه بعض النقاط التي أرى انها من الأهمية بمكان خصوصا ان الجرم أثار غضباً عارماً حَريٌ به ان يقوًمَ بعض اعوجاج انفسنا الذي أراه المسؤل الخفي عن هذه الفعلة المشينة.

1-القرآن تاريخيا أ- توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم وحفظة القرآن اكثر عددا من المصاحف ب- حفظ القرآن كان مقترنا بالعمل به ولا أدل على ذالك من قول حذيفة رضي الله عنه: بئس أنا من حاملٍ للقرآن ان أوتيتم من جنبي. ج- كان القرآن مُحَكماً بين الناس وحاكما عليهم. د- كان الناس على قدرٍ من معرفة اللغة يتيح لهم فهم ما في القرآن حتى ان كفارهم كانو يتأثرون به وذالك بين في غيرما موضع من التاريخ النبوي. ه- كان القرآن على العهد النبوي عاملا مهما في منزلة الأفراد فكانت الأمامة للأحفظ وفي بعض الأحيان يكون المهر بضع سور 2- الأسباب وراء تمزيق المصحف  أرى ان المقارنة بين تاريخ القرآن وواقعه اليوم يساعد على فهم الأسباب وراء هذه الحادثة فأي شخص يعيش في بلدنا يدرك اليوم ان حفظ القرآن يتناقص, والعمل بأوامره ينحسر, وفهم نصوصه يكاد ينعدم, والدائرون في فلكه مؤخرون في دواليب الدولة, والأمة المؤمنة به متأخرة في ركب الأمم. لذالك الذين مزقوه لم يعرفو حرمته فمن لم يقرأ القرآن ولم يفهمه ولم يُحكم به ولم يُؤخره جهلهُ به ولم يُقدم غيره عِلمه به يصبح القرآن في نظره لايعلو شأنه على غيره من الخطوط التي يزدحم بها غيرُ المصحف من الكتب. أيها الغضبون للقرآن حُق لكم ان تغضبوا ولكن حُق عليكم ان تسألو انفسكم ألم تمزقوا أنتم القرآن؟ ان التمزيق الحقيقي للقرآن هو ان لايُحفظ ولا يحَكًم ولا يُعمل به ولا يُتعبد بتلاوته آناء الليل وأطراف النهار. ان هذ القرآن لم يُنزل ليُزخرف في بطون الكتب ولا لتُزين به جدران الغرف وانماهواسلوب حياة يَدينُ به الفرد ويُنَظمُ به المجتمع وتَحكمَ به الدولة فإن غُيب عن هدفه أصبح عُرضة لمثل هذه الأفعال 3- نبرأ الى الله من هذ الفعل وننكره  ان من ينظر الى خريطة موريتانيا يرى فيها ما يَحِق ان يُوقف عليه. فشمالها تحده دول شمال افريقيا حيث تدكها الزلازل دكا, وجنوبها وشرقها تحده دول غرب افريقيا التي تمزقها الحروب شر ممزق, وغربها وراء الأطلسي تعصف به الأعاصير والعواصف الهوجاء. فعلينا ان ندرك نعمة الدعة التي نعيش وان نعلم ان تغيرها بين الكاف والنون وان شأتم فاقرأو قوله تعالى: قُلْ هُوَ الْقَادِرُ عَلَىٰ أَنْ يَبْعَثَ عَلَيْكُمْ عَذَابًا مِنْ فَوْقِكُمْ أَوْ مِنْ تَحْتِ أَرْجُلِكُمْ أَوْ يَلْبِسَكُمْ شِيَعًا وَيُذِيقَ بَعْضَكُمْ بَأْسَ بَعْضٍ ۗ انْظُرْ كَيْفَ نُصَرِّفُ الْآيَاتِ لَعَلَّهُمْ يَفْقَهُونَ صدق الله العظيم.

تمزيق المصحف/محمد ولد الشيخ

السراج TV