حراسة الدعوة وحماية الفكرة/ ماهر إبراهيم جعوان |
الخميس, 27 مارس 2014 04:10 |
حراسة المفاهيم والأسس والمبادئ في أوقات الصعاب واجب لا مناص عنه للمخلصين الأوفياء فلا يجوز تأخير البيان عن وقت الحاجة وهذا وقت الوفاء للدعوة وحراستها وحماية الفكرة والتمسك بها لأنه عنوان النصر المبين. فهذا أنس بن النضر لما أشيع مقتل رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم أحد وقد قعد البعض عن الجهاد فقال: ما تصنعون بالحياة بعده؟ قوموا فموتوا على ما مات عليه وهذا أبو عبيدة بن الجراح يحث الصحابة على سرعة مبايعة أبي بكر قبل تجهيز النبي صلي الله عليه وسلم فأطلق عليه أمين الأمة وهذا هارون الرشيد لما سأل عن عدد الحجيج وأعجب بجهده في عمارة البيت الحرام فإذا بأبي حازم شيخه ومعلمه يرده إلي المبادئ والثوابت فقال يا أمير المؤمنين كل واحد يأتي يوم القيامة مسئولا عن نفسه وتأتي أنت مسئولا عن هؤلاء ولاشك أن المدد الثوري التربوي من أولى المبادئ والأسس والثوابت التي نحيا به فبالتربية والتكوين نصل إلى التمكين بصف رباني قدوة قادر على التغيير والتأثير وحشد المجتمع حول مبادئ الحكم الرشيد التواصل المجتمعي والإقناعومناقشة الحجة بالحجة بعيداً عن العصبية والتشنج وقولوا للناس حسنا وكسب القلوب مقدم على كسب المواقف ومفايح القلوب بيد الله (القلوب بين إصبعين من أصابع الله يقلبها كيف شاء) الترمذي ليتحول كل فرد إلى وحدة إعلامية متنقلة بين الأهل والجيران والأحباب والزملاء لمواصلة الحشد بالميادين وخير معين لنا هى الصلة الدائمة والمستمرة والمستقرة بالله تعالى والتعلق بالآخرة هي مفتاح النصر (عنأبي هريرةرضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن الله تعالى قال من عادى لي وليا ، فقد آذنته بالحربوما تقرب إلي عبدي بشيء أحب إلي مما افترضت عليه،ولا يزال عبدي يتقرب إلي بالنوافل حتى أحبه، فإذا أحببته ، كنت سمعه الذي يسمع به ، وبصره الذي يبصر به ، ويده التي يبطش بها ، ورجله التي يمشي بها ، ولئن سألني لأعطينه ، ولئن استعاذني لأعيذنه) البخاريفحراكنا مابين الحشد بالميادين ورص الصف لله (قم فأنذر)(قم الليل) صف لا يعرف الراحة إلا عند أول قدم في الجنة ويكره السكون والعجز ويقهر الأعذار ويسارع في الخيرات ما وجد إلى ذلك سبيلا ذو همة عالية وطاقة جبارة ولن يتأتي ذلك إلا بالمحافظة على ثوابتنا التربوية ومناخاتنا الإيمانية الفردية والجماعية حتى في أصعب الظروف (وَاتْلُ مَا أُوحِيَ إِلَيْكَ مِنْ كِتَابِ رَبِّكَ ۖ لَا مُبَدِّلَ لِكَلِمَاتِهِ وَلَنْ تَجِدَ مِنْ دُونِهِ مُلْتَحَدًا، وَاصْبِرْنَفْسَكَ مَعَ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّيُرِيدُونَ وَجْهَهُ ۖ وَلَا تَعْدُ عَيْنَاكَ عَنْهُمْ تُرِيدُ زِينَةَالْحَيَاةِ الدُّنْيَا ۖ وَلَا تُطِعْ مَنْ أَغْفَلْنَا قَلْبَهُ عَنْذِكْرِنَا وَاتَّبَعَ هَوَاهُ وَكَانَ أَمْرُهُ فُرُطًا ،وَقُلِ الْحَقُّ مِنْ رَبِّكُمْ.....) والأخوة الحقيقيةعنوان الوفاء والصدق في البيعة التي تجري في عروقنا ومن لم يشكر الناس لم يشكر الله فتحية للأوفياء لدينهم ودعوتهموقضايا أمتهم ولإخوانهم وأخواتهم الذين سخروا بيوتهم وأهليهم وأبنائهم فداءا لعقيدتهم تحية لهم وإن بعدت المسافات وغابت الأجسادوالأشكال والهيئات ولكن تلتقي الأرواح على غير نسب ولا مصلحة في رباط قويلا تنفك عقده موثوق بحبل الله المتين متعاهدين بالسير على الطريق لا نقيلولا نستقيل (الأرواحُجنودٌمجنَّدةٌ. فما تعارف منها ائتَلَف . وما تناكَر منها اختلف) مسلم جمع بيننا الخلق القويم والمنهاج المبين وسنة الهادي الأمين صلىالله عليه وسلم ومسؤلية العمل للدين ورفع راية الأوطان ولواء الحق المبين كل منا من مكان مختلف من بيت مختلف من عائلة مختلفة أعمالنا وأعمارنا متفاوتة ولكن الله ألف بيننا دونما اجتهاد (وَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ لَوْأَنْفَقْتَ مَا فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا مَا أَلَّفْتَ بَيْنَ قُلُوبِهِمْوَلَكِنَّ اللَّهَ أَلَّفَ بَيْنَهُمْ إِنَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ) كما ألفبين بلال الحبشي وصهيب الرومي وسلمان الفارسي وأبا بكر القرشي ثبات ويقين بالنصر المبينوفرجالله القريب وقضاءه النافذ ومشيئته التي لا ترد وحكمته الغير خافية على المؤمنين ، نؤمن يقينا بعدالةقضيتنا واتصالها بالسماء فمن أجلها أرسل الرسل وأنزلت الرسالات واستشهد الأخيار إنها قضية حق وباطل نؤمنبأن الله معنا ولن يترنا أعمالنا فيد الله تعمل في الخفاء تمهد لدينه وتغرسلدعوته وتحفظ أولياءه فربكم يمهد لأمر عظيم ولابد له من تضحيات عظام فيعد جيلا الآن في الميادين ولاسيما الشباب والأطفال والنساء تحوطه عناية السماء لتنتهي مرحلة التية التي عاشتها الأمة سنوات طوال وجهدناوجهادنا اليوم ليس لمصر وحدها وإنما لخلافة راشدة وأستاذية العالم لعودة الأندلسوتحرير الأقصي المبارك وفتح روما والثبات في هذه الأحداث الجسامحتى يأتي وعد الله هو الذي يجلب رضى الله (لَقَدْ رَضِيَ اللَّهُ عَنِ الْمُؤْمِنِينَ إِذْيُبَايِعُونَكَ تَحْتَ الشَّجَرَةِ فَعَلِمَ مَا فِي قُلُوبِهِمْفَأَنْزَلَ السَّكِينَةَ عَلَيْهِمْ وَأَثَابَهُمْ فَتْحًا قَرِيبًا) فتحاداخليا محليا قريبا ثم أتت الآيات تبشر بالفتح العالميفاستعينوا بالله وابشروا (هو الذي أرسل رسوله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله وكفى بالله شهيداً) (وَيَوْمَئِذٍ يَفْرَحُ الْمُؤْمِنُونَ بِنَصْرِ اللَّهِ يَنْصُرُ مَنْ يَشَاءُ وَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ) (وَيَقُولُونَ مَتَى هُوَ قُلْ عَسَى أَن يَكُونَ قَرِيبًا)
|