فاقصص القصص لعلهم يتفكرون/محمد سالم القرشي |
الجمعة, 04 أبريل 2014 23:01 |
تعددت أساليب القصص القرآني في عرضه لقصص الذين سلفوا من الامم الماضية. وقد اشتمل القصص القرآني علي الأدب والدين والتاريخ فكان التلاقي بين المجالات الثلاث سببا من أسباب جمال ذلك القصص الذي يخاطب حاسة الوجدان الدينية بلغة أدبية راقية في أسلوب مميز فريد عارضا أمامنا جملة من وقائع التاريخ التي لاريب فيها متضمنة توجيهات وحكما في طيات هذا القصص محددة معايير وأسسا في بناء الذات وصناعة الفكر مقررة براهين إيمانية تتناسب في منهجها مع مقاصد القرءان وغاياته مع جزالة لفظ ودقة في وصف وروعة في تعبير وجمال في صورة بأسلوب لطيف تنزيل من حكيم حميد. ومن أضرب القصص القرآني ما سرده من نبإ موسي وفرعون بالحق لقوم يؤمنون. في تصوير بديع لقصة موسي’ أن ائت القوم الظالمين قوم فرعون ألا يتقون. إلي فرعون وهو يعاند رسالة الله بكل ما أوتي من قوة وسلطان وجبروت وطغيان ما أريكم إلا ما أري وماأهديكم إلا سبيل الرشاد.وحاشيته الذين زينوا له القبيح وخشنوا له الحسن فألبسوا الحق بالباطل وجحدوا بآيات الله وكتموا الحق وهم يعلمون .مع سوء سريرته وفساد طويته وهو يرفع شعار الاصلاح مدعيا حراسة الدولة إني أخاف أن يبدل دينكم أو أن يظهر في الارض الفساد مدعما رأيه بأقوال سدنته الذين لا يحيدون عن رأيه ولا يخرجون علي قوله أتذر موسي وقومه ليفسدوافي الارض ويذرك وآلهتك معجبروتهعليقومهوظلمهللعبادوغطرسته في البلاد وماأمر فرعون برشيد.ووزير سريرته أسوأ منزلة من سيده ,ورجل أعمال بغي في الارض الفساد وكفر بأنعم الله إن فرعون وهامان وجنودها كانوا خاطئين وسحرة منتفعين غايتهم المال وبغيتهم الجاه لا يلوون علي شيء هدفهم لعلنا نتبع السحرة إن كانوا هم الغالبين هكذا صور القرآن أركان دولة فرعون التي ترجمت الظلم وكانت مدرسة للاستبداد وقدمت فيه نموذجا صار مثلا للآخرين لا يعدله شيء من قبل وربك أعلم من يضل ممن يأتي من بعد. وبسط وقوف موسي مبشرا ومنذرا صادعا بما يأمر فأظهر الحق وأبانه وحارب الباطل وأدحضه قائلا في وجه فرعون إني لأظنك يا فرعون مثبورا ولله في خلقه شؤون لحكمة بالغة قضاها يستوجب الحمد علي افتضاها ولقد أشبع القرآن الحديث عن فرعون وظلمه وعلوه وفساده,من استضعاف قومه واستخفافه بهم وقهره للرجال وإ ذلاله للنساء وقتله للأطفال وهو يذيق قومه سوء العذاب لا يرقب فيهم إلا ولا ذمة وذلك عمل المفسدين, بعد هذا كله يخرج القرآن بخلاصة عن فرعون وملائه والذين آمنوا بموسي وعرفوا الحق المبين لشتان ما بين اليزيدين في الندي يزيد سليم والاغر بن حاتم فأورث الله الذين استضعفوا مشارق الأرض ومغاربها وأهلك فرعون وجنوده فنبذناهم في اليم وهو مليم .فجعله الله ءاية للعالمين وعبرة للمعتبرين فأين السهى من شمس الضحى وأين الثري من الثريا. وعلي كل فإن هذه القصة قد أشار إليها القرآن في مواطن كثيرة يمكن حصرها وعدها ,ذكر في كل سورة ما يناسبها من هذه الملحمة التاريخية التي عكست حياة ظالم قاسي قومه منه الشدائد والأذى
وما ذكرها القرآن إلا لغاية وحكمة عرفها من عرفها وجهلها من جهلها فإن فيها ءايات للمتوسمين وذكري لقوم يعقلون وتنبيه للظالمين الذين هم في غفلة ساهون عن ما حاق بالذين ظلموا ممن كانوا قبلهم وما للظلم من آثارا وآفات علي الفرد والمجتمع والدولة و مع تجدد الزمان وتقلب الأيام وترادف السنين يعيد التاريخ نفسه ليشهد أشكالا من الظلم والضيم في بيئة مغايرة مع تغير الأحوال والعوائد والأزمنة والناس وتلك الامثال نضربها للناس وما يعقلها إلا العالمون
كتبه المتوكل علي الله محمد سالم القرشي |