altقال تعلى: [وَللهِ الَاسْمَاءٌ الْحٌسْنَى فَادْعٌوهٌ بِهَا][1]

الدعاء نور اليقين، وسلاح المؤمنين، وسراج المتقين، وقرة أعين القانتين، فيه لذة أرواحهم، وانشراح صدورهم، وهو برهان الإيمان، ومخ العبادة، والدليل الصادق على ذل العبودية، لأنه يعبر عن أحتياج العبد إلى خالقه الذي قال في كتابه العزيز: [أدْعٌونِي أَسْتَجِبْ لَكٌمْ][2].

فالله سبحانه القريب يسمع كل دعاء، وقال مرشدا عباده إلى دعائه: [وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنَّي فَإِنَّي قَرِيبٌ أٌجِيبٌ دَعْوَةَ الدَّاعِي إِذَا دَعَانِي][3].

وقد بشر النبي صلى الله عليه وسلم الداعي من أمته بالإجابة من الله تعالى فقال:(ما من رجل يدعوا بدعاء إلا أستجيب له، فإما أن يعجل له في الدنيا، وإما أن يؤخر له في الآخرة، وإما أن يكفر عنه من ذنوبه بقدر دعائه ما لم يدع بإثم ولا قطيعة رحم)[4].

وعلى العبد أن لا يمل من الدعاء ولا يتعجل الإجابة، فالدعاء لا يخلوا من ثلاث حالات: إما أن يعجل لصاحبه في الدنيا، وإما أن يدفع عنه من السوء مثل دعائه، وإما أن يدخر له في الآخرة وفي جميع الحالات فإن الداعي رابح، لذلك علينا جميعا أن نلزم كثرة الدعاء والتضرع للمولى عز وجل حتى نحقق العبودية والعبادة معا لما فيه من التذلل والخضوع والفقر لله جل شأنه.

وللدعاء أوقات وأماكن يستجاب فيها على الداعي تحريها واستغلالها، كيوم الجمعة ويوم عرفة وعشر ذي الحجة، وشهر رمضان وأثناء نزول المطر وبين الأذان والإقامة، وفي ثلث الليل الأخير، ودعوة الأخ لأخيه في ظهر الغيب، ودعوة الوالدين لأولادهما وهكذا فإن الدعاء في مثل هذه الأزمنة والأمكنة مرغب فيه، ومع ذلك فإن على المؤمن أن لا يقطع الدعاء في كل وقت لعله يصادف ساعة إجابة.

ومن أهم شروط استجابة الدعاء الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم، وإخلاص النية لله سبحانه وتعالى، والتيقن من الإجابة، وأن لا يدعوا بإثم ولا قطيعة رحم.

دعوناك مولانا بأسمائك الحسنى

                              لتذهب عنا  الهم والغم  والحزنا

دعوناك  يا لله  بالله  نبتغي

                          به الهدي في الدارين والأمن واليمنا

وهكذا فإن الدعاء سلاح المومن، ومخ العبادة، ويعكس مدى تعلق العبد بربه وإخلاصه له وتوكله عليه، ويبقى على الداعي أن يكون على ثقة بأن الله سبحانه وتعالى يستحي من عبده إذا مد إليه يديه أن يردهما صفرا.

[1] سورة الاعراف، الآية: 180

[2] سورة غافر، الآية: 60

[3] سورة البقرة، الآية: 185

[4] رواه مسلم.