توحيد رؤية الهلال..الجدل المتواصل/د.الشيخ التراد ولد محمدو
الثلاثاء, 20 مايو 2014 17:24

د.الشيخ التراد ولد محمدود.الشيخ التراد ولد محمدولاتزال قضية توحيد الرؤية في مسألة الهلال أمرا مطروحا في بلاد المسلمين رغم التطور الحاصل في مجال الاكتشاف ودواعي التقارب في توحيد الرؤية، ويعود سبب هذا الخلاف المحتدم بين الأقطار العربية والإسلامية إلى الجدل الفقهي الدائر حول المسألة المثارة ، يرجع في مجمله لحديثين شهرين في الباب ، الحديث الاول والذي رواه سبعة من الصحابة "صوموا لرؤيته وأفطروالرؤيته فإن غم عليكم فأكملوا عدة شعبان ثلاثين ".

وهذاالحديث يوجه خطابا لجميع المسلمين بالاكتفاء بالرؤية الواحدة للهلال، أما الحديث الثاني فمارواه مسلم عن كريب أن أم الفضل بنت الحارث بعثته إلى معاوية بالشام فقال قدمت الشام فقضيت حاجتها ، واستهل علي هلال رمضان وأنا بالشام فرايت الهلال ليلة الجمعة ثم قدمت المدينة في آخر الشهر.. فسأله عبدالله بن عباس متى رأيتم الهلال فقلت رأيته ليلة الجمعة فقال أنت رأيته فقلت نعم ورآه الناس وصاموا وصام معاوية،قال لكنا رأيناه ليلة السبت فلانزال نصوم حتى نكمل ثلاثين يوماأونراه فقلت ألاتكتفي برؤية معاوية؟ فقال لا هكذا أمرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم".

وهذا الحديث ورد بروايات تدل على توحيد الرؤية، ثم إن الشارع قديأمر بأمر عام لكافة المسلمين وهذا العموم مرتبط بإمكانية تطبيقه في واقع الامر،"إذاأمرتكم بأمر فأتوا منه مااستطعتم" فإذا تعذر هذا الأمر في القرون السالفة فإنه ممكن اليوم لوجود من ينقل الخبر عن رؤية الهلال، وقدكان الناس في عهد الخلافة العثمانية يصومون ويفطرون في يوم واحد، واليوم بعد وجود وسائل متطورة مايزال المسلمون مختلفون في هذه المسألة.

وعلم الفلك من تلك الأشياءالمساعدة في توحيد الرؤية، حيث تطور إلى حد أصبح الآن يحددون الهلال ومتى يرى الهلال وفي أي بقعة ، بل ومتى تستحيل الرؤية، وهذاالعلم أصبح منضبطا والشارع يربط أحكامه بالانضباط والاطراد،ومن هنا ينبغي اعتماده ، ثم أي عبادة هي أفضل عندالله عزوجل الصلاة أم الصوم؟ فالناس يعتمدون الحساب الفلكي في أفضل العبادات وهي الصلاة ولايعتمدونه في الصيام.

ويعزو البعض ابتعاد الناس عن اعتماد علم الفلك في تحديد الرؤية إلى تلك النظرة التي لصقت بالعلم الفلكي في القرون السابقة حيث كان وسيلة المشعوذين والخرافين وأصحاب الاهواء والابتداع ، وقد أثرذلك الجو العبثي في نظرة بعض الفقهاء إلى علم الفلك فصدرت فتاوي التحريم ، لكنه اليوم ليس كذلك بل أصبح وسيلة أساسية لاغنى عنها ، وهومايتطلب رؤية جديدة في الموضوع حتى نخرج من عباءة الجغرافيا المقيته التي تحول دون توحيد الموقف في شأن الهلال.

والأمة الإسلامية اليوم أحوج ماتكون لأمر كهذا وهو مايستدعي من لجان مراقبة الهلال في العالم الإسلام إلى الانخراط في نقاش وتنسيق مستمر للخروج برؤية موحدة حول الموضوع الذي يتجدد في كل عام.

توحيد رؤية الهلال..الجدل المتواصل/د.الشيخ التراد ولد محمدو

السراج TV