التقوى طريق إلى الجنة/ميمونة بنت سيدي
الأحد, 01 يونيو 2014 06:10

altالتقوى عمل جليل يسعى ويتوق كل مسلم   لكسبه وهو كذلك استجابة لدعوة ربانية:)يا أيها الذين ءامنوا اتقوا الله حق تقاته ولا تموتن إلا وانتم مسلمون([1].

  ويقول رسول الله صلى الله عليه وسلم:)أتق الله حيث ما كنت وأتبع السيئة الحسنة تمحها وخالق الناس بخلق حسن([2].

وإذا تتبعنا الآيات القرءانية وجدنا فيها دعوة وحثا على التزام التقوى لكي توصل صاحبها إلى رضى الرحمن الذي هو أسمى غاية يطلبها المؤمن.

والتقوى هي التي عرفها علي بن أبي طالب رضي الله عنه بقوله: التقوى هي الخوف من الجليل، والعمل بالتنزيل، والقناعة بالقليل، والاستعداد ليوم الرحيل.

لقد جمع علي رضي الله عنه في تعريفه هذا الكثير من أبواب الخير، فالخوف من الجليل يقتضي عبادته عبادة مجد مشمر يسعى لما يوصله إلى بر الأمان في هذا الزمن المليء بما يبعد عن المولى سبحانه، فكان الخوف دافعا للرهبة من عذابه الذي لا ينجوا منه إلا المتقين، يقول ابن المعتز:

 

خل الذنوب صغيرها

وكبيرها ذاك التقى

كن مثل ماش فوق أرــ

ض الشوك يحذر مايرى

لا تحقرن صغيرة

إن الجبال من الحصى

والأمر الثاني: هو العمل بالتنزيل وهو شرع الله الذي أنزل على نبيه صلى الله عليه وسلم القائل:)ما أمرتكم به فأتوا منه ما استطعتم وما نهيتكم عنه فاجتنبوه([3]، وهو مايوافق قوله تعالى:)وما آتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا([4]، فالتقوى هو العمل بشرع الله وفق مراد الله وحسب ما دعا له نبيه صلى الله عليه وسلم، يقول ابن عاشر:

وحاصل التقوى اجتناب وامتثال

 

في ظاهر وباطن بذا تنال

 

والثالث: هو القناعة بالقليل ويقتضي الرضى بما قسم الله للعبد من رزق مهما كان فالرضى والقناعة هما أساس السعادة والغنى يقول رسول الله   صلى الله عليه وسلم:)أرضى بما قسم الله لك تكن أغنى الناس([5].

والرابع: هو الاستعداد ليوم الرحيل، أعمل لآخرتك كأنك تموت غدا، فالكيس من دان نفسه وعمل لما بعد الموت، والعاجز من أتبع نفسه هواها وتمنى على الله الأماني، فالرحيل إلى الدار الآخرة حقيقة يسلم بها كل أحد لكن أستعداد كل واحد لها يختلف حسب تقواه، فالتقوى هي معيار ذلك.

وللتقوى آثار جليلة تسموا بالمؤمن حتى يستحق أن يكون جزاءه، في جنات ونهر، في مقعد صدق عند مليك مقتدر.

وهكذا فإن التقوى تدور حول هذه الأربعة العمل والخوف والقناعة والاستعداد للموت، فمن عمل على تحقيق هذه الأمور قاصدا بها وجه ربه أستحق أن يكون من المتقين، وعلينا جميعا أن لا ننسى وصية الله للأولين ولاخرين: )أن أتقوا الله([6]

 

 

[1]  سورة آل عمران

[2]       رواه مسلم

[3]    رواه الترمذي.

[4]  سورة الحشر.

[5]  رواه مسلم.

[6]  سورة النساء.

التقوى طريق إلى الجنة/ميمونة بنت سيدي

السراج TV