سقط القناع/محمد يسلم ولد محفوظ |
الخميس, 12 يونيو 2014 13:39 |
يبدو أننا نعيش عاما متميزا سقط فيه قناع الغرب عن كل الخلفيات التي كان يتستر عليها ويموه بها على الشعوب وأفلست الشعارات التي رفعت منذ عقود من قبيل الحرية والديمقراطية وحقوق الإنسان .. وكشف بوضوح أن كل العبارات لا تعني شيئا عندما تتعارض مع مصالحه أو عندما تنتهك في حق العرب والمسلمين أو عندما تريد الشعوب المسلمة المتحضرة المعتدلة المتطلعة إلى إرساء القيم الإنسانية كما أقرها شرعها الحنيف فإن الغرب يلقي بثقله لصد المشروع الذي طال ما نادى به وكأنه يقول لا نريد ديمقراطية تنتج استقلالا وتنمية في العالم المسلم بل نريد تبعية عمياء وكبتا للشعوب ولو تطلب الأمر أن تسحقوا شعوبكم وتطحنوها طحنا وعند ذلك نعترف بديمقراطيكم ولا نبالي . بعثة الاتحاد الأربي تشرف على انتخابات مصر حيث يقبع الرئيس وعشرات الآلاف من السياسيين وملايين المتظاهرين في الشوارع ولجان تصويت خالية إلا من العسكر ونسبة تصويت تقارب عدد أفراد الجيش والشرطة ورجال الأمن ومنتخب تحرسه الطائرات العسكرية . أين إرادة الشعوب؟ ولولا البراميل المتفجرة لأشرفوا عليها في سوريا. ثم تأتي الاعترافات بالسيس متتالية، ومن أشرف على مثل هذه الإنتخابات واعترف بها فبالضرورة سيزكي كل انتخاب يرتمي زعماؤها في أحضان الغرب وسوف ينقلب على كل انتخاب يأتي برئيس مستقل ولو حملته الشعوب على رأسها فلا مجال إذا لحرية الشعوب المسلمة ولا أهمية لإرادتها ويبدو أن الدرس كان قديما ولكن الشعوب لم تفهمه إلا أخيرا عندما ثارت على حكامها الجاثمين عليها فاصطدمت بصخرة المناوئين للحرية والديمقراطية المدعومين من أجندة الغرب وسياساته المناوئة لاستقلال الشعوب المسلمة . |