ولد أحمد باهي: لا تكفي الاستقامة في الصلاة دون الاستقامة في المعاملات |
الجمعة, 13 يونيو 2014 18:46 |
قال الداعية أحمد جدو ولد أحمد باهي إن الاستقامة في الصلاة لا تكفي لوحدها إذا لم تشمل الاستقامة المعاملات وكل مجالات الحياة. وقال ولد أحمد جدو إن الاستقامة المطلوبة شرعا تشمل الديني والدنيوي، تشمل العبادات كما تشمل المعاملات، تشمل تحري السنة في المطعم والمشرب والملبس والنوم واليقظة، تماما كما تشمل تحريها في الصلاة والزكاة والحج والصيام. أفتؤمنون ببعض الكتاب وتكفرون ببعض:وقال ولد أحمد باهي في محاضرته أمام العشرات إن التفريق بين العبادات والمعاملات الذي يجعل العبادات خاضعة للشريعة والمعاملات خارجة عنها بدعة لا صلة لها بالدين، ولا يمكن أن يدعيها من يطلب الاستقامة على الحق وينال أدنى فهم في دين الله تعالى. وتسائل الداعية، كيف نفرق بين بعض أوامر الله، فنبيح مخالفته في النهي عن الربى، وعن الجور والظلم وعن ترك العدل، وتعطيل شرع الله، ونرضى بالحكم بغير ما أنزل أو نرضى بالتحاكم إلى غير ما أنزل، وندعي بعد ذلك الإيمان والاستقامة على الصلاة والصيام والحج وغيرها من الفرائض. وقال الداعية إن من يفكر هذا التفكير ويفهم هذا الفهم عليه أن يخاف الله تعالى، ويخشى وعيده في أولئك الذين قال فيهم: "إن الذين يكفرون بالله ورسله ويريدون أن يفرقوا بين الله ورسله ويقول نؤمن ببعض ونكفر ببعض ويريدون أن يتخذوا بين ذلك سبيلا أولئك هم الكافرون حقا وأعتدنا للكافرين عذابا مهينا"، وأن يخشوا قوله أيضا: "أفتؤمنون ببعض الكتاب وتكفرون ببعض فما جزاء من يفعل ذلك منكم إلا خزي في الحياة الدنيا ويوم القيامة يردون إلى أشد العذاب وما الله بغافل عما تعملون". وقال ولد أحمد باهي: إن الاستقامة فرع عن الإيمان، وإن من ما زال يرد على الله بعض شرعه يخشى عليه أن لا يكون داخلا في مسمى الإيمان أصلا لأن الله تعالى قال: "فلا وربك لا يؤمنون حتى يحكموك فيما شجر بينهم ثم لا يجدوا في أنفسهم حرجا مما قضيت ويسلموا تسليما". الاستقامة لا تعني ترك بعض الأعمال:وقال الداعية إن من الناس من يتصور تصورا خاطئا أنه لن يمارس الدعوة إلى الله والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والسعي في إصلاح شأن المسلمين لئلا يشوه الدين بأفعاله القاصرة، وأخطائه الكثيرة، وقال إن هذا النوع من الناس اختلط عليه الأمر. فكأنهم في باطنهم يقولون إن صلاتهم وصيامهم وقيامهم وعباتهم مقبولة ومرضية، ومن ظن ذلك فقد خاب وخسر. بل الأصل في الإنسان المؤمن أن يؤدي الطاعة، ويظل خائفا وجلا من أن ترد عليه طاعته فلا تقبل منه. وبالتالي فلا معنى لترك الدعوة إلى الله والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والسعي في إصلاح شأن المسلمين بالعدل والخير والإنكار على الظلمة، وإعانة المظلومين ومساعدة الملهوفين، بل كل ذلك لازم. استقامة يتلوها استغفار:وقال الداعية إن المستقيم الحق ذاك الذي يؤدي ما عليه بقدر طاقته في جميع أوامر الله المتعلق منها بالفرد وبالأمة، ذاك الذي يستشعر مسؤولية الخلافة في الأرض والتبليغ عن النبي صلى الله عليه وسلم فيأمر بالمعروف وينهى عن المنكر، وينكر على الظلمة وأئمة الجور بالحكمة والموعظة والدعوة إلى الله بالخير والجدال بالتي هي أحسن، ويسعى في إصلاح شؤون المسلمين بقدر طاقته، فلا يترك مجالا من مجالات الخير إلا طرقه. ومع ذلك يحافظ على صلاته وصيامه وقيامه وزكاته وحجه، ويستزيد بعد ذلك من نوافل الخير قدر طاقته، ثم بعد كل هذا يستغفر الله تعالى مستشعرا التقصير وأنه ما عبد الله حق عبادته، ممتثلا أمر الله تعالى: "فاستقوموا إليه واستغفروه".
|