الأحد, 22 يونيو 2014 13:55 |
عند ما يحتلك الظلام وينحسر الفجر في الأفق يكون حديث الأمل دربا
من الخيال لكن الأمر على المؤمن لا ينطبق
في أي حين.
ألم يأتك نبأ الصحابي الجليل الذي جاء يطلب الدعاء من المصطفى صلى الله عليه وسلم لعل الله يفرج أمرهم فتمعر وجهه وقال: "....إنكم قوم تستعجلون"
نعم لقد استعجلوا فكيف بنا؟ لكن اصبروا فهل لا نصبر؟
إن حديث الأمل إذن مشروع سيما لمن يرتل آية الرضى بلحن اليقين
أخي الكريم إن خبر حال الصحابة وقد جاءهم العدو من فوقهم ومن تحتهم وبلغت القلوب الحناجر لم يستطع اغتيال الأمل الفسيح؛ فهاهو الحبيب يضرب حجرا استعصى يومَ الخندق ويقول" اللَّهُ أَكْبَرُ , فُتِحَتْ فَارِسُ " , ثُمَّ ضَرَبَ أُخْرَى مِثْلَهَا فَقَالَ : " اللَّهُ أَكْبَرُ , فُتِحَتِ الرُّومُ " , ثُمَّ ضَرَبَ أُخْرَى مِثْلَهَا فَقَالَ : " اللَّهُ أَكْبَرُ , وَجَاءَ اللَّهُ بِحِمْيَرَ أَعْوَانًا وَأَنْصَارًا"
نعم إنه اليقين أنه لن يغلب عسر يسرين, وأن أحلك ما في الليل جزؤه الأخير..
...سرد أردت من خلاله القول إن الضباب المخيّم على أمتنا اليوم يجب أن لا يحجب رؤية المستقبل الواعد فالعاقبة للمتقين.
إن صعوبة الوضع وعلو كعب المتربصين لن يمنع رؤية مبشرات تلوح في الأفق.
فعودة الأمة في عمومه إلى رحاب الربانية في حضن المساجد سيؤول لا محالة إلى استعمار وتمكين؛ ثم إن مضايقة خيرة شباب الأمة ورميهم في السجن- بدل التباهي بهم والتكريم- مبشر آخر مفاده أنه إذا غلب أهل الله بعد استنفاد الجهد فإن الله سينتصر "رب إني مغلوب فانتصر"
أخي القارئ.. إن الدعوة إلى الأمل لا تعني التآكل والبقاء مكتوف الأيدي بل هو جهد دون يأس؛ وإيمان بحقيقة أن الإمامة تنال بالصبر واليقين. البشير الدعوي
|