كيف تٌكون نفسك في رمضان/ميمونة بنت سيدي
الأحد, 29 يونيو 2014 15:59

يعد شهر رمضان من أعظم الفرص لتكوين النفس وتغييرها نحو الأفضل وإصلاحها ونقلها من ذل المعصية وظلمتها إلى عز الطاعة ونورها، وذلك لأسباب كثيرة من أهمها:

ـ أن الجو العام يدعوا إلى العبادة والطاعة والبعد عن المعصية

ـ أن الصيام يضعف الشهوات

ـ أن الشياطين تسلسل في شهر رمضان

ـ أن الحسنات تتضاعف فيه سواء الفرائض والنوافل ، فالأعمال فيه أفضل منها في غيره.

كل ذلك يجعل من رمضان فرصة عظيمة للتوبة والتغيير والاستقامة على طريق الايمان والعمل الصالح، ولكي يستطيع المؤمن تكوين نفسه وتغييرها لابد من مايلي:

ـ الرغبة الصادقة والعزيمة القوية: التي تتلاشى أمامها كل المصاعب والمعوقات فيشعر المسلم بلذة المجاهدة والنصر على عدوه الذي يسعى جاهدا في إفساده وفتنته وإعادته إلى حياة اللهو والعبث.

ـ الإخلاص لله عز وجل: فلابد أن يكون الداعي إلى تغيير النفس هو قصد وجه المولى عز وجل قال تعالى:{وما أمروا إلا ليعبدوا الله مخلصين له الدين}[1]، وهو شرط قبول الأعمال.

ـ إتباع النبي صلى الله عليه وسلم: وهو شرط لاغنى عنه لقبل العمل ولنجاح التغيير، فلا بد أن يكون العمل وفق ضوابط الشريعة من الكتاب والسنة وماكان عليه النبي صلى الله عليه وسلم واصحابه وتابعيهم، فاتباع ماجاء به حتم لا بد منه: (من عمل عملا ليس عليه أمرنا فهو رد)[2].

ـ حفظ الأوقات: فعلى الذي يسعى إلى تغيير نفسه وتكوينها في رمضان أن يحفظ أوقاته ويستغلها فيما يجلب له الخيروالسعادة في الدنيا  والاخرة:

 

دقات قلب المرء قائلة له

 

 

إن الحياة دقائق وثوان

فاصنع لنفسك قبل موتك ذكرها

 

 

فالذكر للإنسان عمر ثان

 

 

ـ إختيار الأصدقاء: فاختيار الصاحب والجليس أمر في  غاية الأهمية، فعلى المسلم أن يتنقي لنفسه في رمضان اصدقاء يشعر بأنهم يعينونه على الطاعة ممن يشهد لهم بالفضل والصلاح وأن يترك أصحاب السوء تقربا إلى الله تعالى في هذا الشهر الكريم.

ـ طلب العلم: وذلك بحضور الدروس والخطب في المساجد فرمضان مدرسة حقيقية لمن يحسن استغلالها.

ـ المحافظة على الصلوات المفروضة: في المسجد وعلى الجماعة فإن ذلك من أعظم الطرق لتربية النفس والرقي بها إلى ما يرضي الله عز وجل.

ـ الحياة مع القرآن: بتلاوته وتدبره والاستماع إليه ومدارسته والانشغال بحفظه واتقانه.

ـ الدعاء: فهو العبادة ومما ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم:(إن لكل مسلم في كل يوم وليلة دعوة مستجابة)[3]، فعلى المسلم أن يتحين أوقات الإجابة ويجتهد في الدعاء لنفسه واهله وإخوته في الله.

وهكذا فإن رمضان فرصة ـ لا تعوض ـ للمسابقة في الخيرات كلها، ينضاف إلى ما أسلفنا ذكره أعمال أخرى كتفطيرالصائم، والصدقة، وتعليم الناس أحكام دينهم، ونصحهم وتوجيههم إلى أهمية استغلال هذا الشهر الفضيل.



[1] سورة البينة، الآية، 5.

[2] رواه مسلم من حديث عائشة رضي الله عنها.

[3] رواه البزار، وقال الألباني صحيح لغيره.

كيف تٌكون نفسك في رمضان/ميمونة بنت سيدي

السراج TV