يتميز شهر رمضان بكونه شهر تتضاعف فيه الأعمال لذلك حري بالمسلم ان يستغله بالعمل الصالح وأن يعمر أوقاته بالذكر والاجتهاد في العبادة، فقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يجد ويجتهد في رمضان وكذلك كان الصحابة والتابعون ومن أهم أعمال رمضان:

الصيام: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (يقول الله تعالى كل عمل ابن آدم له الحسنة بعشر أمثالها إلى سبعمائة ضعف إلا الصيام فإنه لي وأنا أجزي به)[1]، وقال صلى الله عليه وسلم: (من صام رمضان إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه)[2].

ولا شك أن هذا الثواب والجزاء الجزيل ليس لمن ترك الأكل والشرب فقط (من لم يدع قول الزور والعمل به فليس لله حاجة في أن يدع طعامه وشرابه)[3]، فإذا صمت ـ يا عبد الله ـ فليصم سمعك وبصرك ولسانك وجميع جوارحك.

القيام: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:(من قام رمضان إيمانا واحتسابا غفر له ماتقدم من ذنبه)[4]، وقد كان قيام الليل دأب النبي صلى الله عليه وسلم وكانت عائشة تقول لا أدع قيام الليل فإن رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يدعه وإذا مرض أو كسل صلى قاعدا.

وهذا عمر بن الخطاب يصلي حتى نصف الليل ثم يوقظ أهله ويقول الصلاة الصلاة ويتلوا قوله تعالى: {وأمر أهلك بالصلاة واصطبر عليها لا نسألك رزقا نحن نرزقك}[5]، وكان بن عمر يقرأ قوله تعالى: {أمن هو قانت آناء الليل ساجدا وقائما يحذر الاخرة ويرجوا رحمة ربه}[6] ثم يقول ذلك عثمان رضي الله عنه لكثرة قيامه حتى أنه ربما ختم القرآن في ركعة.

ومن أتم القيام أن يصلي المسلم التراويح مع الإمام في المسجد لقوله صلى الله عليه وسلم: (من قام مع إمامه حتى ينصرف كتب له قيام ليلة)[7].

إطعام الطعام: قال تعالى: {ويطعمون الطعام على حبه مسكينا ويتيما وأسيرا}[8]

فقد كان السلف الصالح يحرصون على إطعام الطعام ويقدمونه على كثير من العبادات سواء كان ذلك بإطعام فقير أو أخ صالح، ومن أهم ذلك تفطير الصائمين في رمضان قال صلى الله عليه وسلم: (من فطر صائما كان له مثل أجره غير أنه لا ينقص من أجر الصائم شيء)[9]، ومن ذلك إشراك الإخوة في الإفطار وكان بعض السلف يخرج بطعامه إلى المسجد يلتمس من يأكل معه كما كان يفعل أبو السوار العدوي، وكان ابن المبارك يطعم إخوانه وهو صائم ويجلس معهم ويخدمهم.

قراءة القرآن: شهر رمضان هو شهر القرآن فينبغي للعبد أن يكثر من قراءته، وقد كان جبريل يدارس النبي صلى الله عليه وسلم القرآن، وكان عثمان يختم القرآن كل يوم مرة وكان بعض السلف يختمه في ثلاث وبعضهم في سبع، وكان الزهري يترك الحديث والفقه ويقبل على القرآن ومن صور الإقبال عليه والتعبد به والبكاء والخشية عند تلاوته والعمل به.

الاعتكاف: فقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يعتكف في كل رمضان عشرة أيام، فالإعتكاف من العبادات التي تجمع الكثير من الطاعات كالصلاة والدكر والتلاوة والدعاء وغيرها، ويتأكد الاعتكاف في العشر الأواخر تحريا لليلة القدر التي من قامها إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه، وكان النبي صلى الله عليه وسلم يوقظ أهله في العشر رجاء أن يدركوا ليلة القدرلما فيها من الخير الجزيل ومن أهم أدعيتها اللهم إنك عفو تحب العفو فاعف عني.

تلك كانت أهم أعمال رمضان و إلى جانبها أعمال أخرى ينبغي للصائم الحرص على تعاهدها لكي يخرج من شهر رمضان بذنب مغفور وسعي مشكور، ولا ينسى المسلم أن ليلة القدر هي أهم ليالي رمضان فلنحرص على إحيائها.