هل كان د.طه على موعد مع الرحلة؟!/محمد عبد الله ولد محمد عيسى
الاثنين, 07 يوليو 2014 15:05

حبيب الجميع صديق الجميع.. رحمك الله فقد رحلت دون أن تودعنا ، وعلى غرة اختطفتك المنية ، ليصدق السموأل " إن الكرام قليل" وليصدق نزار "وقليل في عصرنا الأصدقاء" وليصدق أبو الطيب:

"نصيبك في حياتك من حبيب* * نصيبك في منامك من خيال"

ليصدق هؤلاء لابد أن يمارس الموت غيلته وغدره بالصفوة ولأن "أشبهنا بدنيانا الطغام" أحبتهم فتركتهم وعادت غيرهم ففجعتنا بهم.

فارقتنا وأنت حبيب الجميع صديقه الصدوق، تركت رفاقك ومحبيك ينتجعون من ألقك وعبقريتك خلب آمال يجترونها ألما ويعتصرونها حزنا، بعد أن غمرهم سنا فجرك الطاهر النقي. . .
فهل يعقل أن رحيلك صدفة . . !!؟؟ وهل يمكن أن تكون على علم مسبق بموعد الرحيل ؟! ليتك تجيب ولكن "كيف ينطق راحل لايسمع" ؟؟
. . وفعلا رحلت ولكن عن من ؟!
* - عن أمك المسكينة التي توسمت فيك الولد الصالح "حسنة الدنيا والآخرة" توسمت فيك انتصارها على زوابع القلق طيلة عقودك الثلاث، شاهدت فيك فوق ما كانت تحلم أن يتحقق وينمو. . . رأتك فخرا وذخرا وحبا وشمعة نور تضيء ملء حناياها وتلون سماء أمانيها. . فتركتها وحيدة لتواجه هول هذه الصدمة وأنت الخلاص المفقود.
* -رحلت عن ابنك الوحيد وريحانة حبك، وظل أمانيك وطيف مبتغاك ، وتركت صغيرك وهو دون الفطام . . لينسيه عهدَ الرضاع فراقُ ملاذه وحضنه الفريد. . فلم تمنحه متعة تعثر لسانه بكلمة "بابا" لم تتركه يرى فيك المثال الأعلى والبطل الأسطوري، ويشاهد فيك انتصار الإرادة الصادقة والعزيمة القوية على المغريات والكسل. . . ولعمري لذلك أروع وأصدق درس تربية يحتاجه الصغير. .
أسفي عليك يا أستاذنا الغالي وفقيدنا المثالي.
*- رحلت عن وطن وهو بحاجة إلى تمثيلك "الحسني" إلى دبلوماسيتك الدينية والعلمية، ليرى منك الجميع أن شنقيط ليست عاقرا. . و" أن الله يستحي أن ينزع البركة من موضع جعلها فيه".
*- أسفي عليك ياوطني الحبيب ، أسفي عليك وأنت تفقد الإحساس دون شعور منك فقبل يوم حبيب الجميع صديق الجميع د. طه ، كان يوم العبقري النادر محمد عبد الله ولد المصطف، وقبله د. يحي ولد حامد وقبله د. جمال ولد الحسن . . . وغيرهم " ومن قبل فرَّطتَ -ياوطني- في يوسف" فأو دعتَ غيابات "اكوينتنامو" عقل ابن صلاحي ، في صقفة تنسينا غباء "ابن غبشان" وكأنك في عربدة مسعورة . .
وبعد أن تفرق الندماء وطوي البساط يتميز من النحيب صوت مجلل، من شاهد عيان صادق ليقول:
. . هكذا تنفرط درر العقد ، وهكذا يسقط الكرام . . .
وعنك أيها الشهيد الراحل د.طه. . . .على الرغم من مفاجئة الرحلة كنت الحازم، وكنت الموفق . .  . فرغم فجاءة النداء لبَّيْتَ وكنت "معتمرا" ورغم أنك لم تمنح فرصة اختيار التوقيت كان "رمضان"، و مع أنك لا تدري المكان كنت في "الحرم" ولست تختار ومثواك الأخير كان "الحجون" جوار أم المومنين خديجة وابن الرسول صلى الله عليه وسلم القاسم.
فهل يعقل أن رحيلك صدفة .!!؟؟
وهل يمكن أن تكون على علم مسبق بموعد الرحيل ؟!!
ليتك تجيب !
كل ما يمكنني قوله أن لك سابق عناية من الله وتوفيق . . تمثل في اختيار زمان ومكان الرحيل ، في خاتمة عملك "عمرة وصوم "، وفي مستقرك الأخير، و في لسان صدق لك في الآخرين.
والله أسأل أن يجعلنا وإياك من ورثة جنة النعيم.
وسلام الله على روحك الطاهر . .

هل كان د.طه على موعد مع الرحلة؟!/محمد عبد الله ولد محمد عيسى

السراج TV